وعلى أعتاب غيّهب الليل .. وباللحظات اللي كان الليل بيغادر وبينبّلج من ظلامه النُور إنبّلج النور من عيونها ، وأخذت تناظر للمكان بعجلة شديدة على أمل تلقاه يتأملها ، ولكن خابت هقاويّها لما لقت المكان خالِي من حسه
تنهدت بصعوبة وهي تستشعر إن هالنفس صعب حيييَل على رئتيها ، النفس الي كله خوف ورهبّة
يالله لو يدري إنه لاصابته شوكة تصيّبها سكاكيّن فكيف بوجع ماهي قادرة تتحمله من كثره !
شدت على السّبحة وهي تحس بالدموع تغمر عيونها بكل قوة ، ماهي قادرة تلقى حل معه ، ليه يتركها تعيّش وجع إنتظاره بدون ما يحن عليها؟
وقفت وهي تمسّح دموعها ، والي ماعادت تعرف النزول إلا بسبّب خوفها على وهّاج
وناظرت للمكان الخالِي من كاندي وتنهدت بصعوبة ، سحبت الشال الكبيّر خوفاً من وجود كايّد ، برغم إنه غايّب طوال الأمس عن عيونهم ولكن إحتيّاطاً
تلحفت فيه وهي تغطي كل أجزاءها وخطت خطاويها وهي تترنّح بمشيتها وتناظر بتشتت للمكان ، وبلحظة وقفت بمكانها وتنهدت تنهيّدة عمييييقة من وسط جوفها ، كيف إمتلأت عيونها بالدموع وفااضت لدرجة عجزت محاجر عيونها تتحمل هالكم الهائل من الدّمع ،وإنهمرت بكل تسلط على خدودها !
وهالدمع ماكان إلا بسبب وجوده تحت شجّرة الليمون ، لأنه بخير لأنه هنا وآخيّراً بعد يومين من التشتت والوجع!
ومن بيّن دموعها تبسمت وهي تجمع كفوفها وتثبتها على طرف صدرها من شدة هول مشاعرها ، مشاعر الراحة إنه هنا !
إقتربت منه وهي تناظره سانِد رأسه للخلف ومغمض عيونه بتعب ، وبجنبه كاندي متكورة على نفسها
دنّت منه وجلست قِباله وهي تتأمل وجهه وتفاصيّله الهادية بكل وفرة ، كيف كسى الهم وجهه ، وكيف ضايق الكون على وسعه لأن بنته بعيدة عن حضنه!
ومع بزوغ الفجر سكبّت كل دعواتها على مفرقهم ، دعت إنه يذوق أضعاف هالضيّق ومايلقى له مخرج منه !
تراكم تنهيداتها الكبيرة ماكان إلا بسبب وجهه ، الوجهه اللي يستدعي مللايييّن التنهيدات بمجرد النظر له وتأمله
أخذت تمرر أصابعها على جرح جبهته وهي تميّل شفايفها بخفوت ، ماكانت تدري عن حاله ، هو التعب زاره لدرجة خارت قواه تحت هالشجرة ؟ زاره النوم بكثرة لأجل ينام هنا بدون ما يجر الخطاوي لها؟
ولكن للحظة ماكان يهمها ، اللي يهمها إنه هنا قدامها ،بسلامته
أخذت تناظر للمكان الخالي من أي حس ، ومن أي خطاوييّ ومن أي حضور
وإقتربت منه أكثر وهي تقبّله بحنية ، حنية ذابت بقلبها مثل ما تذوب الضُلوع واللي عجزت بسببها تقاوم وجوده
هي تحنَه وحتى ممكن إنها تحن عليه أكثر من إنها تحبّه !
أبتعدت عنه بعجلة شديدة وبربكة تمكنت من كل جسدها من لمحته يبّتسمإنتفضت وهي ترجع خطوة لورى وتنحنحت بخجل غمّر كل أطرافها ، وأخذت تضغط على طرف مؤخرة رقبتها وهي تشتت أنظارها للمكان ، بينما هو مازال مبتسم وعيونه تغرقها بنظراته ، من قال إن النوم زاره أو قدرت تغفي له عيّن ؟
هو من لما خطت أول خطاويها سمعها ، وتنبّه بوجودها من لما تزاحمت تنهيداتها بمسامعه
ولكنه بقى ساكن ، يبي يعرف كيف بتترجم عتابها وكيف بيكون شكل هالعتاب ،ولكن إنه يكون بهالحنية؟ ما خطر بباله
تأمل عيونها اللي تشيّح النظر عنه ، وسكوتها
وكان يدري إنها رقيّقة وحيل لدرجة إن إشاحة نظرها عنه عتب وسكوتها غضب
لقى نفسه يقول بإبتسامة خافِتة : شوقكك تعدّى شوقي بكثير ياقرة القلب
نست خجلها اللي فااض من كل أطرافه بسبب سخريته من عتابها الهادي والي أستفزتها وتركتها تلتفت له بقهر : ظنّك بنبقى كذا ؟ بتبّقى تهرب بكل مرة يتأذى لك قلب فيها ، وببّقى أبكيك لحتى ترجع ؟
ميّل شفايفه بخفوت من إندفاعها وحك طرف حاجبه وهي صدت بضيّق وهي تشابّك يدينها وتضغط على طرف السبّحة الي خبته بين باطن كفوفهاوقالت بضيَق : حتى بأحلامي أعانيّك ، يرضيّك ياولد الخالة؟
رقّ فؤاده لحاله وأخذ يعض على شفايّفه بضيق من تصرفاته الي ماهو قادر يسيّطر عليها ، بكل مرة يلقى العتب منها ومن يقول إنه ما يستاهل هالعتب؟ مادامه يتركها بكل ضيَق لوحدها تعانيّه ! كان يناظر ل "جفونها الي عليها آثار السهّر والقهر واليأس .. والواضح إن قلبها عليه أكثر من الي على جفونها " ومن يلومها ؟
وهو ولو إنه مجهز عذره ، ولكن وش هي أعذاره قدام دموعها الي تحتضِن محاجرها والي تجاهد حق المجاهدة لأجل ما تنهمِر ! تنهد وهو يوقف وينفض ثوبه الأبيض بطرف يده وهو يتجمل بإبتسامة ذابلة : باقي معي من وسعة الصدر شعرة، والنار تصلاّني على كبدي صلي " وأنا ماودي أجيك وأنا منهد حيّلي من الغضب ، ماودي يطالك الوجع بأسبابي
عقدت حواجبها بإستنكار وكتفت يدينها بعدم إعجاب : وظنك أبوابي مشرعة لك في حبورك وسعة صدرك وبس ؟ ظنك ما بيكون لي قدرة على حمل كل تعبك على كتوفي ؟ ظنّك لي قلب ضعيف لأجل ما يشيل قلبك ويسنده؟
أنت تبغاني أضحك لفرحتك ، ولامن زارك البكاء أصد؟ دخيييّل الله يا وهّاج وش ناوي على قلبي أنت بكلامك وتصرفاتك؟
بكل كلمة تنطقها كان وده يشرع بسماته على وسعها ، وده يدخلها بيَن ضلوعه لولا كبر العتاب الي بعيونها ، كانت تعاتبه لأجله ماهولأجلها وهذا الشيء اللي زايّد الغبنة بقلبه
هز رأسه بالنفي وهو يبّتسم لها بخفوت : لا يشهد الله علي ، إنه "كل ما حنّ الطريق.. كنتي القبلة وعمري والبلاد، والجناح اللي على القمرا يحوم "
تنهدت وهي تصد بضيّق مخفي : وإذا ضاق الطريّق؟
أنت تقرأ
لابد يا سود الليالي يضحك حجاجك
Romanceإما أم أن تكون العائلة ملاذك الآمن..وإما أن تعيش بسببها في خوف وجوع دائم . حسابي في الإنستقرام : @riwaia2