59

6.4K 100 50
                                    

أما بالغرفة اللي ضمَت بين أركانها الصعبّ ومحبوبته اللي كانت تجاريه بصعوبتها واللي أنهكت كل روحه لأجل تصير معه !
كانت واقفة بوسط الغرفة من دقايّق طويلة ترتجف مثل ورقة تهتز أركانها على غصن شجرة بوسط فصل الخريَف ، رغم عدم تواجده معها ولكن فكرة إنه موجود بنفس المكان كفيلة بإنها تخيلها تهتز من شدة رجفتها
وهالرجفة زادت بكل كثافة لحظة اللي سمعت خطواته تقترب منها بشكل سريّع وكإنه يسابّق الوقت ! ومن تقدم ووقف قدامها بإبتسامته المتنهدة بعدما نزّع بشته وشماغه وبقى بس بثوبه الأبيض ، واقف قدامها بدون ما ينطّق أو يتحرك خطوة كان وده يتأملها وبس
يتأمل الشخص الي سلبّ منه نومه وفرحه ولياليه ولهفته ، يتأمل الإنتصار الي حققه لحظة الي قدر يبّقى معها بنفس المكان بدون ما تكون عندها القدرة على الإبتعاد ، أخذ يتنهد لإن شخص مثلها البقاء بالقُرب منه يحتاج للكثير من التنهيّدات لأجل يستوعب كمية رقتها يحتاج رئة ثالثةً لأجل يتمكن من التنفس بطبيعية يحتاج قلبّ ثاني لأجل يقدر يبّقى ساكن وهادي، كان يتأمل هي ، بريّقها ، جسَدها ، قامتها ، كفوف يدينها ...

تفاصيَل وجهها ؛ كان يحبّها حتى بندوبها هذا وإذا ماكانت هالندوب لها المقام الأكبر بصدره ! ، فُستانها"الفُستان الأبيض حرر كل تفاصيّلها ، كان يتهجاه ويخونها بنظراته"
رفع رأسها بعدما ملَت من الخجل ومن لمحته غرق ووصل للعمق فيها إرتجفت وحاولت تبتعد خطوة لورى ولكنه قرب منها بنفس اللحظة وقلص المسافة بينهم لحظة اللي لامسّت يده ضلوع خصرها الليّن والي من ساعات طويلة أهلكه ولكنه كبّح لهفته لهاللحظة بالذات والي عُقبها سحبّها بكل قوة له وهو يحتجزها بين ضلوع صدره وبكل تملُك بكل لهفة غمَرها لدرجة ذابت وتلاشت بين يدينه
كانت ترتجف وسط حضنه وإختفت بين ذراعينه ولكنه كان مثبّتها له ويسمع نبّض قلبها لدرجة إستشعر إنه صار يمتلك قلبيّن هاللحظة.. قلب بيساره بيغادره من شدة لهفته ومشاعره الي غرق بسببها وقلبها اللي بيمينه واللي مضطربة نبَضاته بشكل مهلك وواضح ومع ذلك ما رحمَها أبداً من شوقه كان مضيّق عليها الخِناق بكل طاقته ومُوقن إن أهلك خصرها من شدة تملكه وشدّه عليه ولكن هذي نتايّج أفعالها وهذا عقابها ؛ وماكان لها وجه تبّتعد أو تقاوم لإنهاحدته على أقصاه ، واللي"ينحد على أقصاه ، لا تلومه"
لذلك بقّت أسيرة للهفته ولكنه كان الأسر المُحببّ ، الأسر الي ماظنت بيوم من الأيام بتكون بين أسوار ضلوعه! الأسر الي تمنته لليالي طويَلة والي رغم وجع ضلوعها ما تذمرت ولا أشتكت ولا أبتعدت ، كانت راضية أتم الرضا
——

-
تشترك الايام السيئة و المشاعر المهلكة مع الفرح ومشاعر اللطف في كونهم يتعدون وينتهي عهدهم في لحظات بسيطة
مثل ماعدت أيامهم السيئة عدت أيامهم الحلوة على نفس الوتيرة
قبل أيام تتراقص الضحكات على وجوههم نتيجة إستقبال لافي ،وهاللحظة تخبت بين تفاصيلهم دمعة نتيجة وداعه من جديد
بوسط بيت فهد اللي وقف فيه لافي بعدما ودع معاني وخيال وقدامه ضرار وفهد ودجى ينقل نظراته لهم بتنهيدة : رجعنا ياطير ياللي ! ترى مثل هالايام تعدي بسرعة , غمضوا عين فتحو عين تلاقوني رجعت بوثيقة التخرج
ناظرته بضيق وقالت : مثل هالكلام سهل وحيل عاللسان بس ياصعبه لاصار فعل
قرب وهو يحتضن طرف كتفها بابتسامه : انتي بالذات لي معك مواوويل ما بتنتهي لو يجي فهد وانا مو من ضمن مستقبلينه
ضحكت بخفوت وهي تناظر لبطنها وتقول : تسمع خالك يافهد وش يهذري به ؟ وده تنتظره لين يشرف
ضحك ابوها وهو يقول بضجر : انا ذايب قلبي ومتلهف عليه وهذا يبينا ننتظره
لافي تخصر بعدم اعجابى: يعني كذا؟ من اول الدرب انتهى الوفاء ؟
ابتسمت وحضنته من جديد وهي تخبي دموعها بصعوبة عن عيونه وتقو : عساها تساهيل يا بعد هالقلب ، وانتبه لك

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن