أما دُجى ماكانت تعرف كيف فتحت باب المشغل من شدة رجفتها ، أستندت على الباب وهي تناظر لكاندي اللي بحضنها وترجف بخوف ، الدموع اللي حبّستها من شدة خوفها قبل لحظات بدأت تنساب بشكل كارثي على أطراف وجهها ، وهي تستشعر إن قلبها هاللحظة بيغادرها ؛ الموقف اللي مرت فيه حقيقي ؟
والشخص اللي كان ناوي عليها فعلاً يعرفها ؟ وش الكلام الي قاله ؟ ومقصده وش كان ؟ وليه هي بالذات دمرت حياته ؟ هو من لأجل يقدر يهجم عليها بوسط الشارع بهالأريحية ؟ وماكأنها بمكان آمن ! بالقرب من الشقة الي يسمونها بيتها ؟
حضنت كتوفها بكل قوة وهي ترتجف من شدة بكاءها ، وحمدت ربّها إن الموضوع عدّى بالسهولة ذي ، ولكن إن عدى هالمرة بهالسهولة المرة الجايي هل بيعدي أصلاً ؟
ماكانت عارفة كيف تتصرف ، ولا أي وِجهة تقصد ولكن كل الي تعرفه إنها لازم تستجمع نفسها وتلملم شتاتها ، لأن هالإنهيّار ماهو طبعها
وقفت وهي تّمسح دموعها اللي أحرقت خدها
وأخذت نفس عميّق وبشدة وهي تطبطب على وجهها الي زادت حُمرته من شدة بكاءها ، ولما سمعت جرس الباب فزت من الرُعب وظنت إن هالشخص تجرأ فعلاً وأكمل الخطوة الي كان بيخطيها ، تجاهلت كل المكان وتقدمت على عجل وهي تفتح جوالها وتناظر لجهات الإتصال المحفوظة ، والشخص اللي طرى ببالها هاللحظة كان هو !حمّدت ربها إن لافي أعطاها رقمه بداعي السخرية أحد المرات ولكنها فعلاً حفظته بجوالها
أتصلت وهي ترتجف ودموعها تسابّق بعضها من شدة الخوف ، وبعد مدة قصيّرة جداً وصلها صوته الهادي : سميّ يا بنيّـ... يا دُجى
وصلته أنفاسها المُضطربة قبل محتوى كلامها
واللي تلاشى الكلام من ثغرها لما تسلل لمسامعها صوت عمتها معاني " دُجى أنتي هنا؟"
أيقنت إنها كانت مخطيّة وإن هالرجل فعلاً إنبترت خطواته عن هالمكان ، فقالت بصوت عالي : إية هنا
بيّنما وهّاج عقد حواجبه وقال بإستنكار : بخاطرك شيء ؟
إستوعبت الموقف ورجعت تلتفت لصوته وهي تمسح دموعها بعجل شديد وتحاول تهدييّ أنفاسها وقالت بهدوء : لا ولاشيء
وقبل ما يستفسر عن سبّب إتصالها لقاها قفل الخط ، تنهد بصبّر ورفع أنظاره وهو يتأمل أمه اللي يسكن أطراف وجهها الهُدوء ، وتتأمله بتدفق شديد حتى بعدما مرت ساعات على جلوسه قدامها ، وحتى بعدما قال لها بكل صراحة " أنا مكاني هنا ، ذكرياتي وحياتي خارج حدود هالبيّت ماهي إلا تنهيدة مكتومة ؛ يضيّق عليك لو رجعت؟"
إكتفت بهز رأسها بإيجاب ، وإكتفت بالصمت وتأملها الهادي له وهالشيء أجج بقلبه إستنكار عظيم وإستغراب زُرع بكل أطرافه ، وش اللي تغيّر لأجل يزورها الهُدوء بحضور طاري دُجى؟ وهي الي حتى زواجها منه ماحضرته ؟
ماحاول ينبّش بالموضوع ، لأنه يدري إنه بيّضيق
وهو ماعاد له قلب يشيّل الضيق أكثر لذلك أنسحب من قدام أنظار أمه ، وأتجه لغُصن اللي كانت جالسة قدام التلفزيون ودنى منها وهو يقبّل رأسها بكل حنية ، وبعدها خرج من البيت بعدما تذكر رسالة ضِرار
بينما حليّمة ماقطعت أنظارها عنه .. أبدا
—
—
أنت تقرأ
لابد يا سود الليالي يضحك حجاجك
Romanceإما أم أن تكون العائلة ملاذك الآمن..وإما أن تعيش بسببها في خوف وجوع دائم . حسابي في الإنستقرام : @riwaia2