15

13.9K 178 99
                                    

وصدت بنظراته عنُهم وهي تلتفت لُمخيم الرجال ، وباللحظة الي ألتفت فيها عانقت عيُونها الرجل اللي واقف جنب السيّارة ووجهه بإتجاههم ولكن نظراته كلها مُصوبة على الرجال الي جالسين جنبه ، بلعت ريقها بصعوبة وهي تحاول تنزل عيُونها ولكنها تِمردت ! لاح لها وجهه بأشد لياليها حِلكة وظُلمة ولو تحلف إنها للآن تذكر تفاصِيل ذيك الليلة ما كذبت ، هو الشخص الي شاركها هالظلمة ، واللي ساعدها تنتشل نفسها من الظلمة بدون علمه !
وهو نفس اللي واقف قدام أنظارها هاللحظة ! رفعت كفها المُرتجفة وهي تضغط على حدود صدرها بخفة ، لعل قلبها يخُفت نبضه ، ولكن هيّهات !
-

ومرت ليّلتهم دافِية ، صحيح أجسّادهم البرد تمُكن منها من شدة نزُول الثلج ، ولكن قلوبهم كانت دافية ، دافيّة حييل ! لأن المشاعر ماكانت هيّنةماكانت سهللة عليُهم أبد
أنقضت هالليله اللي تزينت بالبياض ماهو ببياض هالثلج اللي انصب بكثره على حدود الجبل واللي زين ليلتهم ببهجه وبس , الا ببياض قلوبهم الرحبه اللي طغت على بيّاض هالثلج , والي من شدة هالبياض عزت عليهم انفسهم يتركون هالبياض ويقفون !
--
وبمخيم البنات , اللي تشتتو بالمكان وكل فرد منهم اتخذت لها زاويه معينه ، والأهم كل وحدة منهم إبتعدت بشكل كبير من فايزه اللي كانت تحاول بكل فرصة تكب سمها عليهم وتكدر خواطرهم" لأن بعض الناس هواياتهم التغذي على احزان غيرهم , ماهو لسبب كثر ماهي طبيعية شخصياتهم , يتغذون على نقص غيرهم" , لذلك اتقو شرها ببعدهم عنها , وهي بقت ساكتة من قهرها
اما ام برهان فالضيق استقر في صدرها , وطوال الليل تهوجس , ولدها وصل للمرحله هذي وهي ماعندها أدنى معرفة بالموضوع , طوال الليل كانت تعدد عدد الساعات اللي جلست فيها مع فلذة كبدها ووحيدها والأدهى والأمر كانت كفينها تكفي لعدد هالساعات خلال شهور طويلة !
سنين وبنين ما انتبهت لوحده ولدها , وبعد هاليوم مستحيل تنتبه .. لأن الي أعتاد على هاللامبالاة مستحيل يقدر يعدلها !

أما بريق فكانت جالسه طوال الوقت بجنب مدخل المخيم على راسها طرحتها السوداء وعلى حدود كتوفها الجاكيت اللي تركتها بعشوائية
ليلتها انقضت بتفكير , بشاعريه , باندماج عميق مع كل حواسها , كانت تسترجع كل كلمات برهان خلال الأيام الماضية تبحر من جديد في بحر كلماته تغوص بأعمق معانيها , كانت تتذوق الكلمات من أول وجديد وتستلذ بكل كلمة , بعد تفاصيل اليوم واللي ماقدرت تعديها كانت موقنة إن كلامه كان موجهه لها كانت رسايله تعنيها كانت موقنة إن بين كل حروفه اللي يحكيها فواصل تعنيها هي !
ولا تدري ليه بعد معرفتها بانه هو اللي جابه النار لأجلها
وهو نفسه اللي حارب لاجلها تسلل لقلبها شعور الدفء
نفس الشعور اللي بقى وهاج يحكي عنه طوال الليل ! رغم معرفتها إن برهان كان بيحارب النار لو كان أحد غيرها المحترق ماكانت هالتضحية لها على وجه الخصوص , ولكن ماكانت تهمها هالفكره لأن بريق إنسانة بسيطه ومو شخص يلجا ويحب هالتعقيدات !!
لذلك طوعت لها نفسها تترك دفء المخيم وتبقى تحت ظل الثلج الابيض بين حدود المخيم لاجل بس بقى تراقبه
ولانها أصلا شخص الأرق صاحبها خلال هالفترة السابقه استغلت هالصاحب لاجل يبقى هالبرهان أسير نظراتها !!
كان طوال الليل جالس على بساط وهاج وجنب شبه نار الجنوبي
ماككان الارق صاحب بريق وبس , كانت صحبته ممتده لهالبرهان اللي أشرقت الشمس وهو باقي على حاله فروته مغلفه كتوفه بحرص وكوب الشاي بين كفوف يدينه يستمتع بمنظر الثلج الي يدنو على أكتافه جاهل تمام بالشخص اللي سامر الليل معه بدون علمه
ومع سرحان بريق وتأملها لكل تصرفات برهان لدرجة كانت تعرف كل حركة له قبل يقدم ويسويها
التفت بخوف بسبب اليدين اللي التفت حول معصمها شدت أطراف حجابها على حدود وجهها بحرص لما لمحت دجى تناظرها بإبتسامة بينما بحركتها تلاشت إبتسامة دجى ولكنها اخفت ضيقتها وهي تقول بمودة : الليل زارك بلططف ؟
توشحت بريق بوشاح الصمت للحظات وهي صادة عن دجى وعيونها مازالت معلقه على برهان اللي يرتشف الشاهي وهو يزيح الثلج عن كتوفه العريضة بإبتسامة
وبعد لحظات من السكون , إكتفت بإنها تهز رأسها بإيجاب !
وهالإجابة كانت تكفي دجى واللي واخيراً جمعت جسارتها وقدرت تقترب من بريق بعد صراع بارد في ليله مثلجة
وفضلت تبقى بجنبها بدون ما تحكي ،يكفيها هالقرب بعد ليالي طويلة من تمنيه
وجهت سواد عيونها الطاغي لنفس المكان اللي بريق تسترق النظر لها وعقدت حواجبها وهيي تشوف لافي يسحب ضرار اللي متمسك بالمخدة بشده : تكفى يا لافي اطلع من حياتي خلااص ما تععبيت رجولك !
لافي ناظره بترجي : تكفى ياضرار , والله هالدحة عجيبة عجيبة خلنا نستفتح هالصباح فيها
ضرار تنهد بتعب وبنيان وقف جنبه وهو يضحك والفروه البنيه تزين اطراف ثوبه الأسود : لاتكسر بخاطره ياعقيد
وديع وكايد كانو واقفين على جنب ومنتظرين أمر من لافي وفهد كان واقف ع حدود المخيم ويضحك بخفوت على حماسهم لما بدوو يرتصون للدحة
والتفت بعيونه على وهاج اللي استغنى عن جاكيته وهو يدفي باطرافه غصن اللي بقت طوال الليل أسيرة حضنه الدافي
وقف وهو يتطمن إنها مرتاحة بنومتها ومن تطمن قلبه التفت لفهد اللي يراقبه
ابتسم له بهدوء ووفهد قال بمزح : الإختبارات على الأبواب يا وهاج , إن سقطت بمادة وحدة بس بنعيد النظر بموضوع الزواج ترى
تزينت ضحكة هادئة على حدود وجهه ولف الغترة الحمراء بحرص ع إطراف راسه وهويقول : دامك عاقد النية ع ربط درجااتي بمصيري مع بنتك , فوالله إن تشوف وهاج غيير اللي تظنه
ابتسم بخفه فهد وهو يهز راسه بإيجاب ويتخطى وهاج وهو يستقر بوقوفه جنب ضرار اللي صار يلعب معهم الدحه وهو يضحك بطرب بعدما هرب النوم من اهدابه
وبجنبه وقف وهاج بثوبه الاسود وغترته الحمراء خالي الوفاض من أي شيئ يحميه من برد الشمال ولكن دفء روحه هاليوم يكفيه وباللرغم انه طوال الليل بقى أسير رسالته لامه
اللي كلفه ارسالها نظرة صعبة , نظرة تشبه شعاع!
واللي من بعدها ماكان عنده صبر لاجل يبقى بعيد اكثر
وماعاد عنده طوله البال الكبيره اللي بتخليه ينتظر امه توافق من تلقاء نفسها .. لذلك كان طوال الليل يتحرى الرد لعله يشفي غليله ويتركه يقدم على هالخطوة بطمأنينة !!
مع ذلك ما ترك هالهم يكدر عليه صفو هاليوم الدافي رغم ثلجه
لذلك وقف جنب فهد اللي كان موازي له بطوله وهو مبتسم بخفة وجمع كفوف يده وهو يضربها بببعض ويغرد معهم بإنسجام مثالي تحت أنظار برهان اللي سحب جوالهه وبدأ يصورهم وهو يضحك بإستمتاع
هالمنظر كان تحت انظار دجى بعد اللي بدأت تنقل أنظارها بحرص شديد
من لافي اللي ضحكته تملا ثغره , لضرار اخوها اللي كان دائما بمنزله الغريب ولكنه آخر الشهور بقى فرد من أفراد هالعايلة لابوها اللي جل وقته يسترق النظر لوهاج،للبهور نفسه اللي على طرف ثغره تتراقص ابتسامهة عذبة منبعها كان أقصى قلبه
هالمرة تساؤل عميق اخترق بالها "معقولة هذا هو نفسه الشخص اللي كانت عيونه ليلة الأمس متلحفة الوجع "
بدأت تتلهف له اكثر وتتمنى لو تعدي هالفترة باسرع فرصة لاجل تروي فضولها اللي تخاف يصير هوس بالنسبة لها!
وبعد التعب الكثيف اللي زارهم بسبب لعبهم الطويل هوت أجسادهم على حدود البساط الاحمر ينتظرون قهوة الجنوبي بينما ضرار ابتعد عنهم وهو يستقر بجسده قدام سيارته فتح الباب وهو يفتح الدرج الامامي يدور على الكاميرا الصغيرة ولكنه من لمح الكتاب اللي كان عبارة عن رواية والي كان أسير حدود هالدرج طوال الليالي السابقة بسبب سقوطه سهواً من ذاكره ضرار
احتضن الكتاب بين كفوف يده وهو يتنهد بتثاقل من لما لمح الكتاب رجع وسواس الفضول ينبض بشكل كارثي باوردته بسبب هالضيفة الغريبة !
التفت باستغراب للافي اللي سحبه واللي قال بصوت منخفض : وش صار بأخت محمد
ناظره ضرار بطرف عينه وهو يضرب الكتاب براسه بخف : مشكلة لما يعرف بزر مثلك مثلك هالأمور.
لافي ضيق حدود عيونه وهو يناظره بحدة : تظن الموضوع اللي أنت فيه نكتة !! ترى في ذمتك روح
سكت ضرار للحظات وهو يزفر أنفاسه بضيق , من ليله القى القبض على محمد وهو مبتعد كلياً عن طواريه أو طواري اهله ولافكر يرجع ابداً لهم !!
ومحد يعرف موضوع رجوعه إلا الأقربون
أما البقية جل معرفتهم محصورة إنه ترقى بس !
لذلك كان يحاول يتناساها ولكن لافي بكل لحظه يذكره فيها : ضرار ياخوي أنت بنفسك التقيت بخالها ،وأنت بنفسك اللي سكت وبلعت جمرة لما قال بتتزوجها , ماهو من حقك تتناساها بعدما انقضى همك , لأنك تعرف وش بيكون مصيرها
ضرار لفحته نفحه هواء موجعة بسبب كلام لافي الصحيح ولكن رغم الضيق قال بآسى: اضحي بسنيني كرامة لمحمد يالافي ؟ اضرها وارتبط فيها وانا مالي هوى فيها
لافي قال بعقلانية : الحب يجيي بعد الزواج , كيف تبي تحبها وأنت تجهلها ؟؟ أنت عطيتهم كلمة وانت اللي اقبلت لبيتهم وعشمتهم ماهوب من شيم الرجال تسحب عليهم
جمع يدينه وهو يحضن الكتاب لصدره اللي اشتد ضيقه بسبب هالطاري اللي نكد عليه, واللي بنفس الوقت كان حق
هو اللي تنازل ببداية الموضوع , ماعنده الحق انه يتراجع خطوة لورى
وبوسط احتضانه للكتاب عقد لافي حواجبه بإستغراب وقال وهو يسترق النظر على اطراف الكتاب : تقرأ هالروايه , ماهيب مودك غريب أمرك
ضرار ميل شفايفه باستغراب : طاحت عليه عيونك وقريته من قبل؟
لافي رفع كتوفه بلامبالاه وبضحكه قال : لاا , عمتي مهووسة الكتب طوال لياليها الاخيرة كانت عايشة مع هالرواية لدرجة انها تأكل وتشرب معه , عاد بمرة انتثرت القهوة على صفحة منها وانهارت بكاء بدون حياء , بعمرك شفت بالغة عاقلة بسبب ورقة تغرقت بلون القهوه؟
التزم الصمت ضرار وهو يبلع ريقه بصعوبة ولافي من لمح صمته تخطاه بعدما ربت على كتفه وهو يبتعد عنه
اما ضرار استقر الذهول على اطراف قلبه وهو يغمض عيونه بثقل شديد وبعد لحظات بسيطة فتح عيونه بعجلة وهو يفتح الكتاب ويقلب اوراقه برهبة ومن استقرت خناجر عيونه الحائرة على آثار القهوة حتى قفل الكتاب بصدمة شديدة وبعيونه تبان الدهشة لدرجة انه احتصضن الكتاب بشدة وهو يخطي خطواته لجنب الجنوبي ويوقف جنبه بعشوائية وباله ضايع , ضايع تماماً
فكرتين بباله ماكان عنده القدرة على تجميعها لان اللي يفكر فيه واللي يزور قلبه هاللحظة اكبر بكثير من ضرار نفسه
أما الجنوبي فكان منحني برزته المعتادة بثوبه الأسود الغليض وفروته البنيه والأهم بالغترهة البنية اللي تميل للرصاص من شده فتح لونها وعلى حدود راسه مستقر العقال الأسود اللي مثبت الشماغ بحرص شديد
ويدفي يدينه المتجمده من شدة البرد على حدود ناره اللي بدأت تخفت واللي إبريق الشاي زاير على أعتابها في مشهد مثالي
بنفس الزاوية ولكن بالمخيّم المقابل كانت خيال واقفهة مع معاني اللي متلحفة بسواد عبايتها واللي كان يفصل بينهم وبين مخيم الرجال حدود من قماش مثبتة بحديد صلب رغم هذا كانت الرؤية بالنسبة للبنات سهلة بينما تصعب كثير على الرجال لذلك كان كوب الشاهي مستقر بين أصابع معاني الناعمة واللي خيال بجنبها مع كوب قهوتها ويتبادلون أطراف الكلام بعدما افطرو مع الكل
شهقة خيال الخافتة أجبرت معاني تلتفت لها بتساؤل وإستنكار واللي لمحته بعيون خيال كان الذهول والصدمة لذلك أُجبرت من جديد على الإلتفات لزاوية نظر خيال , عقدت حواجبها بإستغراب وهي تلمح وقوف ضرار أخو دجى وبجنبه مستقر قدام حدود النار رجل غريب عليهم , تظن انها تعرفه من مكان ما , لكنها تجهل هالمكان
تأملته للحظات بخفوت ثم عقدت حواجبها بإستنكار شديد وهي تتأمل الغتره اللي تخبي بين قماشها أهداب شعره الاسود , شدت على يدها بحنكة شديده لما تبادر لذهنها موقف لقاءهم الأول واستذكارها لها , والأهم زاد ضيقها العلامة الواضحة على الغتره واللي تميزها حيل لأنها من صنع انامل يدها !! كيف تجهل شيء صنعته بكفوف يدينها ؟ وسهرت عليه؟
بينما خيال كانت يدينها ترتجف الرعشة المُهلكة كان لها نصيب كبير من قلبها وهي تتأمل الكتاب اللي بين أطراف كفوف ضرار واللي يحتضه بشده لصدره ومع ذلك مازال غلاف الكتاب واضح لأنظار خيال اللي شددت النظر له وببالها فكرهة وحدة بس زلزلت كل كيانها " يستحيل ان كتابها يحتضن كفوف وصدر ضرار بالصدفة !"
وعلى مقربة كبيرة من وقوف ضرار اللي يشد بكل قوته على حدود الرواية وهو بعالم بعيد تماماً عنهم كان وهاج مستقر بظهره على حدود سيارته ، واللي بدوره التفت لكايد اللي وقف بجنبه ورمى عل كتوفه جاكيته وهو يقول بعتب : لا تمثل الدفء وأنت ترتعد من البرد
ابتسم بخفوت وهاج : خل عندك علم وأنا أخوك إن كانت روحك تستشعر الدفء فمنت بحاجه هالقمااش
اشر له كايد بلامبالاة وهو يقول : تدفى وبس, يعز علي أشوفك تتحرى البرد بثوبك الخفيف ذا
ابتسم بضحكة : غابت حليمه وقررت تصير مكانها اليوم ؟
رفع كتوفه بإبتسامة وهو يبتعد بخطواته عنه ويقول بحنيّة : لا .. قررت ارد لك دين ابوتك علي
بلع ريقه وهاج بصعوبه من جملة كايد الصعبة ، اللي ملأت روحه دفء زودٍ على دفاها هاليوم ، واللي تسربّت على شكل ضحكة لقلبه اللي أشرق من شدة بهجته هاللحظة واللي بسببها بانت الإبتسامة على أطراف وجهه الرحب ، بسّعة العالمين.. ولكن من بعدها تسلل لمسامعه نغمة جواله الي تنبهه بإن رسالة وصلت !
الرسالة اللي بقى يترقبّها ساعات طويلة !
سحب الجوال بعجلة شديدة من طرف ثوبه الأسود وكل مُناه وشتى أمنياته ورجاءه هاللحظة ذي .. إن عيونه تطيّح على حروف تبّهج خاطره زود وإن اللي بيقراه بيزيد سروره سرور , وبينقذه من هالمعمعه اللي يعيشها .. وهاللهفة اللي دمّرت حدود قلبه من شدتها !
ومن استقرت سهام عيُونه على حروف الرسالة حتى تلاشت ابتسامتته واستقر بصدره شعور غريب .. غريب حيللللللل
" ..."
--
معانِي كانت شادّة على كفوف يدها بكل عصبيَة وقُمت، لأنها وبهذي اللحظة تذكرت إنها تناست كيَسها بحدود مقهى بنيَان ،وتذكرت إنها طوال أسبوعين كاملة كانت تحاول تتواصل مع صاحب هالمقهى بس ماقدرت،لأن بنيّان كان مسافر للجنُوب !
أما خيَال فتسارُع دقات قلبّها هاللحظة ما ينوِصف ،ما بعمُرها عاشت هالشعُور ولا خاضت بمعانيه ،جديّد عليها كُلياً ،إحتضان كفوف ضِرار لكتابها اللي تركته على باب مجهولها ترك تقاسِيم وجهها تنحاز للذهُول والإستنكار ،خصوصاً إن ضِرار كان شاد على الكتاب لصدره بكل قوة وكأنه يعيَش آثار هالصدمة مثلها بالضّبط !
وفي ضِل خوضهم في شعور الإستنكار تِسلل لمسامعهم صُوت ساخِر تماماً وبين نبّراته زُرع الكثِير من القهر بسبب وقوفهم : عيّب عيّب إحترمو أخوكم الي واقف جنبهم ، عيونك أنتي وإياها معلقة بهالرياجيل بكل قلة حيَاء، غضو البصر يا ويلكم من الله !
وبعدين أنا قلت إني مستعدة أكون الخطابّة لكم ولكن عيونكم حيل مرتفعة ، نقصوو معاييركم على قدكم
وأنتي ياللي يسمونك خيَال ، اللي عينك عليه نزليها
لأنه وإن كان ماهو بولد لي فيحمل إسم زوجي الله يرحمه، ما ظنتي برضى فيّك زوجة له، ولا ظنتي بيرضى بوحدة مثلك - قالت هالكلام وهي تأشر بسبابتها على خيَال بإستصغار -
معاني ناظرتها بحِدة بعدما تراخت قبَضة يدها،كلامها صحيح عيّب وحرام ترتفع عينك لرجل غريب عنك، ولكن مقصدها بالنظر ماهو ببنيَان ! هالمرة مقصدها على الشماغ اللي قضت لياليها تغرز إبرتها على قماشها لأجل تنتهي منه ! كان تساؤلها عن سبب وجوده على هالشخص !
وخيَال ماكان مقصدها ضِرار كثر ماكان الكتاب الي بين أطراف يده !
معاني ما إنتظرت دُجى تجي لأجل تنقض على فايّزة ، ولا لِبست ثوب الحُلم والتأني اللي دايَماً تتحلى فيه ! لأنها أيقنت إن بعض النّاس لازم تعطيه الجواب الي يستحقه لأجل تنتهي فصول الغرور الي يعيشها : سبّحان الله ، من لمحة بعيون الشخص تعرفين إنه ناقص عقل وذوق،ولازم تتجنبينه لأجل ما تبتلين فيه، حنا يوم ماقدرنا نعيشه بوجودك ، اللي حولك كيف عايشين ؟
ناظرتها فايّزة بصمت، ومعاني ناظرتها بسخرية وهي تثبت يدينها على كفوف خيَال وتسحبها معها ، خيَال اللي كانت بعيّدة تماماً عن هالوجود
وأسيَرة لشدّة الكفوف على أطراف الكتاب !
--
--
بيَنما على مقربة منهم، بحدود مخيم الرجَال القريب منهم إستقرِت سهام عيُونه على محتوى الرِسالة اللي غرِزت بنفسه شُعور غرِيب، غرِيب حيل
يحلف إنه عاشه من قبل ، مرات عديدة وكثيييّرة عاش هالشعور ، ودائماً يحضر بحضور أمه
ولكن رغم المرات اللي عاشها فيها ماقدر يلقى له تفسيّر ، ولا يتعرف على معناه !
دائماً كان يتلحف باللامبالاة ويعيّش بعشوائية ولكن عند نقطة معينة تنتهي مبالاته !

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن