25

7.6K 126 99
                                    





مع ذلك رجع لغُصن اللي مازالت بحضنه وقال بعتب : ليه تخرجين بدوني ؟ ما خفتي يصير فيك شيء ؟
إبتعدت عن حضنه وهي تميّل شفايفها بزعل وتناظره ببراءة ومررت يدينها على عُنقه بشكل خفيف وهي تقول : لما قلت لُدجى ليه بابا وهَاج فيه جُرح بيده ورقبته ، قالت لي إنه مو جرح حقيقي وإنه بيروح بأي وقت
رفعت كتوفها بلا مبالاة وهي تناظره بزعل وأردفت بنبرة مُزجت بتأتأة بسيطَة : ولما قلت لها كيف يعني مو حقيقي ؟ قالت لي إنها هي تقدر تترك جرح مو حقيقي بيدي
وبعدين قلت لها أبي تسوي لي جرح مثلك ، ولأنك تأخرت ما جيّت إحنا نزلنا هنا وسوت لي مثلك
لمعت الدموع بعيُونها بشكل بسّيط وقالت : بس أنت مسحت الجرح حقي وحق دُجى ،والجرح حقك مو راضي يمتسح ليه ؟؟
غمض عيّونه بضيق وهو يكتم تنهيّدته بقهر من هالحدث اللي ماكان على باله ، ولا كان ينتظر حدُوثه
هو باليالله يقدر يتنفس بدون خوف ورعب،ماكان محتاج هالمسرحيَة لأجل يعيش هالشعور أصلاً !
إقترب وهو يغلف وجهها بيدينه ويبّتسم بضيق وهو يقول : أنا آسف ،خوفتك أدري
بس يا بوك أنا خفت مرة عليك
تمتمت بضيَق وهي تميل شفايفها بزعل وبتساؤل: واللي يخاف يعصب ؟
أبتسم أكثر وهو يتنهد وهز رأسه بالنفي : وهذا بلاك يا وهَاج ،لاخفت أعصب هذا طبّع وما أقدر أغيره وش بيديني ؟
قرب وهو يبُوس رأسها بحنيَة ويمسح على أطراف وجهها بكفه وهو يقول : ماودك ينتهي الزعل ،كيف ترضين بالزعل بيّننا أصلا ؟
أسبّبلت أهدابها بهدوء وهي تتأمله وبعد لحظات أبتسمت وهزت رأسها بإيجاب وهي تقول :صح الأب وبنته ما يزعلون من بعض
إتسّعت إبتسامته وهو يرجع يحتضنها لداخله وكأنه يهون على ضربّات قلبه سُرعتها ،وطلع من المشّغل وبطريقه للشقة ،وقبلما يخطي خطوة زيَادة قالت غُصن بتساؤل : البيت قريب من المكان الي كنا فيه
أشرت بيدينها بطفولية وهي تقيّس المسافة بذراعها وقالت:هذا بس الطريق، ليه ضيعتنا ؟
ناظرها وهّاج للحظات وكأن بعد الهُدوء اللي إحتضن قلبه بسبب قُرب غصن، إستوعب فداحة إسلوبه مع دُجى ، وكيّف عصف فيها وبرقه ورعده تخلل كل سحابها وشتتّها
وكأن حياتهم كان ناقِصها إعصار لأجل يدمَر الود اللي ماكان موجود أصلا !
توه على الله فرَح إنها جلست معه للحظات بدون ما يكون بعيونها نظرات الغضبّ ،بعد الي حصل بينهم كيف بيَمر يومهم؟
تنهد وهو يدخل الشِقة ويُلقي بنظراته عليها
ليه دايّما أول ما يدخل هالمكان أول خطوة تكون مليانة خوف ؟ خوف بأنها تركته وإنها ما بقت معه ؟ ليه مو قادر يحس بأمان وجوده معها مهما صّار ؟ ليه إنبّنت حياتهم على خوف فقدهم لبعض وتشيّدت مبانيهم على الرجاء بأنهم يبقون سوى؟

ليه الصعوبة مُصرة تبّقى صاحبة وهّاج؟
كان بيتّسلل خوف عدم وجودها من جديد ، لولا صُوت كانِدي من خلف باب الغرفة واللي أيقن بسببَه بأنها خلف هالبَاب وهذا لوحده راحة بالنسبة له .. يكفي وجُـودها
تسللت غُصن من بين أطراف حُضنه وهي تستلقي على الكنبَ بتعب ، ووهَاج قبلما يلتفت عقد حواجبَه بسبب وجود الورقة اللي على الدرج اللي قُرب الباب ، وإقترب بإستنكاره العنيّف وهو يثبّت يدينه على أطراف هالورقة
ومن لِمح إنحناءات الخطوط أمام أنظاره ووجود النُقاط الكثيفة واللون الأسود اللي أنرسمت حروفه بكل توضيّح " أظن بنتواصل بالمكاتيّب !
ما عرفت كيف أتواصل معك ، تعرف جوالي مهبّ معي ولا عندي لك رقم أصلاً ! تسلل الملل لقلوبنا ، وتسلل الخوف من جروحك بقلب غُصن ،
لو جيت قبّلنا بنكون بمشغل عبّق ، دقات البّاب بسبب العازل ما تِنسمع لأجل كذا حاول تدق الشبّاك الكبير ، عشان ما ..."
إنبّترت آخر كلمة وكأنها مالقت توضيّح معين لسبب كتابتها هالرسالة ، وماكان عندها فرصة لأجل تعيّد هالرسالة من جديد بسبب آخر جملة
لذلك تركتها بدون تفكير ! وهالتفكيّر دمّر خلايا وهاج
واللي هالمكتوب ما لمحه قبل دقايّق بسبب ربكته وخوفه ، واللي بسبب خوفه أوجع قلبه وقلبّها بدون داعي !!
سحّب الشماغ من على رأسه بكل حدة وهو يرميه بعشوائية على الدرج ، وجذب شعره للخلف وهو يتنهد بصعُوبة : وش هالحيَاة اللي منت بمتعود عليها يا وهّاج ؟ ما تعرف تتصرف مع بنييّة ؟
لازم نلقى حل لصلابتك هذي ،لاززم
ولا عز الله بنت فهد بتأخذ ما بقى لها قلب وبتهرب من بين كفوفك

كايَد اللي يناظر بذهُول لحليمة اللي وكأنه ماباقي إلا تطير مع سرب طيُور من شدة فرحتها بسّبب ضرار اللي أقبّل عليها يقول " الإسبوع الجاي مِلكتي"
الفرحة تحُوف كل أطرافها ، كانت من شدة فرحتها مو قادرة تتحكم بأطرافها ، ضِحكتها تبعثر ثُغرها وعيونها تنطّق بهجة ويدين ضِرار بيدينها وهي تسأل وتستفسر بكل حُب عن كل هالبّنت : ياعمري عليك والله ، قلت لي أخت واحد كان صاحبّك ، الله يتمم لك يا روحي يا ضِرار تستاهل كل خير ،ولكن شرهتي عليك كبيرة يمك ليه ما قلت لي أخطبّها أنا ؟
سحب ضِرار قباعته من على رأسه وهو يبّعثر شعره بدون وجهة ويرسم إبتسامة خافِتة على وجهه ويقول بهُدوء : ودي والله يا خالة ، ولكن كان يكفي حضُوري بالخطبة بسبب معرفتي بأخوها
الملكة تنوريني بحضورك !
ضحكت من شدة فرحتها وهي تضغط على يده أكثر : أكيد بنورك وبشيلك بعيوني بعد ، وإن ما فرحت بزواجك أفرح بزواج من ؟
كايَد كان يعصّر أصابع يدينه بكل عنجهية وبكل ضيّق تمكن من صدره

لابد يا سود الليالي يضحك حجاجكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن