البارت السادس عشر

642 49 5
                                    

نيثا بغرابة : أشم رائحة دماء ، إنها موجودة هنا في مكان ما ، روينا إتبعي الرائحة فورا .
إستجبت لأمرها ، ليس لأنني إذا وجدت أن تلك الرائحة منبعثة من بشري فسأقتله بالطبع لا  ، أنا فقط سأتبع الرائحة لأنها جميلة .

توقفت قرب إحدى الأشجار لأنظر تحتها ، فاجأني رؤيتي لكيس ممتلئ بمادة حمراء اللون ، هل هذا دم يا ترى ؟!

علقت نيثا برغبة : هيا روينا دعيني أتحكم بجسدك .
أجبتها بسرعة : لا يمكن ذلك ، أعني هذه ستكون أول مرة لذلك لا أعلم كيف سيكون تحكمك بجسدي ، ربما ستصبح رغباتك هي المتحكم ، ألم تقولي أن 10 أكياس ستكون جيدة لإيقاف عطشك ، لكن ما أراه أمامي فقط كيس واحد .

روي بإصرار مفاجئ : دعيها يا روينا ، لقد أعطيتها التحكم من قبل لدى هذه ليست أول مرة لها .
نهرتهما مجددا : أجل هذه ليست مرتها الأولى ولكن ألم تنسي ما قلته لي ، أنها فور شربها للدم عادت لباطن عقلي ونامت ، هذا لأن كمية الدم آن ذاك كانت كافية بالنسبة لها ، أما الآن الأمر يختلف .

نيثا محاولة السيطرة على رغبتها : أرجوك فقط دعيني أجربه .
أنا لا أتحمل إيذاء أحد فقط لأنني تركتها تتحكم بجسدي ، هذا سيؤثر علي بالمقابل .

ربما كيس واحد لن يكفي لكن يمكن أن يسكت عطشها قليلا .
وافقت وأخيرا ، أحسست بفرحتها وفرحة 'روي' ، لا أعلم مادخل 'روي' بالموضوع، لكنني سعيدة لعودتها ولالتقائي ب "نيثا" .

هل هذا هو مستقبلي الذي حلمت به بعد فقداني لكل شئ ، يمكنني الآن الموت  بكل سرور لأنني أعلم جيدا أنني سأموت وأنا متصلة بهاتين الإثنتين .

أغمضت عيني مستقبلة الومضة التي تشير على رجوعي لعقلي .
لم أرد فتحهما مجددا ، أردت فقط الشعور بالهدوء وأنا قرب روي التي بدورها وضعت رأسها في حضني.لطيفة كما عادتها حتى مع برودة كلماتها و جملها.

فتحت عيني فور إحساسي بشعور غريب جدا ، نظرت نحو 'روي' التي لم تخفى عن إستغرابي بشئ .
سألتها بحيرة : 'روي' هل يمكنك معرفة هذا الشعور ، أو ربما عندما شربت نيثا الدم البارحة شعرتي بنفس هذا الشعور ؟!.

حركت رأسها بحيرة مضاعفة نافية قولي ، إذن ماالذي يحصل؟! ، يمكنني الشعور بفرط في السعادة من دون سبب ، لم أحس بهذا من قبل حتى مع معرفتي بعودة 'روي' أو حتى لإلتقائي بنصفي الثاني 'نيثا'.

انتظرنا ل20 دقيقة حتى إنتهت 'نيثا' من الدم المتبقي في الكيس ، لقد كانت تستمتع بكل قطرة تشربها ، عندما أقول كل قطرة فلقد كانت حقا كل قطرة .

عادت فجأة لعقلي محاولة ركلي للخارج ، يا للإحترام المنبعث منها، تشبه تماما 'روي ' يمكن لأنها بدأت في التعود علي لذلك لم تعد تهتم .

سألتها فور أخذي للتحكم : نيثا هل شبعتي ؟
أجابتني بضياع : أحس أنني أريد أخذ قسط من الراحة بعد هذه الكمية من الدم .

بعدها لم أعد أسمع صوتها ، لأنها حجبت نفسها ، وحتى روي لم تعد تجيبني مابالها هي الأخرى .

توجهت للقطيع ، لأن الشمس بدأت في محاولة للإختفاء ، وكما قلت سابقا أنا أكره الغروب ، إضافة لأنني موجودة في مكان بعيد عن الحدود ولا أريد تجربة المغامرة التي يحلم بها كل مستذئب مراهق .

#######

يا للجلبة ، كل المجموعة متوجهة لمنطقة التدريب ، منهم من يناقش بكل شغف عن أحداث اليوم ، وهناك تلك المرأة التي تشاجر ولدها أن لا يسبب المشاكل ، وذلك الرجل الذي يمسك يد زوجته بكل حب يتحدث معها بكم ستكون الليلة ممتعة لهما ... كل و رأيه ، كل وشغفه ، كل وحماسه ، وكل وفرحته .

فرحتي كانت ستكون في هذه المباراة لكن كل خططي تلاشت فور أن إختفت 'روي' و 'نيثا' فجأة ، عندما يعودان سأعاقبها لأنهما خربا تلك الفرحة التي كانت ستتكون لدي .

أتساءل فقط مع نفسي وأنا خلف شجرة ما هل أذهب أو هل يجب علي البقاء في غرفتي فقط ؟ هم سيستمتعون وأنا سأضل في غرفتي طوال الليل ، يمكنني الذهاب و الإستمتاع ، مازلت أتذكر أول و آخر مباراة حضرتها في حياتي ، كانت عندما كان عمري 6 سنوات ، في ذلك الوقت أصر أبي على أخذي معه.

شاهدت حينها أنواعا كثيرة من القتال ، كان الأمر ممتع حقا ، ذئاب كبيرة أغلبها بني و أسود ، ما أجمل تلك الأيام .عدت للواقع حاجبة تلك الذكرى التي كانت ماضي وستضل كذلك .

نظرت للتجمع الذي إختفى ، يبدوا أنني غرقت في أفكاري مجددا ، أسرعت لغرفتي في القصر ، بدلت ملابسي إلى ملابس رياضية عادية تليق للخروج .

#######
ها أنا قرب الساحة بقيت خطوتين وأدخل ، لكن شعوري بالغربة وسط بني جنسي و عائلتي يجعلني أتوتر ، لم أعلم أنني سأتعود بهذه السرعة على شخص ما كما في السابق ، 'روي' و'نيثا' جعلاني أعود لحالتي القديمة فور إختفاءهما ، عادتي التي كنت عليها عندما لم أجد أي شخص بجانبي .

أستطيع فعلها ، فعلتها أكثر من مرة ، لذلك روينا هيا إدخلي ، إجعليهم يرتعبون من حضورك .. يمكن على الأقل أن تنجح خطتك في تخريب فرحتهم و جعلهم يتوترون من حضورك بينهم ، هذا سيجعلهم لا يستطيعون التركيز جيدا مع المباراة .

شجعت نفسي بكل الطرق ، لأجد نفسي أخطوا تلك الخطوات من دون خوف ، نظرت حولي مبتسمة إبتسامة ساخرة ، الكل فرح ، إستعنت بهالة 'روي' إنها خفيفة قليلا بسبب إختفاء روي لباطن عقلي لكن يمكن أن تفيد .

نظر الكل بدهشة نحوي ، هل يمكن أن أقول أن التوتر و الخوف بدأ يجري في عروقهم كبارا أو صغارا ، توجهت نحو إحدى الكراسي الموضوعة من أجل عائلة الألفا والموجودة أمام ساحة القتال لأجلس بكل فخامة و رقي على إحدى تلك الكراسي ، أجل أريدهم أن يشعروا بهيبتي التي نسوها .

ساحة التدريب عبارة عن مساحة كبيرة تشبه ساحة قتال قديمة كانوا يتصارعون فيها ، حولها يوجد العديد من الكراسي و من بينهم كراسي أنيقة موضوعة في مكان يسمح للجميع رأيتها مثل ما يحصل في الساحة الصغيرة المخصصة للقتال .

بالمناسبة عائلة الألفا كعادتهم ينتظرون الوقت المناسب ليدخلوا بكاريزمتهم و أناقتهم ،بمعنى هم سيكونون الحضور  ما قبل الآخر  يعني قبل الأشخاص الذين سيتقاتلون ب4 دقائق فقط  .

يتبع....

دموع باردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن