البارت الثاني و الثلاثون

557 49 15
                                    

                                      💚💚💚💚💚💚💚💚💚

*************************************************************

تعبت حقا ، لأتوقف جالسة أرضا ، لم أهتم لا بتوسيخ ملابسي بالتراب و لا بكرامتي التي ستتحطم عندما يعلم  ' سكوت ' أنني لا أستطيع التحمل بعد الآن .

توقف 'سكوت' هامسا لي : ضعيفة .

ماذا ؟ ضعيفة .... شعرت بالغضب لكن حسنا أجل أنا ضعيفة .
إستدار بإبتسامته متكلما : هل إستسلمت و أخيرا ؟!.

نطقت ببرود : بالطبع لا ، أنا فقط ضننتك تعبت .
همست 'روي' بسخرية : أجل أجل .

أصمتي يا هاته ، من أخبرك أنني متعبة! ردي أصمتها  و أفسد خطتها لإحباطي ... تستحق هذا هي التي بدأت.

عدت لواقعي الحقيقي متعجبة من 'سكوت' الذي أخذ يفتح حقيبته مانحا إياي تفاحة حمراء اللون جميلة طازجة ، أمسكتها قاضمة منها ما ينسيني جوعي الطفيف ، ربما تتساءلون هل أكلت في رحلتي هذه شيئا ؟ كيف أتحمل ؟ أكلت لكن قليلا فقط بسبب كوني لست معجبة كبيرة بالوجبات يكفي أن جسدي يقدم لي طاقة من مصدر ما .

سألته بحيرة : 'سكوت' هل تضن أننا سنجد ملاذنا في آخر المطاف؟!

همهم راح بعدها يلوح بيده بشكل عشوائي ناظرا للأشجار أمامه لافظا : لست متأكدا مما سنراه في طريقنا ، و ما إذا كان ما نفعله صحيحا ، وحتى هل المكان الذي نقصده آمنا ، لكن شئ متأكد منه و هو أنني لن أندم على اليوم الذي شاركتني فيه رحلتي هذه .

يا للطافته ، كأن هناك زهورا تنبث داخلي من فرط في السعادة ، لم أسمع كلمات تشبه هذه الكلمات منذ زمن طويل جدا .

قطع تواصلنا البصري صوت تمنيت لو أنني لم أسمعه : يا طيور الحب كيف أحوالكم ؟
صدمة تغلغلت في كل أنحاء جسدي لتنتقل لفمي على شكل كلمات كانت عبارة عن : ما الذي تفعله هنا؟

وقفت مسرعة من مكاني مبتعدة قدر الإمكان عنه ، أصبحت أكره فكرة أنني أشاهد شخصا أصبح ماضي بالنسبة لي .

أمسكني من يدي كردة فعل منه ليردد بحزم : يجب أن تعودي .
لن أعود صرخت في وجهه محاولة الإفلات من قبضته .

جيد أن ' سكوت ' فعل ما أردت منه فعله ، أفلته من يدي ليسدد ضربة قوية على وجهه جعلته يعود للوراء ب 15 خطوة ، أبصم على أنه إستخدم قوته الخاصة فقط محاولا السيطرة على غضبه  .

بعد أن تركت كل شئ ورائي هاهو الماضي يتبعني بلا خجل ، لماذا ؟ لماذا بعد كل هذه المعاناة ، بعد أن أردته بجواري نفرني والآن يتبعني بجرأة كافية لملأ دهشتي .

تكلمت بصوت جعلته رزينا قدر الإمكان و أنا أنظر نحو الشخص الذي لتوه إستقام ممسكا مكان الضربة : 'مارك' بإختصار ما دورك ومكانك هنا و لماذا تريدني للعودة ؟ ألم تكن أنت من الأوائل الذين ركلوني من قلبهم ، ألم تكن تتمنى موتي ، ها أنا أرحل و ماخطبك لتلحق بي ؟.

إتجه نحوي بتعابير هادئة ليتوقف بمسافة لا بأس بها ، متأكدة أنه خائف من ' سكوت ' ناطقا : يجب أن تعودي ، لأنه بعد رحيلك لم تهدأ المشاكل من قطيعنا .
أجل بالطبع ، لأن بينكم خائن بالمختصر  أجبته بتملل ، لست منصدمة كونني توقعت أسوء الأشياء .

أسرع مكملا : كلفني الألفا بجلبك.
تعابيري منذهلة من هذا الخبر، أعني توقعت فقط 1 بالمئة أن والدي سيعلمان حقيقة ما يجري بجانبهما ، لكن أن يعودا والدي الحقيقين لطبيعتهم جعلني أفكر مرة أخرى في فكرة العودة .

نظرت نحو 'سكوت' آملة أن يكون هو الذي ينطق بالجواب الحاسم لكنه كان أكثر من ذلك ليواجهني بوجه بارد  لافظا : قرارك أنت و ليس قراري.

أنت شخص نافع في الأوقات الضيقة حقا ، كيف تتركني في هذا الموقف .... رفع كتفيه دليلا على  قراءته لأفكاري ... هذا جيد ، جيد لدرجة القشعريرة .

لم أستغرق وقتا طويلا في التفكير محركة شفتي موجهة كلامي لمارك : أعتذر 'مارك' لكنني لن أعود ، أصبحت روجر يعني أنا بدون قطيع .

أمسكت يد ' سكوت ' ساحبة إياه لإكمال طريقنا ، لم يغب علي آخر جملة نطقها 'مارك' بضعف لامسة خيط أمل في قلبي : أرجوك نحن نحتاجك.

السؤال الذي يحيرني هو كيف لحقنا بهذه السرعة ، هل لربما إستعان بساحرة القطيع ؟! أضن هذا .

##################

جري ، مشي ، تحرك ببطئ ... جربنا كل الطرق ، يبدوا أن آخر شيئ يجب تجربته هو الطيران ، متأكدة من أن ' سكوت ' يستطيع فعل ذلك .
حسنا الأوضاع جيدة ، غابة كثيفة ، أزهار تبعث السرور في الروح كون رائحتها زكية و ألوانها ألوان فاتحة، أنتظر عودة ' سكوت ' من صيده ، و أنا ممددة على العشب أنظر للسماء المزينة بنقوش تتلئلئ تسمى بالنجوم لدى البشر.

تذكرت كيف كان مارك يناقشني بموضوع العودة للقطيع ، كيف كان هناك لمحة منه بائسة ، محطمة ،حزينة ..... هل الأوضاع جيدة في القطيع ؟ كيف أستطيع معرفة ذلك دون الرجوع لنقطة الصفر التي كنت بها ! أرجوا أن يكونوا بخير ، أعلم كم جرحوني و عذبوني في حياتي لكن سيضلون أهلي و عائلتي .........

( إنتفضت من مكاني نازعة تلك الأفكار ) لا لا لا هم ليسوا كذلك  ، بعد كل ما حصل ، قلبي لن يعود كالسابق ، لم أعد أعلم من هم و ما علاقتي بهم ، يجب أن أنساهم .

إستدرت فور سماعي لخطوات ، بالأصل خطوات ' سكوت' يتجه نحوي مبتسما حاملا أرنبين بيد و الأخرى تحمل سمكة متوسطة الحجم .

يتبع.....

أعلم البارت قصير لكن سأعوضكم فيما بعد . و شكرا لدعمكم













دموع باردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن