البارت الثامن عشر

622 48 3
                                    

أن تكون حياتي الثانية أفضل من هذه الحياة ، أريدها حياة طبيعية لكن مليئة بالسعادة .

أغمضت عيني مستسلمة للأمر ، أعتقد أن هذه هي سعادتي الوحيدة .

نيثا بانفعال : توقفي روينا .
فتحت عيني بسرعة ناطقة بتردد : نيثا !
عادت للحديث بحزن : آسفة لأنني لم أجبك ، أنا فقط كنت حزينة ، لقد أحسست به ، لذلك هذا يؤثر علي أيضا .

نظرت للحافة تحتي ، تنتظرني لأقفز ، علمت فورها أنني كنت أتمنى من يوقفني عن هذا وهاهي نيثا تفعل ، لكنني أحتاج سببا مقنعا للرجوع عن الفكرة ، لأنها مازالت تجول في أفكاري.

نطقت بصوت بدأت الحياة ترحل منه : أنت خائفة لأنني إذا مت ستموتين أيضا ، أنت فقط تريدين العيش ولكنك لا تهتمين بي غير اهتمامك بأرواحنا المشتركة .

أسرعت في النفي بتوتر : أعلم أنني كنت أنانية في عدم الرد عليك ، لكنني حقا كنت أحتاج الوقت لحجب حزني و السيطرة على مشاعري حتى أستطيع التحدث معك بشكل أفضل ، أستطيع فيه حينها إقناعك للرجوع عما يجول في عقلك . رفيقنا مات لكننا مازلنا أحياء ، يمكننا عيش حياة جديدة .

سخرت من كلامها : حياة جديدة ...... أنت مازلت لاتعلمين شيئا عن هذه الحياة ، يجب أن تعلمي شيئا واحدا وهو أنها تجلب التعاسة لشخص مثلي .

تحركت من مكاني قاصدة القطيع ، كنت بعيدة عن القطيع تقريبا بساعة .. سرحت في حزني إلى أن وصلت أخيرا للقصر .
لم أصادف أحد في القطيع ولا في القصر  كونهم مازالو في منطقة المباراة ، وهذا حقا جيد بالنسبة لي.

دخلت غرفتي مغلقة الباب بالمفتاح ، أعلم أنه لن يأتي للإطمئنان علي أي من الموجودين لكنها عادتي منذ الصغر عندما أحزن أغلق الباب كي لا يفتحه كل من "فينا" أو "والدي".

إتجهت نحو سريري مستعدة للغرق في نوم عميق ، لكنني كما قلت سيئة الحظ  ،  حتى هو لايريد أن يضمني لذراعيه ، فقط لساعتين قليلتين أريد الذهاب لعالم ليس فيه أي ذكريات أو حياة غير الغرق في دوامة مظلمة تجذبني من عالمي لعالم مختلف .

وقفت من مكاني ناظرة نحو الجدار الذي أمامي بصمت ، أحس أن روحي بدأت بالتلاشي ، لا أعلم كيف أعيدها فليس لدي أمل آخر يجعلني أتمسك بها .

نطقت ببرود : نيثا ، أحتاج سببا لإيقاف روحي المنهارة ، قدمي لي ذلك السبب ؟
سمعت صوت حيرتها يردد بخفوة : لا أعرف .

لم أنصدم من كلامها لأنني علمت ردها مسبقا قبل حتى أن أسئلها .

ضللت بهذه الوضعية تقريبا ل 20 دقيقة ، أفكر و أفكر ...... إلى أن سمعت الهمسات و الضحك تجول أرجاء القصر ، أجل لقد عادوا من سهرتهم ، من سعادتهم يبدوا أنهم إستمتعوا فور خروجي من هناك .

جلست في الأرضية ممددة ظهري على جانب السرير ، يال سعادتهم ، اليوم كان مثل الصاعقة بالنسبة لي ، إختفاء روي و نيثا فجأة ثم عثوري على رفيقي الذي لم تكتمل 5 دقائق من لقائي معه إلا به يقفز من الجرف ويموت ، و الآن ضحكهم يجلب لي الحزن أكثر مما أنا عليه .

دموع باردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن