ساحة التدريب عبارة عن مساحة كبيرة تشبه ساحة قتال قديمة كانوا يتصارعون فيها ، حولها يوجد العديد من الكراسي و من بينهم كراسي أنيقة موضوعة في مكان يسمح للجميع رأيتها مثل ما يحصل في الساحة الصغيرة المخصصة للقتال .
بالمناسبة عائلة الألفا كعادتهم ينتظرون الوقت المناسب ليدخلوا بفخامة و أناقة .
سمعت تصفيق الحضور مما يدل على وصول سعادتهم للمباراة وأخيرا ، نظرت اتجاه مكانهم بكل برود يظهر على ملامحي ، لم أتفاجأ من نظرات أمي و بيانكا المندهشتين نحوي ، لكن ما أغضبني هو عدم اهتمام ذلك الألفا و أبي بأمر تواجدي .
أعني أنا أحب بعض الإهتمام حتى ولو كان كرها ، أنا أبحث عن الإهتمام بشتى حالاته ، يمكن دعوتي بالمهووسة .
انظموا لي وجلسو في الكراسي المتبقية بجانبي ، حولت نظري نحو الأشخاص الذين دخلوا خلفهم ، أضن أنهم المقاتلين الذين سيتبارزون اليوم .
كانوا تقريبا 12 مستذئب ، لديهم بنية أجساد متفاوتة ،لكن لأننا مستذئبين فلا يمكن أن نقلل من شأنهم أبدا حتى مع إختلافهم .
بعد مضي ساعة من المباراة ، شعرت بالملل ، لم يكن القتال بمعنى آخر يلهمني ، ليس كما اعتدت أن أكون ، مازلت أتذكر حماسي لرؤية المبارزات ولكن الآن كل شئ تغير .
كل هذه الفترة هؤلاء الذين بجانبي يتحدثون دون توقف ، لن أكذب وأقول أنني لم أرد أن أشارك معهم في الحديث ، أنا كنت متشوقة لذلك ، ليقل الملل المفاجأ الذي يراودني ، ماذا أفعل بكرامتي و برودي ؟ حتى لو كسرتهما هم حتى لن يتقبلوا النظر إتجاهي حتى .
وقفت مغادرة المكان دون الإنتباه لأي ردة فعل سأتلقاها من الحضور ، لم يهمني أمر خطتي في تحطيم حماسهم ، لأن حماسي هو الذي تلقى الضربة بالمقابل .
لطالما تساءلت ما ذنبي من كل هذا ؟ ما الذي فعلته ليكرهوني ؟ ماذا فعلت لأستحق هذا ؟ كل ما فعلته وأعلم جيدا أنني أخطأت به هو غيرتي من بيانكا و غضبي من أمي ، لكن لما لم ترى بدورها السبب الذي دفعني لفعل ذلك ؟ لقد حكمت على تصرفاتي بالتهور و الأنانية .
كانت حياتي عبارة عن حنين الأم ، حب الأب ، عطف المربية ، سعادة و إحترام . كل شئ إختفى الآن .
يمكنني إلقاء اللوم على سبب واحد و هو تلك البيانكا ، لا أعرف إذ كانت هي من سرقت أوراق أبي ولفقت التهمة علي ، لكن ما أعرفه أنه منذ دخولها لحياتي وأنا أرى المشاكل ، الألم و الحزن .
لن أستطيع مسامحتها ، هي حتى لم تعلم أنها تستأصل مكانتي بين عائلتي ، تمثل البراءة في كل المواقف .
لم تعتذر عن كونها تمتلك حياتي التي ولدت من أجلها ، لم تعتذر عن تحطيمها كل آمالي ، لم تعتذر عن كونها أخذت أمي وأبي ، وأنا التي أصبحت يتيمة.
أنت تقرأ
دموع باردة
Loup-garouلما يحصل لي هذا...لما أصبحت هكذا..أكرههم كلهم .. خصوصا هي ... لما دخلت حياتي؟ لو ماتت هي أيضا لكنت أعيش سعيدة الآن . ***************** بداية الرواية : 07/12/2020. نهاية الرواية :.................... أول رواية أنشرها على الموقع، بعد محاولات من قبل في...