البارت العشرين

645 50 15
                                    

لم يجبني حتى ، مسك يدي ليجعلني أنا الضحية ، إقترب من أذني ناطقا بصوت غريب : قلت لك أنني سأفوز ، فقط لحظات قليلة تنتظرك للخسارة أمامي .

ماالذي يتحدث عنه هذا ؟ ، دفعته عني بانفعال ، لا أريد المزيد من الألغاز يكفيني ما أنا عليه ، مايهمني الآن هو أن يبتعد عن طريقي .

إلتفتت إتجاه صوت الأقدام المسرعة نحوي لأندهش من الصفعة التي تلقيتها ، مؤلمة بشكل لا يصدق ، قاومت الشعور ناظرة نحو من تجرأ على فعل هذا .

ألفا إيثان  !    لعب دوره بشكل مثالي ، من يراه الآن يضن أن تلك الملقاة في آخر القاعة هي إبنته و التي يريد الإنتقام من أجلها عبر صفعه لفتاة لا يعرفها غير علمه أنها السبب في حالة إبنته الآن .

مسحت ذكرى الصفعة ، مسحت كونه أبي ، مسحت كل شئ متعلق به ، لألعب بدوري تمثيلية تكمن في أن الواقف أمامي شخص لا أعرفه قصدني من كل الناس وأكد لي على رغبته في ضربي .

نطقت ببرود : من سمح لك بصفعي ، من تكون لتتجرأ على فعل هذا .
تردد الآخر للحديث لكنه تشجع عبر قوله : ومن تكونين بدورك لتجلبي لعائلتي المتاعب .

إبتعدت عنه لأخرج دون نطق المزيد ، ليس لخوفي ، ليس لتوتري ، وليس لكرامتي المتهدمة ، ولا حتى لكبريائي الذي كسرته لتوي ، بل من أجل قلبي .. أصبح قلبي ضعيفا جدا من أبسط كلمة ، علمت ما كان يريد قصده بكلامه .

أعترف أنني أحببت أن أجلب المشاكل منذ ما حصل لي ، لكن فقط لأنه لم يقصدني بكلمة "عائلتي" لم أريد أن أناقش المزيد معه .

##########

جلست على إحدى الكراسي الموضوعة في حديقة القصر ، مفكرة تفكيرا عميقا هل حياتي مازالت مستمرة حقا إلى يومي هذا ؟! ، ضننت أنها ستنتهي قريبا جدا لكنها يبدوا عليها حبها العميق للمقاومة و تطبيق منطق لا للإستسلام .

سمعت ضوضاء شديدة قادمة من خارج القصر ، لم أرد الإهتمام بذلك ولو حتى نقطة واحدة من تفكيري أريد إستغلالها لمعرفة ما الأمر .

كل ثانية تمضي و الأصوات ترتفع ، أغمضت عيني محاولة التركيز في عدم الإهتمام لكنه لا يريد الإنصات لي ، وقفت من مكاني متجهة نحو ما عكر إنفرادي مع نفسي بعد أن واجهت ضيقا في صدري .

##########

أطفال يهربون ، و أمهات تحاول حماية صغارها ، رفيق يمنع رفيقته التي تعرف عليها على ما يبدوا لتوه من القتال ، رجل يختبأ خلف الناس للهرب من الموقف.

أقف ، مصدومة ، مندهشة ، لا أعرف ما أفعل و ما يدور في ذهني حتى ، ماتراه عيناي هو دماء متناثرة وتلك المخلوقات التي تهاجم على القطيع ، كنت في بقعة خالية من أي أحد باعتبار ان القلة القليلة تزور حديقة قصرنا ، لكنني كنت أرى كل شئ من حولي .

دموع باردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن