البارت الأول

2.2K 82 7
                                    

             ¤¤¤¤من وجهة نظر الكاتبة :¤¤¤¤
في صباح مشرق ، فتاة ذات السابعة من العمر تقفز هنا وهناك ، من وراء العمة روميتا المسؤولة عن التنظيف إلى أمام العم روبيت ذو السبعين من العمر المسؤول عن خدمة الضيوف ،لتتجه بعدها إلى الطابق الثاني وبالضبط إلى جهة المطبخ ، وقبل أن تدخل سمعت خطوات مسرعة من وراءها ، لتنظر خلفها للمرأة التي وقفت لتوها ناطقة بكل تعب : تعبت من البحث عنك ... هيا روينا فلديك واجبات مدرسية يجب عليك القيام بها ، أم أنك تريدين من الألفا و اللونا معاقبتي .

أعادت روينا نظرها أمامها خصوصا للأرض ناطقة بكل حزن : أحقا سيعاقبانك؟
إتجهت مربيتها أمامها بعد أن شعرت بتلك الهالة المنبعثة من صغيرتها ، لترفع فكها وتمسح على وجهها ، إبتسمت روينا لهذا الشئ .. فهذا الشئ يجعلها سعيدة حتى ولو كان غريبا بعض الشئ. لتردد مربيتها بكلمة واحدة : أميرتي ... أميرتي ... أميرتي .

بدأت الطفلة الصغيرة في الضحك من كل قلبها ، نظرت مربيتها لها وهي بدورها ابتسمت ، تمنت لو تبقى هذه الضحكة تتردد في أنحاء القصر لمدى الحياة ، تمنت أن تكون طفلتها سعيدة لمدى حياتها ، لكن كان يخالجها ذلك الشعور أن طفلتها عندما تكبر ستنساها كما ينسى الأطفال ألعابهم القديمة .. نزعت تلك الأفكار من عقلها ناظرة للواقفة أمامها لتنطق بعدها : أنا أمزح .. فهما لن يعاقبانني .. لكن تعلمين أنكي يجب أن تدرسي جيدا من أجل أن تجعليهما فخوران بك ، وكي يزداد مقدار حبهما لك .. فالدراسة جزء مهم من الحياة ، أليس هذا ما علماك إياه ؟

إبتسمت روينا ، لتنظر لمربيتها قائلة : أعلم ، أعلم ، لكن كنت جائعة لذلك أتيت إلى هنا .نطقت آخر كلمة مشيرة لجهة ما.فالمربية بدورها نظرت إتجاه ما تشير إليه روينا لتتفاجئ أنه المطبخ ، أعادت نظرها للطفلة ناطقة  : لما لم تخبريني بذلك ؟

روينا والتوتر يسيطر عليها وهذا ما لاحظته المربية  : خلت أنك ستغضبين ، ألم تغضبي مني؟
ترددت المربية قبل أن تقول و هي ما زالت مصدومة : أ.. أ.. أنا غاضبة منك ؟ لا بالطبع لكنني مصدومة أنك لم تخبريني .

رفعت روينا رأسها إتجاه مربيتها مبتسمة .. فابتسمت هاته الأخيرة بدورها ، لكنها تذكرت شيئا مهما لذلك نطقت بذلك السؤال الذي يحيرها مصطنعة الغضب : إذن لما كنت أحس أنك مازلت في الغرفة ، مع أنك لم تكوني كذلك ، هل خذعتني ؟.

أنزلت روينا رأسها بخجل و عاد توترها يسيطر عليها ناطقة :أنا آسفة حقا .. عندما رأيتك مشغولة و تتحدثين مع الخدم ، أخبرتني روي أن أستغل هذا الأمر لصالحي وأذهب للمطبخ لتناول شيئ ما ثم أعود من دون أن تحسي بغيابي من الغرفة .. ومن أجل نجاح ذلك قامت روي بإبقاء رائحتنا في الغرفة لمدة 15 دقيقة فقط ... أقسم لك لم أكن سأتأخر .

نطقت المربية بكل ندم : عزيزتي أنا آسفة لأنني تحدثت معك هكذا .. هيا إرفعي رأسك .
رفعت روينا رأسها لكن مازال الحرج و التوتر و الخوف المسيطران الكاملان عليها ، لتكمل المربية كلامها : بالطبع لست غاضبة منك ، لكنني بالطبع غاضبة من روي لأنها.. لم تستطع أن تكمل كلامها بسبب الخوف الذي تملكها عند رأية تلك العيون السوداء التي إستبدلت بذلك اللون الأزرق الشفاف ، وتلك الملامح الحادة التي تنظر لها بكل حقد .. أمسكت بقلبها لتنطق بعدها وهي تكتم ضحكتها : روي أفزعتني ... لكن تعلمين جيدا أن الملامح الحادة لا تتناسب مع وجه طفولي .

دموع باردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن