الحقِـيقــةُ مُـألِـمـة 30

229 13 1
                                    

" عندكم مانع إذا صوتوا على البارت "

" إستمتعـوا "

بعد الرحيل كل شيء أصبح يمر ببطئ

الدّقائق ساكنة والساعات واقفة

أما الثواني فجارحة تكاد تحرقني .

الساعة 7:30 صباحا

- تشانيول -

كُل شيئ من حولي منعدمٌ لا أستطيعُ حبسَ دموعي و لا الذكريات تتوقف عن التدفق داخل ذاكرتي و مشاعرُ الحنين إلى الماضي ترهقُ قلبي ، حينما نشتاق نشعر أنّ الكون على ملئه ما هو إلّا فراغ قاتل وروحك حينها تكون في جمعٍ آخر ، حينما تشتاق تتمنى أن تنقلب وجوه الناس كلها وجهاً واحداً ، أحياناً نصبر على الصمت لأنّ هناك أشياء لا يُعالجها الكلام ، أشياء كثيرة اشتقت لها هل سترجع يوما ؟ أم ستكون دائماً ذكرى ؟ و هل ستعودُ لي والدتي ؟ ...أحتاجها أشعرُ بالضيق يخنقُ روحي أهمسُ داخلي بعُمق إشتياقي لها خشية أن يعلو صوتُ لهفتي فيجرحني صوت صدوده ربما تكون روحي قد عجزت عن لُقياكي وتكون عيني أيضاً قد عجزت عن رؤياكي ولكنّ قلبي أبداً لم و لن يعجز على أن ينساكي ، غريبة هِي الأيام عندما نملك السعادة لا نشعر بها ونعتقد أنّنا من التعساء ولكن ما إن تغادرنا تلك السعادة التي لم نقدرها حق قدرها احتجاجاً ربما علينا حتى تعلن التعاسة عن وجودها الفعلي فنعلم أنّ الألم هو القاعدة وماعداها هو الشذوذ عن القاعدة ونندم ساعة لايفيد الندم على ما أضعنا وما فقدنا ، الندم يأكلني على تركها لوحدها ذلك اليوم و نادم لأنني لم أقرأ رسالتها في تلك اللحظة و نادم أيضاً أنني قرأتها الان ياليتني دفنتها و لم أفتحها اللعنة علي و على كل شيئ ، مسحتُ دموعي لأستقيم من على الارض أعيدُ الرسالة إلى الدُرج ألقي آخر نظرة على غرفة أمي قبل أن أغادر منزلنا أجل كان منزلنا عندما كُنْتُ أملكُ عائلة أنا لم أقم ببيعله لأنه الذكرى الوحيدة المتبقية لي فكُلما شعرتُ بإشتياقي لذكريات الماضي أجدُني هنا .

بعد أن غادر تشانيول منزل عائلته توجه لمنزله الذي في سيول ليأخذ بيكهيون معه لمراسم إحياء ذكرى وفاة والدته فاليوم هو ذكرى وفاتها و هو و بيكهيون وصلا صباح اليوم إلى كوريا ليحضُرا هذه المراسم و لكن عند وصولهم ترك بيكهيون نائم ليستطيع الذهاب لمنزل عائلته و اليوم هو قرر أن يقرأ رسالة والدته التي كتبتها له قبل أن تُـقدِم على الانتحار فهو في البداية خشي أن يقرأها خوفا مِن إذا كان يستطيع العيش بعدها أو لا و اليوم هو أصبح يملك تلك الشجاعة الكافية ليقرأها ، ركن سيارتهُ أمام المنزل دخل ثم خلع معطفه و مباشرة توجه إلى غرفته و حين فتح الباب شعر و كأن جبالا كانت على أكتافه إنزاحتْ و كلُ الهموم و الأحزان إختفت لانت ملامحهُ و هاجتْ مشاعرهُ مع نبضات قلبهِ المتلهفة لرأية ذلك الجسد الصغير ممددٌ على السرير ، تقدم بهدوء خشية إيقاضه فهو بالتأكيد متعبٌ من هذا السفر المفاجئ ، جلس على ركبتيه أمام السرير يقابلُ وجه ملاكه النائم ثم أسند ضقنه على السرير يتأمل تلك التفاصيل الجميلة و المُعقدة و التي يعجز اللسان عن وصفها جماله يذيبُ القلب يسحرُ العيونَ ويجعلُ روحكَ سعيدة هكذا فكر تشانيول فبمجرد النظر إليه تنسى أين أنت تماماً ، حركَ أصابعهُ يتلمسُ كل شبر في وجه بيكهيون بلُطفٍ ليقتربَ يطبعُ قُبلا عديدة في أنحاء وجهه يتوقفُ عند شفتيهِ يقبلها بِكل خفة حتى لا يوقضهُ ليستقيم بعدها متوجها للحمام ليستحم فأمامهُ يومٌ حافـل .

ثاني اكسيد الحب / Dioxide Of Love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن