مَــوتْ 31

157 12 0
                                    

" صوتوا على البارت من فضلكم " 

" إستمتعـوا " 

الحب لا يقتل العشّاق ، هو فقط يجعلهم معلّقين بين الحياة والموت . 

- بيكهيون - 

أجلسُ على الأريكة و أضم ساقاي إلى صدري و في يدي كوب الحليب الذي أجبرتُ على شربه أفكر في كل شيئ أخبرني به تشانيول الأسبوع الماضي و الذي بسببهِ لم أستطع النوم لعدة أيام ، أحاول ربط كل تلك الأحداث مع بعضها فتشانيول بدئ بالبحث في ماضيَّ لأنهُ شكَ في كلام سوهو حول موت والداي و أخذي للعيش معهُ و قد ساعداهُ كريس و سيهون لمعرفة التفاصيل أنا حقاً لم أكُن أتخيلُ يوما أن سوهو و صديق والدِي منذُ أن كُنْتُ صغيرا سيكونان السبب في قتلِ عائلتي و الأسوء من ذلك يقومان بدفنهما في حديقة منزلنا لطالما عرفتُ السيد بارك على أنهُ رجُل صالح وطيب القلب لكنهُ عكس ذلك تماماً كل ما كان يهمه هو تدمير شركة والدِي و الإستيلاء عليها و إضافة على كل هذا يعطيني لسوهو كمكافئة له لمساعدته في جريمته القذرة و أنا كالغبي صدقتُ كل أكاذيب سوهو بأن والداي ماتا في حادث مرور ووالدهُ يكون صديق والدِي هل أنا أحمق لهذه الدرجة حقا ؟ كيف صدقتُ كل هذه التُراهات ؟ لكنني كُنْتُ طفلا حينها و صدقتهُ بكل بساطة حتى أقاربي تخلوا عني بعد موت عائلتي بعد أن أخذوا ممتلكات أبي بحجة أنني مثلي الجنس ، أنا حقاً مثيرٌ للشفقة...هل أنا كذلك ؟ مسحتُ دموعي فور دخول تشانيول للصالة ليجلس بجانبي قائلا و نضرة القلق و الخيبة في وجهه : حبيبي لما لم تشرب الحليب لقد أصبح باردا ؟ لم أجبهُ فتنهد يزفرُ أنفاسه بخيبة ثم أردف : حسنا أنا أتفهمك جيدا صغيري ولكنك تهمل نفسك أنظر إليَّ أرجوك ، هو لا يملُ مني لقد إختبرتُ صبره بالفعل هو ولمدة أسبوع و أنا أعاني من الأرق و قلة النوم و إن نِمت ستزورني الكوابيس و كل ما أستقبله هي أحضانهُ الدافئة و كلماتهُ الرقيقة طوال الليل حتى أنني فقدتُ القليل من وزني بسبب قلة الأكل و معظم الوقت أكون فاقدا للشهية هو دائماً يعد لي الطعام و يرغمني على الأكل و في النهاية يتناوله لوحده و يرمي نصفه ، لقد أصبحتُ على هذه الحال منذ أن غادرنا كوريا بعد إعادة إحياء جنازة والداي ودفنهما مجددا ، تشانيول حقاً لا يسئمُ مني هو بالفعل يُـحبنِي كما أفعل أنا حقاً محضوظ به فهو الشيئ الوحيد المثالِـي الذي وهبني إياهُ الربُ دون أخطاء ، وضعتُ كوب الحليب على الطاولة الزجاجية ثم إستدرتُ إليه أنظر داخل عينيه التي تحمل القلق و الترجي داخلها إبتسمتُ ثم قلتُ : هل يمكنك أن تقوم بإحتضاني ؟ بادلني الابتسامة فورا يفتح ذراعيه لأقتربَ ألفُ ذراعاي حول خصره أدفنُ وجهي داخل رقبتهِ و أزفر أنفاسي هناك وهو يمسحُ على ظهري بيده و الأخرى يخلخلها بين خصلات شعري ، هدوء مرّ و نحن على تلك الحال فقط أصوات أنفاسنا ونبضاتُ قلبه التي تضربُ بعنفٍ ضد صدري هي كلُ ما يُسمع ، إبتعد بهدوء عندما شعر بإكتفائي يقبلُ كتفي ثم كُلَّ إنشٍ في وجهي بعدها توقفَ ينظرُ داخل عيناي بينما يمسدُ وجنتي بكفهِ و بداخلي شيئ يزعجني و يخيفني لذا قررت أن أبُوح له : تشانيول لقد عاد ذلك الكابوس مرة أخرى لـ..لكن إحدى تلك الذئاب تـ...تحول لوالدك ، لاحظتُ بعض التفاجئ في عينيه حين توسعتْ بخفة ليعتدل في جلسته ونظره صوبه نحو الأمام بعقدة حاجبيه...ربما لم يكن عليّ إخباره بهذا لا بد أنني أفسدت مزاجه ، زحفتُ أقتربُ منه أمسك كفهِ و بخفوت قلت : تشان أنا لم أقصِـ...، ليقاطعني قائلا : حين كنت في المستشفى ذلك اليوم رأيتُ نفس الكابوس لقد كنت في ثلاجة الموتى أبكي لفقدانك كنت خائفا جدا حينها ولكن في تلك اللحظة أتى أبي لقد كان غريبا و شكله بدأ يتحول إلى ذئب...، صمت ينظر إليّ بعيوني التي توسعت حينها قلت : لِـ..لما لم تخبرني بذلك ، أحاط وجنتاي برقة ينظر داخل عيناي لأقول بغصة و بكاء إجتاحني : تشان هـ..هل هذا يعني أن شيئا ما سيحدث لي و يُبعدني عـ..عنك ؟ نفى لي يمسحُ دموعي ليُـقبلني قائلا : حبيبي أنا سأحميك و لن أدع هذا يحدث أعدك بهذا أنت تعلم أنها مجرد كوابيس لا صحة لها ، قبل شفتي ليجلسني على حضنه أدفن وجهي داخل رقبتهِ بينما يمسحُ على ظهري و يربتُ عليه بخفة لأهمس بعد مدة : أريد النوم نَـم معي ، أومأ لي ثم إستلقى على الأريكة وسحبني لأضع رأسي على صدره يحيطُ جسدي بذراعيهِ و يقبلُ رأسي مرارا حتى غفوتُ   

ثاني اكسيد الحب / Dioxide Of Love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن