الجزء الرابع: أريد الرحيل

303 22 4
                                    

هذا الحزء الرابع
آسفة على تأخري


حين عادو الى المنزل كان الجميع يجلس على مائدة العشاء.
القا وليد و أمل التحية عليهم، لتنهض هند من مكانها و تغادر المكان غاضبة. وليد مباشرة التفت الى أمل التي ضلت واقفة تحمل صغيرها النائم بين ذراعيها مطرقة بصرها، شاعرة بأن جميع الأنظار موجهة إليها.
" كيف حال حفيدي؟"
سأل العم قاطعا السكون الذي حل, متجها نحو أمل
" كيف حالك يابنتي و كيف هو خالد "
ابتسمت أمل لعمها
" انه بخير ياعمي "
لامس العم رأس حفيده لينحني و يقبله بهدوء.
ليلى أيضا نهضت و أسرعت تحمل كيس الأدوية من يد أخيها و تأخذ حقيبة أمل من يدها
" الحمدلله على سلامته، هيا سآخذ الأغراض الى الغرفة "
أما سلمى فاكتفت بالقاء التحية من بعيد.
وليد تحرك من مكانه لاحقا بزوجته.
رفعت أمل نظرها الى سلوى التي بقيت تحدق إليهم من بعيد، شاعرة بغصة في حلقها من جفائها.
" بالاذن"
صعدت السلالم و التي أحست بها هذه المرة أطول و تتطلب جهدا أكبر في الصعود و هي تغالب دموعها
و ما ان دخلت غرفتها ووضعت صغيرها في سريره حتى أجهشت بالبكاء
" ما الأمر يا أمل؟ لما البكاء الآن؟"
سألتها ليلى و الأخيره تجلس على طرف سريرها تبكي بقهر
" هلّا أخبرتني لما تبكين "
نظرت اليها أمل تبكي بحرقة لتسألها من بين شهقاتها
" أمك لما تكره ابني؟ أليس حفيدها؟ "
حدقت بها ليلى مصدومة لا تعرف بما تجيب. تابعت أمل بصوت باكي.
" افهم انها تكرهني و لا أسعى لان تحبني أبدا، لكن، "
لتشير بيدها نحو الصغير النائم
" ماذنب خالد لتكرهه؟ "
وضعت يدها على صدرها
" كلما رأيت نظارتها له قلبي يحترق في داخلي "
اضافت بصوت مكسور
" ألا يكفي شعوري باللوم تجاه وليد و زوجته "
جلست قربها ليلى تحتضن كفيها تقول مستنكره
" ولم تشعرين باللوم تجاه وليد يا أمل؟"
أجابتها
" إنني أفسد علاقتهما يا ليلى، ألا ترين؟ أنا لست عمياء و مدركة للوضع تماما"
عانقتها ليلى شاعرة بالحزن عليها
" أمل عزيزتي لا عليك من هذا كله، ان وليد و هند يستوعبون الأمر "
ابتعدت عنها أمل رافضة الاصغاء اليها
" ليسو مجبورين على تحمل عبئي، يجب أن أعود الى منزل أبي، أساسا والدتك لا تريدني هنا "
" ماهذا الذي تقولينه؟ أبي لن يسمح لك أبدا "
و ما ان نهت ليلى جملتها حتى دخلت هند مقتحمة الغرفة لتقول و هي تصرخ بصوت مرتفع جعل الصغير يصحو و يبكي فزعا
" من تظنين نفسك حتى تجعلين زوجي يركض خلفك؟ "
رفعت سبابتها في وجه أمل
" تستغلين شفقته عليك حتى تحصلي عليه "
كانت هند تصرخ بهستيرية
" ان وليد زوجي انا و هو لم يوافق على الزواج بك الا بشروط واضحه فلا تظني أنك حصلتي عليه "
صرخ وليد من خلفها
" هند كفا هراءا و عودي الى غرفتك "
التفتت هند الى زوجها
" كلا لن أصمت دع هذه المسكينه تفهم حقيقة الوضع جيدا كي لا تتمادى "
كان وقع كلمة مسكينة أشد و طأة على أمل من الجدال كله.
الجميع صمت لبرهه يحدقون بها مصدومين.
اما أمل فقد قالت و هي تعانق صغيرها تحاول تهدأته
"لا تقلقي سأرحل من هنا أساسا "
صرخ بها ولدي هذه المرة
" ما هذا الهراء ؟"
صوته جاء كهزيم الرعد جعلها تنكمش على نفسها فزعة. و حين انتبه لردة فعلها ادرك بأنه يجب أن يسحب زوجته خارجا من الغرفة قبل أن يحدث ما لا تحمد عقباة.
و بينما كان يهم بالخروج صادف والده و أمه يدخلون الغرفة
" ما كل هذا الصراخ؟ ما الذي يحدث؟"
لتقول سلوى
" قلت لك بأنها شؤم علينا لم أحضرتها الى هذا المنزل "
لتتكلم هند مستغلة الوضع
" أريد الطلاق يا عمي "
اتجهت جميع الأنظار اليها بصدمة
ليقول وليد بصوت بالكاد استطاع الخروج من حنجرته من هول الصدمة
" ما الذي تقولينه؟"
كتفت ذراعيها مديرة وجهها عنه
" ما سمعته يا وليد"
هرعت سلوى اليها مذعورة من طلب هند
" كلا يا هند ماهذا الكلام؟"
امسكتها من ذراعيها تجذبها للخروج من الغرفة
" ليس انتي من يجب أن يرحل، ليس هكذا يحل الموضوع ؟"
" اخرجو جميعا من هنا "
طلب العم ذلك من الجميع بحزم.
تبادل وليد ووالده النظرات ليقلي بعدها نظرة خاطفة على أمل قبل ان يخرج بعدم رضا.
انهارت أمل جالسة على السرير و الطفل لا يزال يبكي بين ذراعيها و قد بح صوته.
" اسكتي ابنك و هدئي من روعه بعدها لنا كلام آخر "
ليغادر العم ما ان انها جملته. تاركا أمل و قلبها المكسور.
حاولت ان تركز على صغيرها الا أنها لازالت تبكي و تنتحب و صدى الكلمات التي قالوها يتردد في رأسها
شفقة!
مسكينة!
مشؤومة!
كلها خناجر تغرس في قلبها
ضمت صغيرها الى صدرها تتلمس منه المواساة، لن تبقى هنا، لا بد و أن تترك هذا المنزل. لم تعش يوما سعيدا منذ أن عادة اليه.
نظرت الى وجه صغيرها الذي بدأ يهدأ و يغفو من شدة الانهاك
هل سيكبر هنا بين هاؤلاء الناس القساة؟
ما ان نام حتى وضعته في سريره و توجهت نحو غرفة عمها. ستطلب منه أن يطلقها من وليد و سترحل من هنا، يكفي ما عاشاته حتى الآن.

لا حياة لي من دونك .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن