الحزء الرابع عشر: شيء أكبر بكثير

66 3 5
                                    

اشكر قرائي الاعزاء و اطلب منهم التصويت ⭐️و التعليق 💬و ابداء رأيهم و توقعاتهم بشأن احداث الرواية
🔴 ملاحظة : قد يكون الجزء مليء بالتناقضات و فوضى المشاعر لكنه يعكس مايشعر به ابطال الروايه

اليكم الجزء

احتبست الكلمات في حلق أمل، وكأن جملته الأخيرة كانت كالسهم الذي أصابها في مقتل. كانت تعلم أن هناك حدودًا لم يكن عليها تجاوزها، لكن المشاعر التي اشتعلت بينهما كانت أقوى من كل الاعتبارات. لم تكن قادرة على النطق، كل شيء حولها بدا وكأنه يتلاشى، وصدى كلماته الأخيرة يرن في أذنيها بشكل متواصل.

حدقت به، عيناها مليئتان بالألم والخذلان. لم تكن تتوقع أن تنتهي الأمور بهذه الطريقة. لقد أصبحت مشاعرها فوضى لا تستطيع ترتيبها أو فهمها. حاولت أن تأخذ نفسًا عميقًا، لكن الهواء بدا وكأنه لا يصل إلى رئتيها.

"زوجة أخيك..." همست بالكاد، وكأنها تحاول استيعاب الكلمات، لكن المعنى كان أوضح من أن يتم تجاهله. شعرت بالدوار، وكأن الأرض تهتز تحت قدميها.

رأت كيف أبعد وجهه عنها، كيف وضع رأسه بين كفيه وكأنه يحاول السيطرة على عاصفة داخلية تعصف به. رغم أنها كانت تعاني، شعرت بعمق معاناته أيضًا. كان الرجل أمامها ممزقًا بين واجب وشعور لم يعد يستطيع السيطرة عليه.

رغبت أن تصرخ، أن تعترض، أن تقول له إن هذا الجنون لا يعني أنه خطأ، ولكن كل شيء بداخلها كان يقيدها، يمنعها من أن تبوح بما يجول في نفسها.

ساد الصمت بينهما وكأن الزمن توقف للحظة، بينما نظراتها تخترق عينيه مثل شظايا حادة. صوتها الهادئ، رغم غمامة الغضب التي غطته، كان مليئًا بالانكسار الذي عجز وليد عن تجاهله.

قالت بنبرة تجمع بين الألم والاستسلام: "لا تتجرأ مرة أخرى على لمسي لكي تسد حاجتك مثل كل مرة."
تردد صدى كلماتها في أذني وليد كصفعة لم يكن يتوقعها. وقف مكانه، عاجزًا عن الرد، مشدوهًا أمام تحول أمل. تلك المرأة التي طالما كانت هادئة ومتفهمة، أصبحت الآن غاضبة، محطمة، وتطالب بالابتعاد عنه. شعر بشيء عميق ينكسر داخله، ليس فقط بسبب كلماتها، بل بسبب الحقيقة التي جعلته يواجه نفسه. لقد أخطأ، وهو يعلم ذلك.

لم يكن الأمر مجرد رغبة عابرة أو لحظة ضعف. كان هناك شيء أكبر من ذلك، شيء جعله يفقد السيطرة، ولأول مرة يدرك مدى خطورة انجرافه خلف مشاعره. لكن الآن، هو يدرك أيضًا الثمن الذي دفعته أمل.

شاهدها وهي تبتعد عنه، كل خطوة من خطواتها كانت كأنها تأخذ جزءًا من روحه معها. لم يستطع أن يتحرك أو أن ينادي عليها. فقط وقف هناك، مسلوب الإرادة، يغرق في دوامة من الشعور بالذنب والفقد.

لا حياة لي من دونك .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن