الجزء التاسع عشر: قرار حاسم

42 5 6
                                    

السلام عليكم
اليكم الجزء ما قبل الأخير
لا تنسون التصويت و التعليق



‎بعدما أغلقت أمل الباب بقوة، شعرت بأن العالم من حولها ينهار. سارت بخطوات متعثرة إلى حيث كان صغيرها يلعب، وعندما رأته، لم تستطع السيطرة على مشاعرها. احتضنته بقوة، وكأنها تحاول حمايته من كل شيء، من كل ما قد يُسلب منها. كان خالد يحدق بها ببراءة، وكأنه يشعر بعمق الحزن الذي يعتصر قلبها. همس الصغير، وهو يضع يديه على دموعها التي كانت تنهمر بلا توقف: "ماما..."

‎حاولت أن تبتسم، لكن الألم كان أقوى من أن تخفيه. شعرت بأنها فقدت السيطرة على كل شيء. منذ لحظات، كانت تعيش في عالم وردي من السعادة والسكينة، والآن، تجلس وهي تحتضن ابنها مصدومة مما حدث للتو.

‎"يا إلهي..." تمتمت بصوت ضعيف وهي تحاول أن تستعيد توازنها. عادت بذاكرتها إلى اللحظات الماضية، إلى وجه أم وليد القاسي، وإلى الكلمات التي نزلت عليها كالصاعقة: "تريدين وليد أم ابنك؟". لم يكن هناك مجال للتفاوض أو للتفاهم. كان تهديدًا واضحًا وصريحًا.

‎لكن قبل أن تتمكن من الغرق أكثر في أفكارها السوداء، سمعت صوت المفاتيح عند الباب. كان وليد بالتأكيد. أعطته المفتاح الاحتياطي صباحًا قبل أن يغادر، وكانت تأمل أن يعود سريعًا لقضاء اليوم معها كما وعدها. ولكن الآن، كانت كل أفكارها مضطربة، كيف ستواجهه؟ ماذا ستقول له؟

‎دخل وليد إلى المنزل مبتسمًا، يلقي التحية بحماس، دون أن يلاحظ في البداية التوتر الذي يحيط بالمكان. "مرحبًا! كيف حالكما؟" قال وهو يتجه نحوهما بشوق. نظر إلى أمل التي كانت تقف وهي تحمل خالد في حضنها، محاولًا أن ترسم ابتسامة على وجهها.

‎"ماذا فعلتِ اليوم؟ تبدين رائعة!" قال وهو يقترب ليضمها ويقبل وجنتها. لكن شيئًا ما لم يكن على ما يرام. شعر بذلك فورًا. لاحظ أن جسدها متوتر وأن عينيها تحملان شيئًا أكثر من مجرد تعب أو إرهاق. توقف فجأة، وحدق بها: "أمل، هل أنتي بخير؟"

‎أملت رأسها ببطء، محاولة أن تُخفي دموعها. "نعم، أنا بخير..." لكن صوتها كان يرتجف، وعيناها كانتا تحملان أكثر مما حاولت أن تُخفي.

‎وليد لم يكن من النوع الذي يقنع بهذه الإجابات. اقترب أكثر وأخذ خالد منها برفق، وضعه جانبًا ثم عاد إليها. "أمل، أنا أسألكِ. هل حدث شيء؟ أخبريني."

‎حاولت أن تبقي قوية، أن تخفي كل ما حدث، لكن كل شيء انهار عندما التقت عيناهما. لم تستطع أن تتحمل أكثر. شعرت بالحزن يفيض منها، وتدفقت الكلمات بغير إرادتها: "كانت هنا... أمك كانت هنا."

‎عبس وليد فورًا، وتحولت ملامحه إلى الجدية. "أمي؟ ماذا حدث؟ ماذا أرادت؟"

لا حياة لي من دونك .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن