للجزء واحد و عشرين و الأخير

84 4 6
                                    

السلام عليكم
اعلم انني تاخرت عليكم لكن سامحوني
اضع بين يديكم الحزء الاخير
اشكركم على قراءة قصتي هنا
لقد استمتعت كثيرا برفقكم
لا تنسوي التصويت و التعليق
انتظر آرائكم و اتقبل النقد





ظل وليد واقفًا في منتصف الغرفة، متجمدًا في مكانه، وكأن الأرض ابتلعته مع كل المشاعر المتلاطمة داخله. عقله لم يتوقف عن إعادة شريط أحداث اليوم، الأحداث التي قلبت عالمه رأسًا على عقب. كان مصدومًا، مذهولًا، وكأن الزمن توقف عند تلك اللحظة التي قررت فيها أمل المغادرة. لم يشعر في حياته بحيرة كهذه الحيرة، ولا بضيق مثل هذا الضيق. بل كان الألم يمزقه من الداخل، ألمٌ جديد لم يعرفه من قبل.

‎كلمات أمل كانت كالخناجر تغوص في قلبه، وكل كلمة منها كانت تفتح جرحًا جديدًا. كيف يمكن لها أن تظن أن تعلقه بخالد هو السبب الوحيد لبقائه؟ كل ما أرادته أمل كان الشعور بالأمان، لكنه شعر أن كل ما قدمه لها لم يكن كافيًا. فجأة، انفجر البركان الذي كان يغلي في داخله.

‎صرخة غضب وألم مزقته من الأعماق، صرخة مزجت بين القهر، الحيرة، ونفاد الصبر. كانت صرخة رجل فقد السيطرة على نفسه وعلى كل ما حوله. أمسك بالكرسي بعنف وضرب مرآة الزينة بقوة. تحطمت المرآة، وتناثرت شظاياها في كل مكان. واحدة من تلك القطع الصغيرة أصابت وجنته، تاركة جرحًا عميقًا يتسرب منه الدم، لكنه لم يشعر بأي ألم جسدي. الألم الحقيقي كان في داخله، في قلبه الممزق.

‎دخلت ليلى الغرفة مسرعة، مذعورة، عيناها مليئتان بالقلق والخوف. ووقفت والدته عند الباب، ملامحها مشدودة من الصدمة. كانت غير قادرة على استيعاب ما يحدث. هذا الذي يقف أمامها، غاضبًا ومحطمًا، لم يكن وليد الذي تعرفه. وليد كان دائمًا هادئًا، عقلانيًا، متماسكًا. ولكن الآن، هو أشبه ببركان انفجر بكل عنفه.

‎ليلى، بخوف وقلق، تكلمت بصوت خافت ومتردد، محاولة تهدئته: "اهدأ يا أخي..." لكن وليد لم يكن في حالة تسمح له بالاستماع. التفت إليها، ثم نظر إلى والدته، نظرة مليئة بالاتهام. وكأن عيناه كانتا تصرخان بما لم يستطع قوله: "أنت السبب في كل ما أعانيه." لكن الكلمات لم تخرج من فمه.

‎غادر الغرفة بخطوات ثابتة، متجاوزًا الجميع، دون أن يتفوه بكلمة. الدم كان يسيل من وجنته، يمر عبر ذقنه حتى بلل عنقه وملابسه، لكنه لم يكن يكترث. الألم في داخله كان أكبر من أي جرح جسدي.

أما أمل، فكانت بالكاد تستطيع قيادة سيارتها. دموعها انهمرت بغزارة على وجنتيها، تحجب عنها الرؤية وتجعل الطريق أمامها يبدو ضبابيًا. كانت تبكي بشهقات متقطعة، قلبها ينبض بقوة تكاد تحس وكأنه سيخرج من بين ضلوعها. لقد جرحت وليد، الرجل الذي أحبته بصدق، ورغم أن جزءًا منها كره نفسها على ذلك، إلا أنها لم تكن قادرة على تجاهل حقيقة واحدة: حبهما لا يكفي. لا يمكن لهذا الحب أن يُصلح كل شيء.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 04 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لا حياة لي من دونك .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن