الحزء الثامن: مثل عيني

251 17 3
                                    

قال لها " سأمرك غدا، يجب أن تعودي "
و هو كذلك، قررت مفكرة يجب أن تعود لتضع النقاط على الحروف.
" حسنا "
أجابت، لترتسم ابتسامة واسعة على شفاه وليد.
" سأمرك عند عودتي من العمل "
لم يستطع اخفاء نبرة الحماس في صوته، كما لم يفتها هي ملاحظة ذلك.
بالفعل، وليد كان عند كلامه، فور انتهائه من العمل ذهب مباشرة الى منزل خال أمل حيث استقبله الخال و أصر على أن يتناول الغداء معهم.
وليد لم يرتح أبدا لأحمد الذي لم يكلف نفسه هو الآخر بمجاملة وليد، بل كان يرمقه بنظرات غير ودية على عكس الخال الودود.
بعد الغداء و بينما كان وليد يجلس بانفراد مع الخال في المجلس في انتظار أمل لتجهز.
قال الخال بجدية
" اسمع يا ولدي، انه من الواضح بأن أمل ليست مرتاحة عندكم"
هم وليد بالكلام معترضا، الا أن الخال اشار بيده
" دعني أكمل حديثي "
تابع ووليد يصغي اليه
" أمل ابنة اختي، لا أرضا أن تكون تعيسة، طوال وجودها هنا لم أرها تبتسم و ان دل هذا على شيء انما يدل على عدم راحتها و على هم يشغل بالها، ما أصابها أحززني كثيرا لكن لنقل انه حادث، لكن كن واثقا بأني لن اجلس ساكنا ان أصابها مكروه مرة ثانية هي أو ابنها او ان علمت بأنكم تحزنونها "
وليد صمت، لا يعرف بما يجيب فمعه حق في كلامه و لا يلومه. أخيرا قال:
" كن واثقا بأن أمل و ابنها في عيني و ان أصابهما مكروه لفقأت عيني هاتين "
ربت الخال على ركبة وليد
" أتمنى أن تكون عند الثقة يا وليد "
هنا دخلت أمل المجلس ملقية التحية، ليقف وليد من فوره و يتجه نحوها يقف قبالها
" كيف حالك؟"
بحياء أمام لهفته الواضحه تمتمت
" بخير "
حمل الصغير على مهل في محاولة عدم تحريك مثبت ذراعه.
عانقه و قبله و هو يأخذ نفسا من رائحته الممزوجة برائحة والدته.
" كيف حالك يابطل؟"
قال مخاطبا اياه ليبتسم الصغير مصدرا اصوات طفولة و كأنه يجيبه على سؤاله.
في الحقيقة هذا المشهد طمئن الخال بعض الشيء على أمل.
فالرجل الذي يقف أمامه مستحيل أن يؤذيها.
أما أمل، لم تدرك انها اشتاقت له بدرجة كبيرة حتى هذه اللحظة حين رأته مقبلا نحوها. كما اشتاقت لرؤيته و خالد الصغير معا.
في السيارة تكلم وليد و عينيه مثبتتان على الطريق
" خالك بدا قلقا عليك كثيرا، كما أوصاني بجدية بالاهتمام بك "
أمل لم تعجبها نبرة صوته التي بدا الانزعاج واضح فيها.
" ان كنت تظن بأني أخبرته شيئا فأنت مخطئ"
وليد ندم على لهجته معها، لكن معه حق فنبرة الاتهام الغير مباشر من قبل الخال ازعجته كثيرا.
أوقف السيارة على جانب الطريق ليلتفتا نحو بعضعهما في نفس اللحظة و يقول وليد
" أتعليم بما أجبته حين أوصاني عليك؟"
سألت بذهول
" بم؟"
ليجيبها بصدق و هو يعني كل كلمة تخرج من بين شفتيه
" بأني سأعتني بكما مثل عيني و ان أصابكما مكروه لفقأتهما "
افلتت شهقة قصيرة من أمل لتقول بعدها
" لا تقل ذلك، الأمر لا يستحق "
أمسك بيدها يضمها بين كفيه
" بل يستحق، لا تعرفين ما الذي فعلته بي رؤيتكما على سرير المستشفى، لن أسمح بحدوث ذلك مجددا "
في الحقيقة وليد لم يكن مدركا وهو يعبر عن نفسه بمثل هذه الشفافية أمام أمل، أما هي فقد ازداد ذهولها حين رأت تعابير دافئة في عينيه جعلتها تشعر بالأمان و مشاعر أخرى ترفض الاعتراف بها.
سحبت يدها من بين كفيه و تدير وجهها تنظر عبر النافذه تخفي تعابيرها و تأثيره عليها.
حين وصلو الى المنزل
" من الأفضل لك أن تمري أبي أولا فهو قلق عليكما "
قال وليد ذلك و هو يتقدمها للدخول، الا أن أمل استوقفته قائلة
" أريد أن أتحدث معك في أمر مهم قبل أن أقابل عمي "
التفت اليها بارتياب، فصوتها بدا جادا و حازما.
عقد حاجبيه متسائلا
" ألا يحتمل التأجيل، فأبي متلهف لرؤيتك و يرغب بالاطمئنان عليك "
تقدمت نحوه خطوتين و هي تنظر اليه باصرار، انها تخشى أن تضعف أمام عمها و تغير رأيها.
وقف مستعدا لسماعها
" حسنا هات ما عندك "
و بدون مقدمات قالت
" أنا لن أعيش في هذا المنزل بعد الآن "
لبرهة حدق بها يحاول استيعاب ماقالته، ليبتسم بعدها ساخرا
" بالتأكيد أعجبك العيش في منزل خالك و ..."
قاطعته بجدية أكثر
" سأعود لبيتي، لمنزل أبي و لا يهمني ان طلقتني ام لا هذا يعود لك لأن ذلك لا يشكل فرقا "
قطع المسافة المتبقية بينهما ليصبح أمامها مباشرة و قد بدأ الغضب يجتاحه
" ما هذا الهراء؟"
قالت مستنكرة " هراء؟ هل حياتي و قراراتي عبارة عن هراء بالنسبة لك؟!"
رد عليها من بين أسنانه المتراصة بصوت حاول ابقائه منخفضا قدر المستطاع
" أجل هراء، حين لا تكون قراراتك عقلانية فهي عبارة عن هراء "
ربتت على ظهر صغيرها الذي بدأ ينزعج من جدالهما
" هل العقلانية أن أرضخ لقرارتكم و تحكمكم بحياتي ؟"
بدت الصدمة واضحة عليه، فهو لم يتوقع أبدا أنها ترى الأمر بهذه الطريقة
" نحن لا نفكر الا بمصلحتك و الصغير "
قالت و صوتها بدأ يخونها اذ بدت نبرته ضعيفة
" مصلحتي؟ لقد كدت أفقد حياتي و ابني"
اضافت و دموعها بدأت تتدفق لأول مرة أمامه
" ماكنت لأعيش لو فقدته فهو السبب الوحيد لتعلقي بهذه الحياة "
تابعت
" دعوني أعيش حياتي مع ابني كما أريد "
دموعها، ضعفها، و نبرتها التي جائت متوسلة و كلماتها التي لامست أعماق قلبه، جميعها جعلته يضعف أمامها و يتبدل غضبه الى عطف عليها.
احتضن وجهها بين كفيه، يقول لها بصوت بان فيه الرجاء هو الآخر
" لا تبكي، لن أسمح بحدوث مكروه لكما و ماحصل لن يتكرر أبدا "
اضاف و هو ينظر في عينيها
" أعدك بأننا سنناقش الموضوع لكن دعينا نذهب لرؤية أبي فصحته ليست جيده"
كان العم يجلس على سريره متعبا و يسعل بين فترة و أخرى، بينما تجلس زوجته بلا حول ولا قوة قربه تحاول اقناعه بالذهاب الى المستشفى.
طرق وليد الباب المفتوح بابتسامة عريضة و هو يحمل الصغير يفاجئ به والده، تتبعه أمل.
" يا أهلا و سهلا "
هتف الأب حين رآهم مرحبا.
عانقت أمل عمها و هي متأثرة من رؤيته منهك لهذه الدرجة.
" كيف حالك يا ابنتي ؟"
اجابته
" بخير ياعمي"
لتضيف بعدها
" لكني لا أراك بخير، لم لم تذهب الى الطبيب ؟"
صمت العم و هو يرمق زوجته بنظرة فهمت من خلالها انه يطلب منها الاعتذار الى أمل.
سلوى، توترت، و اغتاظت لانها غير قادرة على التنازل لأمل و الاعتذار منها.
" بعد الحادث الذي حصل، كان قلقا عليك ورفض الذهاب حتى تعودي"
أمل تجاهلت سلوى و كأنها لم تسمعها، قالت لعمها بعد أن قبلت كفه
" عمي، يجب أن تذهب الى الطبيب، ان مرضك أمر جدي لا يمكن التهاون فيه "
اقترب وليد منهم وهو يقول مؤيدا أمل
" أبي دعني آخذك الآن، تبدو متعبا للغاية "
لكن ابا وليد ظل يرمق زوجته تلك النظرة التي تطالبها بالاعتذار الى أمل، حتى قالت الأخيرة مجبورة
" أمل انا اعتذر منك لما حصل، كان تصرف خاطئا مني "
أمل تعلم تماما بأنها أجبرت على هذا الاعتذار. قالت توحه الكلام لعمها
" اسمح لي يا عمي سآخذ الصغير لينام، أتمنى أن لا تهمل نفسك "
أخذت الطفل من وليد و خرج متجهة نحو غرفتها.
قالت سلوى باستنكار
" ألا ترون؟ انها تتجاهني تماما و تتاعلى علي "
قال وليد يعطيها الحق
" أمي الشيء الذي مرت به ليس شيئا بسيطا ومافعلته لم الأمر الهين "
وليد حاول أن لا ينفعل على أمه و خصوصا أمام والده المريض.
و لان العم لم يعد يستطيع تحمل المرض، رضخ للذهاب الى المستشفى. هناك لامه الاطباء على تأخره و عدم دخوله الى المستشفى للعلاج و باشرو معه فحوصات جديدة استمرت لعدة أيام، لازمه وليد خلالها. كما أرسلت تقارير جديدة الى خارج البلد للعلاج حيث كانت سلمى و زوجها يتابعون الأمر للتسريع الاجراءات.
أما أمل، لم تستطع مناقشة قرارها مع وليد و الذي هو الآخر تعمد تأجيل هذا الموضوع بقدر المستطاع. نفسية الجميع كانت مدمرة بسبب شدة المرض على أبا وليد. الجميع كان منشغلا بهذا الموضوع، فلاشيء يفكرون به او يتحدثون عنه سوا ذلك.
أخيرا جاء اليوم الذي سيغادر به العم للعلاج. الجميع كان مستنفرا و متوترا، و خائفين من عقبات رحلة العلاج هذه.
وليد و سلوى و حتى ليلى سيسافرون برفقة أبا وليد.
بينما تقرر أن تبقا أمل في منزل خالها لهذه الفترة المؤقته.
وليد كان منزعجا كثيرا من تصرف هند التي لم تكترث نهائيا الى مايمرون به.  تصرفاتها الأنانية هذه جرحته، انها لم تكلف نفسها حتى على الحديث معه على الهاتف، بل استمتر في الاستمتاع بعطلتها متجاهلة زوجها خلفها.
انه غير قادر على استيعاب الأمر فهند الزوجة المحبه تفعل معه هكذا؟ لم يتصور يوما أن حياته مع هند ستأخذ هذا المنحنى. قضى عمره كله يحبها و يدللها و لا يرفض لها طلبا.
ما الذي حصل معها، هل معقول انه كان طوال العشر سنين تلك متخدعا بها و أن الظروف كشفت حقيقتها له، أم ماذا بالضبط؟
اغلق حقيبته التي كان يجهزها بنفسه، كما أغلق موضوع التفكير بهند في عقله مؤقتا، الى حين استقرار الأمور.
طرق باب غرفة أمل التي فتحت له الباب.
" هل أنتي جاهزة؟"
سألها مباشرة و الانزعاج و الضيق واضحان عليه.
ردت أمل
" جاهزة لماذا؟"
قال و هو لا يطيق الانتظار فعليه انجاز عدة أمور قبل السفر
" أليس اليوم هو موعد خالد لرؤية الطبيب"
" أجل "
زفر بحدة
" اذا هيا بنا، ليس لدي متسع من الوقت "
قالت أمل منزعجة هي الأخرى
" لا داعي، سأذهب برفقة السائق يمكنك انهاء أمورك "
رد عليها بنبرة حادة بعض الشيء
" أمل لا داعي للاطاله، كما أني أريد الاطمئنان على خالد قبل أن أسافر "
لكن أمل، كانت منزعجة لأنها خائفة على وضع عمها و حزينة لأن الجميع سيغادر، ردت بنفس لهجة وليد الحادة
" لا داعي سأطمئنك عليه أنا كما أنني لست طفلة أستطيع تدبر أموري"
الا أن وليد و بحركة مفاجئة دفع الباب بيده و عبر متجاوزا ايها الى داخل الغرفة و حمل الصغير ليغادر قائلا
" اجهزي و الحقي بي "
دون أن يترك لها أي مجال آخر للاعتراض.
ان أمل تقدر دوما مجهود و ليد و تكره كثيرا أن يحمل نفسه فوق طاقتها و خصوصا بأنها تعتبر نفسها قادرة على رعاية نفسها وخالد.
صعدت السيارة الى جانبة و هي تقول محتجة
" ألا ترا أنك تبالغ؟ وسط كل هذه الأمور المهمة و انشغالك بموضوع السفر برفقة والدك و أيضا طائرتكم لم يبقى عليها الا بضع ساعات، تصر على أخذنا الى الطبيب؟ هل تظن أني غير مراعية للظروف؟"
ناولها الصغير ليقول بصوت متعب
" هلا كففتي عن هذا الحديث"
صمتت لبرهة تتأمل ملامحه المرهقة، لتقول بصدق
" انا لا أريدك أن تجهد نفسك أكثر "
ابتسم لها ابتسامة متعبة لكنها صادقه
" أنتم لستم أقل أهمية من كل هذه الأمور "
هنا اكتفت بالصمت و عدم التعليق، لأنها كانت منشغلة بتهدئة ضربات قلبها و استشعار الأحاسيس التي اجتاحتها.
اخذت نفسيا عميق و زفرته بهدوء تستجمع نفسها و تطرد كل الأفكار من رأسها.
في المستشفى كان وليد متعاون جدا، حتى انه تولا تهدئة خالد حين بكا مذعورا من الطبيب.
الدكتور طمئنهم على الصغير و تم ازالة الدعامه. أمل كانت ممتنة كثير من تواجد وليد برفقتها، كما كانت طوال الوقت تشعر بالراحة و الأمان لأنه يوجد سند لها في هذه الحياة.
في طريق الوعدة تكلمت أمل بتردد، ترغبةفي الحديث عن الموضوع الذي يشغل بالها
" من فترة و أنا أحاول ايجاد الفرصة المناسبة للحديث معك "
قال وليد و هو يعرف تماما ما ترغب ااتحدث به
" لايزال لدي بعض الوقت دعينا نذهب الى احد المطاعم و نتحدث بهدوء هناك "
ارتبكت أمل فهي لا تتخيل نفسها في وضع كهذا مع وليد و ربما قد يغضب هذا الأمر هند، مع العلم بأنها مختفية منذ فترة.
" ما الأمر؟ هل يزعجك هذا "
سألها و عيناه لا تزالان مركزتان على الطريق
قالت متأملة جانب وجهه
" كلا، لا بأس بذلك"
ماذا سيحدث لو حضيت ببعض الوقت معه على الانفراد، فهو سيسافر بعد ساعات قليلة.
تعلم تماما بأنها ستفتقده، و ربما ستشتاق اليه كثيرا، لا تنكر ذلك.
في المطعم، حمل وليد الطفل و أجلسه على ركبتيه و جعل يلاعبه و الصغير يضحك. بينما أمل كانت تتأمل منظرهما الرائت معا فهما يحبان بعضهما كثيرا.
" سأفتقد هذا الشقي كثيرا "
قال وليد لترد هي بعفوية
" و هو أيضا سيشتاق لك "
رفع بصره إليها يتأمل ابتسامتها للحظات، فهي قلما تبتسم، و كم اسعده رؤية ابتسامتها النادرة.
سأل و هو يتذكر امر الموضوع المؤجل
" اذا؟ يبدو أنك لن تغيري رأيك بخصوص عيشك في منزل أبيكي "
عقدت يديها على الطاولة و هي تنظر اليهما قائلة
" ليس لدي نية في تغيير رأيي، أنا أجد راحتي في أن أعود لمنزل أبي "
رد وليد معترضا
" كيف يمكنني السماح ببقائك وحدك هناك "
نظرت اليه و هي تتذكر الفترة التي عاشتها وحيدة بعد وفاة زوجها، لتقول ساخرة
" لن يحدث لي شيء فكما تعلم بقيت فترة أعيش وحيدة هناك"
قال مندفعا
" ذلك كان قبل...."
ثم بتر جملته متداركا بأن ما سيقوله ليس مبررا، الا أن أمل حثته قائلة
" كان قبل ماذا؟ قبل أن تتزوجني و اصبح جزءا من مسؤولياتك؟"

عقد حاجبية بانزعاج واضح
" ليس هذا ماقصدته"
ثم تابع بصراحة
" اساسا لا أستطيع أن أتخيل بأنك بقيتي وحدك"
" لكنني فعلت و ليس لدي مانع من اعيش وحيدة" اضافت و هي تتأمل صغيرها
" أريد أن أربي ابني في بيئة هادئة و مستقرة و نفسية مرتاحة"
آلمه وليد قولها هذا، لكن معها حق، فهي منذ أن دخلت منزلهم لم تنعم بالراحة.
" أبي و خالك لن يسمحا ببقائك وحدك في المنزل"
ردت بكل ثقة
" خالي لا عليك منه فهو رجل متفهم أما عمي فلن تخبره بهذا حتى يعود سالما باذن الله"
زفر بحدة، بعدم رضا
" كيف سأرتاح و أنا أعلم بأنك لوحدك"
اضاف
" على الأقل ابقي عند خالك حتى عودتي "
ابتسمت تطمئنة
" اساسا لن أكون وحدي، في حينا الجميع كأنهم  يعيشون مع بعضهم البعض و جاراتي لا يتركنني وحدي أبدا "
قال دون يقدر علة منعها
" لا أعرف ماذا اقول لك، غير أني لا أستطيع اجبارك على شيء لكن اعلمي بأني لست مرتاح لهذا الأمر"
ابتسمت لموافقته الغير مباشرة
" لا داعي للقلق، انه مجرد اعتياد، و ستعتاد على ذلك"
" ماذا عساي أن أقول "
قال ذلك و هو يشير للنادل بالقدوم لاخذ الطلب الذي طال انتظاره.
بعد ان انتهى من تناول طعامهما و قبل المغادرة. أمل أخيرا استطاعت أن تسأل وليد السؤال الذي بقي يجول و يدور في داخلها منذ أيام.
" اريد أن أسألك سؤالا، لكن آمل أن لا تفهمني خطئا"
" اسألي"
ابتلعت ريقها و قالت
" هل هناك مشكلة بينك و بين هند؟ اني أراك منزعجا، آمل أن لا أكون أوقعتك في المشاكل معها "
شد على قبضته يكتم غيظه، فهو مؤخرا كلما ذكر اسمها انزعج كثيرا.
" لا أريد أن أخوض في موضوع كهذا "
قال عبارته بنبرة حادة بعض شيء، فهمت خلالها أمل أنه لا يحق لها بأن تناقشه عن حياته الخاصة.
بالطبع فهناك حدود يجب أن تلتزم بها، هي بالنسبة له مثل أي واحدة من أخواته و ربما أقل من ذلك أيضا.
شعرت بألم في صدرها و هي تواجه نفسها بهذه الحقيقة.


لا حياة لي من دونك .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن