السلام عليكم
كيف حالكم جميعا
أتمنى تسامحوني أعرف اني طولت كثيرا
أتمنى الجزء يشفعليهنا فتح الباب و دخل وليد
" لم كل هذا ...التأخير "
قال كلمته الأخيرة ببطء مذهول من ما يراه أمامه. فقدت بدت أمل في غاية الجمال و هي بكامل زينتها بعد ان اعتاد على رؤيتها بملابسها المحتشمة و شالها وجهه شاحب خالي من أي مساحيق.
قالت بارتباك تجيب على سؤاله
" يبدو أن سحاب الفستان قد انحشر "
ابتسم ساخرا
" هل كان عليك صعبا ان تطلبي المساعدة مني "
اطرقت بصرها خجلة. لينسدل شعرها يغطي جانب وجهها.
اقترب منها وليد قائلا بصدق و هو يدفع بشعرها خلف أذنها
ينظر في عينيها العسليتن مفتونا
" تبدين جميلة "
أحست أمل بالحرارة تسري في جسدها و بأن قلبها يكاد يقفز من بين ضلوعها.
أدارها لتواجه المرآة
قالت بحياء مبتعدة عنه قليلا
" لا داعي سأجرب حله بنفسي"
ابتسم لها
" لا أريد أن يفوتنا العرس "
ثم أزاح شعرها كاشفا ظهرها العاري،
لتلتقي عينيهما في المرآة و تتعلقان ببعضهما لبرهة بدت طويلة بالنسبة لهما كفيلة بادراك التجاذب الذي حصل بينهما، و من فورها هربت أمل بنظراتها عنه و هي بالكاد تسيطر على نفسها واقفة أمامه.
أغلق السحاب بكل سهولة و سط ذهول أمل، كيف لم تستطع خي اذا اقفاله بهذه السهولة!
هل سيظن أنها تعمدت ذلك ؟
" هيا بنا "
قال ذلك معلنا وقت الذهاب .
في السيارة كانت أمل تجلس بصمت لا زال تشعر بالاحراج من الموقف الفائت.
حاولت أن تكسر الهدوء المريب بأن قالت
" أخشى أن زوجة عمي ستغضب مني" تابعت بحزن و هي وصدى كلامها عالق في رأسها
" كانت في غاية الجدية حين طلبت مني عدم الحضور "
وليد مد يده و أمسك بكف أمل متعاطفا معها و حركة هذه صدمت أمل و اربكتها أكثر فهو لم يسبق له ان قام بذلك.
" أعلم بأنها ستنزعج و ربما تغضب و تقول لك كلام جارح مجددا، لذا تجنبيها قدر الامكان و سأحدثها أنا فيما بعد "
سحبت أمل يدها من كفه لتمسح بها على رأس طفلها النائم في حجرها قائلة بأسف
" لا أريد إثارة المشاكل، ماكان علي القدوم "
لاحظ وليد حركتها و ارتباكها من لمسته. الا انه تجاهل ذلك و قال معلقا على كلامها
" كلامك هذا لا يجدي نفعا الآن، ها نحن نصل و افعلي كما قلت لك "
مباشرة دخلا هما الاثنان الى غرفة العروس التي كانت تتجهز فيها.
كانت سلمى قد انهت تجهيزاتها و برفقتها كانت ليلى فقط فالجميع كان يحتفل في القاعه.
ليلى ما ان رأت أمل و لاحظت مبلغ جمالها، صفرت باعجاب
"أين كنت تخبئين كل هذا الجمال "
نهرها وليد على اسلوبها
" ماهذا تصفرين كأنك واحد من الشباب "
سارت ليلى و أمسكت بكتفي أمل و أدارتها نحو أخيها و كأنها تبرهن له
" ماذا أفعل؟ ألا ترى مبلغ جمالها؟"
ماكان من أمل الا أن تتلون خجلا أمام تأمل وليد لها الذي قال معلقا
" أرى ذلك "
افلتت أمل نفسها من ليلى لتقول متجاهلة حديثهم
" أين يمكن أن أضع خالد "
قالت ليلى مشيرة نحو أحد الأبواب
" هناك غرفة نوم تستطيعين وضعه على السرير "
فضل أمل البقاء بصحبة سلمى معظم الوقتوفي الغرفة حتى تنزل الى القاعة.
في الحفل بقيت أمل بصحبة ريم و كانت تتمنى أن لا تعلم زوجة عمها بوجودها.
قالت ريم و هي تنظر نحو هند
" صحيح انها بالغة الجمال الا أنني لم أرتح لها، أشعر و كأنها تشع غرورا و تكبرا"
ثم أضافت و هي تحث أمل للنظر اليها
" انظري إليها كيف تسعى للفت الأنظار إليها ط، كما أن فستانها فاضح جدا"
قالت شقيقة ريم
" اختي انها فاتنه، و اطلاتها رائعة كأنها احدى مشاهير هوليوود"
علقت ريم ساخرة
" ان كانت هي احدى مشاهير هوليوود فنحن مشاهير بوليوود "
هنا انفجرت أمل ضاحكه، لكن سرعاد مادب الذعر اوصال الجميع حين سمعوا صراخ استغاثة من أحد اطراف القاعة و تجمهر الحضور عند تلك الزاوية.
دخل وليد البيت وهو يحوقل فلم يكن متوقعا أن ينتهي العرس بهذه الطريقة.
من عند المدخل سمع صراخ والدته و نقاش ابيه الحاد معها.
" الله يستر "
تلفظ بذاك و حث الخطا باتجاههم
" خيرا ان شاء الله ؟"
كانت ليلى تقف تراقبهم مكتوفة الأيدي لتقول لوليد معترضة على تفكير امها
" اسمع امي يا وليد انها تقول كله بسبب أمل "
التفتت الأم الى ابنها
" لم احضرت تلك الشؤم الى العرس؟"
و ما ان انهت جملتها حتى قالت ليلى و هي تحدق نحو المدخل مصدومة
" أمل !"
تصنعت أم الابتسام متظاهرة بأنها لم تسمع الكلام الذي قيل
" لقد عدت مع ريم "
ثم عبرت من بينهم نحو الدرج و هي تقول بصوت حافظت عليه قويا قدر المستطاع
" سأخلد خالد الى النوم "
ثم صعدت الدرج مسرعة حتى كادت ان تصل نهايته الا أن لحاق زواجة عمها فجأة منعها من مواصلة صعودها
صرخت قائلة
" لم أتيتي أيتها الشؤم ألم أطلب منك عدم المجيء"
منعها من مواصلة صعودها
قالت أمل وهي تضم صغيرها إليها تستمد منه القوة
" ليس ذنب فيما حصل "
أشارت الأخيرة بسبابتها في وجه أمل و هي تستشيط غضبا
" بسببك أنتي سقطت أم العريس بأزمة قلبية، أنتي أفسدت على ابنتي فرحتها، لو لم تأتي لما حصل ما حصل و توقف الزفاف "
صرخ وليد
" كفى يا أمي لا تلوميها "
لم تستطع أمل المواجهة أكثر، استدارت تهم بالذهب الى غرفتها، لكن زوجة عمها مدت يدها لتشدها مت شعرها مقهورة مما جعل توازن أمل يختل و تتدحرج من أعلا أدرج متشبثتا بصغيرها أمام صدمة الجميع.
استقرت عند أقدام وليد مغشيا عليها، أم الطفل فقد كان يصرخ باكيا بشدة.
ليلى و العم أسرعا لتفقد أمل أما وليد فقد حمل الصغير
" خذيه يا ليلى و الحقي بي "
ثم حمل أمل التي كانت فاقدة الوعي تماما و اسرع نحو السيارة.
كل ما تراه هو ظلام و شعور بألم قوي في الرأس، تشعر بالعطش الشديد لدرجة أنها بالكاد تستطيع البلع.
تسمع طنين الأجهزة، و رائحة تشبه رائحة المنظفات و المعقمات.
أين هي يا ترى ؟
حاولت التحرك، لكنها كانت مثقله، حاولت رفع جفناها شيئا فشيئا لكن الرؤية ضبابية.
ازداد رنين الأجهزة لتسمع صوت خطوات تقترب منها
صوت لا تعرفه يناديها
" سيدة أمل، هل تسمعين صوتي ؟"
حاول أن تبحث طريقة للوصول الى الصوت الذي يناديها، أن تقول شيئا.
لكنها عادت لتغط في الظلام من جديد.
في ممر الانتظار الى جانب الغرفة التي ترقد بها أمل كان عمها يجلس بصمت على أحد مقاعد الانتظار الى جانبه وليد الذي سأله
" أبي هل أنت بخير؟ تبدو شاحبا "
الا الأب لم يجب
أخرج وليد هاتفه ليتصل بليلى التي كانت برفقة الطفل في احدى غرف المستشفى
" ليلى كيف هو الصغير ؟ هل لا يزال يبكي "
تنهدت ليلى بأسى و هي تقول بصوت باكي
" نائم الآن، لقد اعطوه مهدئا، انه يتألم يا أخي"
أضافت تسأل باهتمام
" هل استفاقت أمل "
قال باسف
" ليس بعد يا ليلى، ليس بعد "
قالت خائفة
" أخشى أن لا تستيقظ يا أخي "
التفت الى والده و كأنه سيسمع كلام ليلى
" ستكون بخير لا تقلقي "
بعد طول انتظار سمعو صراخ أمل آتن من الغرفة
" أين ابني؟ أين خالد؟"
اسرع الجميع يركض نحوها، كانت خائرة القوا، قالت بصوت منهك
" عمي أريد ابني "
أخذت تردد ذلك بصوت مبحوح و هي تتشبث في كف عمها متوسلة اياه أن يجيبها.
" أين خالد يا عمي؟ "
العم لم يتستطع أن يجيبها فان علمت أن الصغير قد تعرض لكسر في عضمة الترقوة ستتأثر أكثر . فما كان منه الا ان تساقطت دموعه على حالها المؤسف.
قامت الممرضة بحقنها مهدئا جعلها تنام من فورها.
وليد تألم على حالها، ماذنب هذه المسكينه لتتعرض بهذا كله.
التفت الى والده الذي خر جالسا على الكرسي
" ابي يجب أن تعود للمنزل أنت لست في صحة جيده، لا تقلق عليها ستكون بخير "
بقهر قال الأب
" ماذا فعلت بابنتي أخي ياوليد، لم أحافظ على أمانته "
وليد انزعج من لوم الأب لنفسه
" أبي أرجوك لا تتكلم هكذا أمل ستكون بخير و أنت يجب أن تعود للمنزل لقد استفاقت الحمدلله "
بعد محاولات اقناع أخيرا وافق الأب على العودة للمنزل. فقد كان متعبا و مهموما جدا.
زفر وليد بحدة و هو يجلس على الكرسي قبال السرير الذي ترقد عليه أمل.
كيف وصلت الأمور إلى هنا؟
لم يتوقع من والدته كل هذا الهجوم و العنف؟
انه هو السبب، لو لم يقنعها بالذهاب لما حدث هذا كله. لكنه أراد أن تفرح قليلا .
تأمل وجهها المليء بالكدمات و رأسها الملفوف.
" ماذا فعلت بك يا أمل "
أمسك بكفها الموصولة بالانبوب لتتدفق المحاليل في عروقها. شد عليها قليلا و كأنه يعتذر منها.
شعر بها تتحرك و تحاول فتح عينيها. اقترب منها واقفا بقلق يمسح على رأسها ينادي بهدوؤ اسمها
" أمل ؟ هل تشعرين بشيء"
فتحت عينيها، لتزدرئ ريقها تحاول ترطيب حلقها الجاف. نظرت اليه صامتتا للحظة و كأنها تتذكر شيئا
لتنساب دموعها و هي تنادي باسمه لأول مرة
" وليد! "
شعر بغصة في حلقة و طعنة في قلبه لنبرتها المتألمه.
" نعم يا أمل "
قالت بصوت باك
" أين خالد؟ هل هو بخير ؟"
شد على كفها مربتا
" انه بخير، ليلى تهتم به، استعيدي عافيتك و سآخذك لرؤيته "
ان أمل لا تعلم ما الذي حدث لابنها و لا تعرف انه يرقد في احدى غرف المستشفى التي هنا.
عادت لتغمض عينيها برهة لتقول بعدها
" ماذا حدث لي ؟"
تنهد وليد لايعرف بما يجيب فهو خجل تماما منا حدث
قالت
" اذكر ان أمك كانت غاضبة مني "
قاطع كلامها
" لقد تدحرجتي من أعلا الدرج، لكن الحمدلله انتي بخير ارتجاج بسيط في رأسك و ستتحسنين "
حاولت أن تعتدل جالسه و تمد يدها نحو الماء الموضوع على المنضدة جانبا ليساعدها وليد بأن ناولها الزجاجة لتشرب منها.
لكن سرعان ما وضعت يدها على رأسها
" هل تشعرين بدوار؟"
سأل وليد باهتمام واضح
" أجل "
قالت ذلك لتعود و تستلقي.
وليد ذهب و طلب استدعاء الطبيب الذي قدم و كشف مرة أخرى على أمل و طمئنهم عليها بأنه ما ان يزول شعور الدوار و الغثيان ستستطيع الخروج المن المستشفى و خصوصا أن نتيجة الأشعة سليمة.
تركها لتستريح وذهب ليطمئن على الصغير. قال لليلى
" اذهبي و ابقي الى جانبها و انا سأبقى هنا "
سألت ليلى قلقة
" كيف هي؟ هل استيقظت؟"
" أجل لكن حاولي ان لا تخبريها فجأة عن خالد "
وقفت ليلى مكانها مفكرة لتقول بعدها
" لا أريد يا أخي، اخشا ان تنهار ان علمت انها قد لا تتحمل بعد كل ما اصابها "
ربت وليد على كتف اخته
" لا تقلقي أمل أقوى مما نتصور "
أخيرا علمت أمل أمر طفلها المصاب
قالت و هي تحاول أن تسيطر على انفعالها
" خذيني إليه يا ليلى "
ثم حاولت الوقوف لكنها شعرت بالدوار بسبب الارتجاج الذي أصابها.
قالت ليلى و هي تحضر كرسيا متحركا
" اجلسي هنا يا أمل" اضافت تطمئنها أكثر
" ان صحته جيده لا تقلقي "
لكن أمل لم تعلق بل جلست على الكرسي تنتظر وصولها للغرفة التي يرقد بعا الطفل.
ما ان وصلت حتى رأت وليد يحمل الصغير بحذر و يحاول مداعبته، لكن الصغير كان هادئا جدا.
" اعطني ابني "
جاءت نبرة أمل حازمة آمره و هي تمد يدها لتلقي طفلها.
ناولها وليد اياه متفهما غضبها الواضخ
" تمهلي في حمله قد يتألم"
ردت عليه و في عينيها غضب العالم بأسره
" لست انا من آلمته"
حملت صغيرها لتقول بصوت هادئ
" اخرجوا من هذه الغرفة حالا"
ما ان خرجو حتى تدفقت دموع أمل و ضمت صغيرها اليها تبكي بحرقة باكية. تشم رائحته قائلة
" سأموت ان حدث لك شيء يا صغيري "
بكى الطفل هو الآخر مع بكاء والدته وغرق الاثنان و سط دموعهما"
تمتمت أمل من بين دموعها
" نحن لانستحق كل مايحدث لنا، لا نستحق ذلك"
تفحصت صغيرها و طلبت الكبيب تستفسر عنه. حاولت أن تبدو قوية أمام الجميع بعد ان أطلقت العنان لنفسها.
اتصل بها عمها و تحدث معها مطمئنا عليها معتذرا لها عما حصل.
لكن أمل لم تعلق بخصوص الموضوع أبدا بل كانت كلما فتح موضوع الشجار اما تغلق الموضوع او تتجاهله.
بعد يومين تقرر خروجهم من المستشفى
" لقد أنهيت جميع الإجراءات نستطيع المغادرة "
و في هذه الأثناء دخلت ريم و اخيها أحمد، لتندفع ريم تعانق أمل
" الحمدلله على سلامتك يا أمل، لم لم تخبرينا من قبل "
قالت أمل تطمئن ابنة خالها
" لا تقلقي يا ريم انا بخير "
قال أحمد بعد أن القى التحية على وليد الذي كان يقف مذهولا
" الحمدلله على سلامتكم يا أمل "
علق وليد
" كنا على وشك الخروج "
هنا قالت أمل لوليد دون ان تنظر اليه مباشرة
" تستطيع المغادرة سأذهب الى بيت خالي "
بالكاد وليد استطاع ان يسيطر على ردة فعله
" دعينا نذهب للبيت أولا كي تستريحي انتي و الصغير و يطمئن أبي بعد ذلك يزورونك و تزورينهم "
هزت رأسها نافية
" اريد البقاء في بيت خالي بعد الآن "
بشيء من الاستنكار قال وليد
" ماهذا الكلام يا أمل ؟ "
قال أحمد بغضب واضح
" بل كيف تريدها ان تعود للأشخاص الذين أذوها ؟"
حدق به وليد مصدوما
" هل أخبرتهم بما حصل؟"
وقفت ريم تحاول ان لا ترفع صوتها احتراما لوليد
" كان يجب ان نعرف ذلك مبكرا، على العموم يا سيد وليد عليك ان تحترم رغبتها "
ولد اخذ نفسا يحاول ان يتفهم الوضع
" حسنا، تستطيعين الذهاب، لكن لبضع أيام "
وضع ما بيده من أوراق و اكياس للأدوية
" ان احتجتي الى شيء اتصلي بي"
ثم غادر الغرفة
اطرقت أمل رأسها بحزن فهي لم ترغب ان يصل الأمر الى هذه النقطه. لكنها مستحيل ان تعود للمنزل الذي أهينت فيه كرامتها.
عانقتها ريم مجددا
" لقد فعلتي الصواب يا أمل "
في طريق عودته الى المنزل اتصل وليد بهند عدة مرات لكنها لم تجب. انها غائبة منذ فترة في متزل أهلها و لا تجيب على اتصالاته. يعلم بأنها تعاقبه لانه لم يوافق على رحلة السفر التي تنتظرها و لانه قضى عدة أيام يزور أمل و خالد الصغير. لكنه بحاجة اليها الآن بحاجة للتكلم معها.
زفر بحده مفكرا بأنه من حقها أن تغضب فقد أهملها منذ فترة. لكن يجب أن تراعي الظروف التي يمر بها و المسؤوليات التي على عاتقه.
حين دخل المنزل كان والده و والدته بالانتظار.
" ارى انك وحدك يا بني؟"
سأل الأب
جلس وليد قربه متنهدا قبل أن يقول
" لقد رفضت العودة يا أبي، ذهبت لبيت خالها "
صمت الأب غير قادر على قول شيء، فهو لا يلومها على هذا القرار . لتعلق الأم
" و انت تركتها تفعل ما تشاء، ماذا سيقول الناس عنا "
لم يتمالك وليد نفسه فهو اصلا غاضب من تصرف امه منذ عدة ايام، قال منفعلا
" انت لا يهمك سوا كلام الناس، كان عليك أن تفكري بذلك قبل أن تشدي شعرها و تلقيها ارضا " .
صمتت الأم خحلة من تصرفها ليصعد وليد الى غرفته غير قادر تحمل المزيد.
في الحقيقة كانت تبدو أمل غريبة بالنسبة طوال فترة بقائها في المستشفى، كانت هادئة جدا فوق العادة.
مهلا، لم هو منزعج من بقائها في منزل خالها؟
أليس من المفروض أن يريح رأسه من مسؤوليتها و مشاكل التي يقحم نفسه فيها بسببها.
استلقى على سريرة يحدق في السقف مفكرا. انه يشعر بثقل على صدره. حتى و ان انكر، انه لايريدها ان تبقى في منزل خالها. يريد ان تبقى أمام عينيه ليطمئن عليها و خصوصا أنه من الآن بدأ يفتقد الصغير.
لقد حزن كثيرا على ما اصابها، لقد آلمه قلبه عليها و هو يراها في حال لا يرثا لها. و خصوصا الصغير لم يتوقع أنه تأذى فقد كانت أمل تضمه اليها جيدا حين تدحرجت من أعلى الدرج. لكن قدر الله ماشاء فعل.
أمسك بالهاتف يهم بالاتصال بها ليطمئن، الا أنه تراجع لتو فقط قد خرج من عندها في المستشفى.
سيتركها يومان حتى تهدأ ثم يعيدها هنا. انها تنتمي الى هذا البيت و ليس هناك.
وجد اشعارات مشاركات جديدة لحساب هند في موقع للتواصل الاجتماعي، حين فتحه وجد صور لهند في بلد آخر بصحب شبان و شابات.
اعتدل جالسا من هول الصدمة، هند عادة لا تشارك صورها أبدا. قرأ التعليق تحت الصور " رحلة برفقة الأهل و الأقارب "
مباشرة اتصل بها لكنها لم تجب ارسل لها رساله بان تعاود الاتصال به فورا، و كذلك فعلت، ليجيب و هو يستشيط غضبا
" ماهذا الذي أراه يا هند ؟"
قالت بكل برود
" هل وجدت الوقت لترى شيئا غير أمل ؟"
صرخ بها غاضبا
" أجيبي يا هند"
قالت بانفعال هي الأخرى
" لقد مللت الكآبة التي تعيشون فيها فقررت الذهاب مع عائلتي في عطلتهم الى الخارج"
سأل بصدمة واضحة في صوته
" لم لم تخبريني؟ ماكنت لأرفض لك طلبا "
ردت ببرود
" لقد تعمت ذلك، فانت تتجاهلني متذ فترة و أردتك أن تشعر بما أشعر "
قال غير مصدق
" أنا أتجاهلك يا هند؟ انني أمر بظروف صعبه و عليك أن تتفهمي ذلك، انني في أحوج أوقاتي لكي "
قالت قبل تغلق مباشرة
" و أنا لا أحتاج الى أوقات كئيبة أقضيها معك "
ثم لم يسمع شيء سوا طنين الهاتف.
لا ينكر بأنه صدم من تصرفها، لكن يبدو انه حقا أهملها.
أخذ يقلب صورها منزعجلا من اختلاطها المبالغ فيه مع اقاربها الذكور.
القا بالهاتق بعيدا منزعجا.
أنت تقرأ
لا حياة لي من دونك .... مكتملة
Romanceقررو مصيرها بدلا منها، جرفتها الحياة ضمن متاعب و مشقات تفوق قدرتها و سنها. تحاول المقاومة و ترفض أن تقع، تكابر و تعاند قلبها حتى تعيش بكرامة. ليدخل هو حياتها و قلبها و رغم صمودها امام حبه الا أنها تقع فريسة عشقه.