الجزء السادس: ستأتين معي

280 17 17
                                    

لا حياة لي من دونك 6
كانت أمل تجلس في سريرها تنظر بعين دامعة الى الصور التي تجمعها بوالدها و تشاهد له بعض مقاطع الفيديو ااتي التقطتها له. تنهدت بأسها متمنية لو أنه كان لديها ما تشاهده عن والدتها، هناك فقط عدة صور في البوم للعائلة. فوالدتها و أخيها رحلا عن هذه الدنيا و عن حياتها مبكرا جدا. ليلحق بهم والدها.
اخذت نفسا مرتجفا تشهق باكية بصوت خافت.
حتى جاسم ما ان ارتبط بها حتى فقد حياته. هل ياترى ما تنعته بها زوجة عمها صحيح؟
هل هي شؤم حقا؟
سمعت طرقا خافتا على باب غرفتها. عادت تصغي مجددا فربما توهمت ذلك، ليعود الطرق مجددا. على مهل نزلت من سريرها على مهل و سارت تفتح الباب و تطل عبر فتحته الضيقه.
كانت سلمى، تقف مترددة
" هل أيقظتك؟"
سألت خجلة
أجابتها أمل
" كلا كنت مستيقظة ؟"
و حين تلمست ترددها
" هل هناك شيء؟"
قالت سلمى و خجلها يزداد
" هناك شيء أريد أن أستشيرك فيه"
فتحت لها أمل الباب على وسعه
" تفضلي "
الا أن سلمى قالت
" هلا أتيتي الى غرفتي دعينا لا نزعج الصغير"
نظرت أمل الى ملابسها حيث كانت منامة عارية الذراعين
" انتظريني سأضع شيئا علي و آتي " 
لتقول سلمى موضحه
" الجميع نيام "
أي تقصد وليد
ابتسمت أمل مستغربة عجلة سلمى
" حسنا، لكن لما العجلة "
في غرفة سلمى
جلستا على السرير، سلمى صامتة خجلة مرتبكة و أمل تمتظر من سلمى أن تتحدث
سألتها أخيرا
" هل الموضوع متعلق بمديرك؟"
توردت وجنتا سلمى و ارتبكت أكثر
" سلمى ان بقيتي على هذا الحال لن أفهم شيئا "
هنا دخلت ليلى الغرفة و بقيت تحدق بهما مصدومة هند الباب فاغرة فمها.
" أمل فس غرفة سلمى؟ خيرا ان شاء الله "
و على الفور قالت سلمى
" كنا نتحدث "
قالت ليلى و هي تقفز قربهما على السرير
" في ماذا؟"
أمل شعرت بارتباك سلمى و توترها
" لقد مللت من باقي في غرفتي مستلقية على السرير أجاهد كي أنام فممرت بها أقضي بعض الوقت "
رفعت ليلى حاجبيها مستنكرة شاعرة بالغيرة تشير بيدها الى نفسها
" و ماذا عني أنا ؟ "
ضحكت أمل
" أنتي لديك اختبارات "
كتفت ليلى ذراعيها
" و ان يكن "
ثم أضافت و هي تنظر الى سلمى تغيظها
" أتحسبين أنني لا أعرف بأنك عاشقة ؟"
نظرتا اليها بذهول
" و انك أخبرتي أمل بالموضوع ؟"
شهقت امل مصدومة
" الماكرة، متى رأيتنا؟"
تكلمت ليلى معاتبة سلمى
" و كأني لست أختك يا سلمى، كنت ألاحظ عليك ذلك، و أعرف انك كتومة، لكن لم اتوقع أبدا ان تخبري أمل و لا تخبريني "
غيرت أمل دفة الحديث لتقول بحماس
" دعينا نرا تطورات القصة يا ليلى "
قالت سلمى أخيرا و قد تشجعت
" انه يبادلني نفس الشعور"
لتطرق بصرها بحزن بعدها
لتقول ليلى
" و لكن؟"
سألت أمل قلقة
" ماذا هناك يا سلمى ؟"
تحدثت سلمى
" سيتقدم لخطبتي"
ضربتها ليلى مداعبة على ظهرها
" هذا شيء جميل لم الحزن يا غبية "
نهرتها أمل بانزعاج
" انتظري يا ليلى دعي البنت تتحدث "
ثم وجهن كلامها لسلمى
" و انتي اخبرينا بالموضوع مباشرة "
" يقول بأنه سينتقل للعيش خارج البلاد لفترة غير معلومه فقد حصل على فرصة وظيفية جيدة جدا و لا يسطيع أن يفوتها و يريد أخذي معه "
قالت سلمى كل ذلك دفعة واحدة، لتضيق بعدها
" لا أعرف حقا ما اذا اقول و لا أظن والداي سيوافقان "
" حمقاء "
قالت ليلى ذلك بكل ثقة
" تزوجيه و اذهبي معه فهو يحبك و انتي تحبينه و هذا يكفي "
تجاهلت سلمى كلام ليلى
" ما رأيك يا أمل ؟"
أمسكت أمل بكفي سلمى
" حقيقة لا أعرف يا سلمى لكن مادمتي تحبينه فالأمر يستحق التجربة دعيه يتقدم لك و عمي رجل متفهم"
قالت سلمى
" ليس هذا فقط، لا أستطيع ترك عائلتي يا أمل "
" هل نعيش في العصر الحجر يا سلمى؟ لا تفقديني صوابي تستطيعين التواصل معنى و القدوم لزيارتنا متى شئتي "
قالت أمل مؤيدة
" هذا صحيح "
قالت ليلى و كأنها تذكرت شيئا لتو
" صحيح و لم تستشيرين أمل اليست هي أصغر واحدة فينا "
انفجر الجميع بالضحك لحقيقة الأمر
أجابت سلمى
" لأني أراها عاقلة أكثر منك و الا من سأستشير ؟"
قالت ليلى ساخرة
" استشيري هند ؟ "
لترد سلمى
" و بماذا ستفيدني تلك السطحية صاحبة المظاهر"
استغربت أمل لم بنات عمها لا تحبان هند
" لا تسخرى فهي زوجة أخيكم "
قالت ليلى
" و هذا اسوأ شيء في الموضوع"
تابعت سلمى
" وليد شخص مثقف، يأخذ الأمور بجدية ، صاحب أولويات طموح و مثابر لا أدري كيف اجتمع مع مدللة مثلها حتى شهادتها و وظيفتها بالواسطة "
لم تستطع أمل منع نفسها من السؤال
" كيف تعرفا، أعني كيف تم زواجهما "
قالت ليلى
" ان والدها صديق أبي المقرب و كانا شريكين في الأعمال و ظف ابنته في الشركة و هنا التقت بوليد و سحرته ليطلب أخي من أبي ان يخطبها له "
لتعلق سلمى
" لا أعرف كيف يتحملها "
أجابت أمل
" يكفي أن يحبا بعضهما يا سلمى، أنتي جربتي الحب و تعرفين كيف هو "
ليتورد وجه الأخيرة و تطرق بصرها خجلة
سألت ليلى على غفلة أمل
" و أنتي هب جربتي الحب؟"
لتجيب بصراحة
" لا أعرف كيف هو شعر الحب يا ليلى "
تابعت ليلى أسئلتها و هي تدرس تعابير أمل تحاول أن تستنتج مشاعرها
" و جاسم "
على الحزن ملامح أمل
" لم يسمح لي الزمن بأن أدرك مشاعري تجاهه، كان شخصا طيبا ودودا"
أضافت و دموعها تنحدر بصمت على و جنتيها
" يكفي أنه و هبني أجمل شيء في الكون، خالد "
رفعت كفها لتمسح دموعها
" صحيح أنه لم يرا ابنه، لكن سأحدث خالد عنه "
ثم رفعت بصرها اليهما قائلة و الحزن واضح في صوتها
" و أنتما ستحكيان له عن والده و تخبرانه كيف كان فأنا لا أعرفه مثلكما "
بكت سلمى و لحقت بها ليلى التي لفت أمل بذراعيها تضمها إليها و تجهشان بالبكاء
قالت سلمى و هي تحاول التوقف عن البكاء  
" الحمدلله بأني قريبا سأتزوج و أترككما "
نظرت اليها ليلى
" انتي سريعة جدا دعي الخطبة تتم أولا ثم فكري بالزواج"
ضحكت عليهم أمل و هي تمسح دموعها.
ثم أضافت ليلى ممازحة سلمى
" عليكي أن تتبعي حمية لتصبحي رشيقة و يناسبك فستان الزفاف "
ضربتها سلمى على كتفها
" على الأقل لست طويلة مثلك يا زرافة "
" أما أمل قد نجد لها شيء في محلات الأطفال بجسدها الضئيل هذا"
ان سلمى تشبه والدتها قصيرة و ممتلئة و شعر بني بعض الشيء أما ليلى فهي ووليد شبها والدهم ببنية طويلة و شعر حالك السواد.
سلمى تبلغ من العمر 28 أما ليلى فهي تكبر أمل بثلاث سنوات تقريبا اي 23 
و بالفعل تمت خطبة سلمى و ها هم اليوم جميعا يركضون على قدم و ساق لتجهزيات عرسها الليلة فالعريس على عجلة امره لسفره القريب.

لا حياة لي من دونك .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن