الجزء التاسع: اشتقت لك

293 20 11
                                    

جلست أمل عند مدخل منزل والدها القديم الذي انتقلت اليع منذ يومين، حيث خصصت منطقة صغيرة للجلوس، بعد أن انهت أعمال تنظيف المنزل برفقة الخادمة التي اصطحبتها معها من منزل عمها.
تأملت الباحة المتواضعة للمنزل، و تلك الشجرة الضخمة المعمره التي تقف صامدة على مر الزمن.
والدها كان طوال حياته متواضع و بسيط و كذلك والدتها. كانو أسرة سعيدة بسيطة، أقصى أولوياتها العيش في راحة و أمان.
افترق والدها عن عمها بسبب اختلاق اولوياتهم. فعمها سعى و درس خارج البلد و بدأ يعمل في تطوير نفسه و انشاء مشاريع عدة زادت من دخله المادي. تعرف على أكبر التجار و تزول منهم و عاش معهم.
و يبدو أن وليد سلك مسلك والده. تذكرت كيف ودعها، كان ينظر اليها بعينين رأت فيهما مبلغ القلق عليها و كأنه يترك طفلة صغيرة خلفة. ربما هي فعلا هكذا بالنسبة له، فقد سبق و علق على عمرها انها في الواحدو العشرين بينما هو قد يكون تجاوز الثالثةةو الثلاثين.
تنهدت بعمق، فرغم صغر سنها الا أنها تشعر بنفسها كهلة من الداخل، متعبة، مرهقة، لا طاقة لها على فعل شيء.
كما انها ستعيد النظر في موضوع اكمال دراستها الذي اقترحه عليها وليد.
نظرت الى الساعه في هاتفها تفكر الاتصال بليلى للاطمئنان عليهم، فاليوم سيكون اول موعد لعمها في المستشفى.
" مساء الخير"
قطع تفكيرها صوت جارتها أم أحمد قد جائت لزيارتها بابتسامه مرحبة و هي تحمل في يدها يدها طبقا من الكعك.
وقفت أمل مرحبة
" أهلا و سهلا خالتي"
سلمتا على بعضهما بودية و محبة ظاهرة
" كيف حالك يا ابنتي؟"
سألتها أم أحمد و هي تتأملها بعدم رضا
" تبدين نحيفة جدا يا عزيزتي "
ابتسمت أمل مطمئنة
" أنا بخير، هذا بسبب الرضاعة يا خالتي "
اتسعت ابتسامة الجارة
" صحيح، أين الصغير أنا متلهفة لرؤيته "
اشارت لها بالجلوس
" تفضلي يا خالتي، خالد نائم، عندما يصحو سأحضره لك"
ثم طلبت من الخادمة أن تخضر الشاي و القهوة ووجلستا تتحدثان و تسألان عن أحوال بعضهما.
" اليوم فقط علمت بقدومك، رغم انك منذ يومين هنا، سامحك الله "
استأنست أمل بزيارة جارتها و سعدت كثيرا معها، كما زارتها ايضا شابنة خالها ريم و اخبرت أمل كم أن خالها منزعج كثيرا مما تقوم به.
" أنا لا استطيع ان أفهم زوجك كيف يتركك خلفه "
حملت أمل أطباق العشاء و هي تقول بانزعاج و غضب بالغين
" كفى يا ريم، سأخاصمك ان تحدثتي بعد، لا أحد له دخل في ما اقرره" 
حدقت ريم مصدومة من أمل
" ماذا دهاكي يا أمل حقا، أنتي غير طبيعية "
وضعت أمل الأطباق جانبا و قالت و منهارة تماما و بعصبية واضحه
"غير طبيعية لأنني أقرر أين سأعيش و ماذا سأفعل، هل من الطبيعي ان يقرر الجميع عداي حياتي، انا اريد حياة طبيعية لي و لابني هل هذا كثير؟ اريد ان نعيش كأم و ابنها حياة مستقلة غير مرتبطة بأحد، لقد سأمت من هذه الحياة "
تأثرت ليلى كثيرا من كلامها، و أحزنتها أمل كثيرا.
نهضت و عانقتها متأسفة
" آسفة يا عزيزتي، معك حق، سامحيني "
في هذه الاثناء رن هاتف أمل لكن الأخيره لم تعره اهتماما بل قالت لابنة خالها
" انا حقا متعبة يا ريم، اعذريني لأني صرخت في وجهك"
" كلا، انا التي يجب عليها ان تعتذر لم أنظر للموضوع من منظورك، لكن كوني واثقة بأن الجميع يهتمون لأمرك لهذا يفرطون بالاهتمام بك "
عاد الهاتف ليرن
" ألن تردي؟ "
سألت ليلى أمل التي نظرت الى الهاتف و هي تقرأ اسم وليد على شاشته.
" ليس لدي طاقة للحديث سأتصل فيما بعد "
و بحذر قالت ريم خشية ان تغضب امل مجددا
" قد يقلق عليك "
ثم اضافت و هي تغمز لها
" يمكنك ان تتحدثي مع زوجك براحه، سأغادر الآن "
دعكت أمل جبينها في محاولة لتهدئة نفسها و استعدادا لاجابة على اتصال وليد للمرة الثالثة.
ردت أمل على الهاتف ليأتيهاةصوته مذعورا
" أمل؟ هل أنتي بخير؟ لم لم تجيبي؟ هل اصاب خالد مكروه؟"
أخذت نفسا لتجيبة
" أهلا وليد، نحن بخير لا تقلق "
سأل مرة أخرى
" هل أنتي متأكدة؟ لم لم تردي على الهاتف اذا "
وضحت له و هي تعلم تماما من أنه لن يرضا بهذا العذر
" كانت عندي ابنة خالي ريم "
قال بحدة و عدم رضا
" كان عليك ان تجيبي على اتصالي بدلا من ان تجعليني أذعر هنا من دون سبب "
ردت عليه بنفس الحدة
" لا داعي للذعر اساسا، لا شيء يستدعي ذلك "
قال بحدة اكبر
" لا يوجد اي سبب يجعلك تتجاهلين اتصالي ستدرين علي مهما كان ظرفك "
عضت أمل على شفتها السفلى التي بدأت ترتجف مهددة بالبكاء.
حين لاحظ صمتها هدأ قليلا، ادرك نفسه و انفلات اعصابه الا انه لم يعتذر بل سأل ببرود
" كيف حال خالد؟"
اجابت باختصار
" بخير "
عاد ليسأل
" هل كل شيء على مايرام؟ "
اجابت وهي تحاول ان يبقا صوتها صامدا
" أجل "
تلك الأجل كلنت قصيرة جدا بحيث لم يكن بمقدوره تمييز نبرة صوتها
" هل أنتم بحاجة لشيء؟"
ايضا اجابت ب
" كلا "
و كانت قصيرة جدا
لكنه لن يعتذر منها ماكان عليها تجاهله امها المكالمة ببرود أيضا
" اذا الى اللقاء "
و اقفل الخط دون ان ينتظر اجابتها
اما هي فقد القت الهاتف على الكرسي و سارت تبكي بغضب و قهر نحو غرفتهة
من يظن نفسه حتى يوبخها هكذا؟
سالت دموعها و هي تخر جالسة على السرير. هل تركها الزمن لتتعرض لمثل هذه المواقف المهينة؟
هل من بعد دلال والدها و كلامه الطيف تسمع ااتوبيخ و التأنيب؟
انتبهت الى صغيرها الذي يجلس ينظر إليها في سريرة و من فورها مسحت دموعها و رسمت ابتسامة على محياها
" أمك بخير يا حبيبي لا تقلق "
حملته و رفعته عاليا ليضحك لها
" لن أدعك ترا الحزن و الألم في حياتك يا حبيبي سأبذل جهدي كي تكون أسعد شخص "
ثم عادت و عبست و هي تتذكر عتاب وليد الذي جرحها.
هل كان صعبا عليه ان يكون لطيفا معها؟
لكانت تحدثت معه لوقت اطول، لا تنكر بأنها افتقدته.
طرت وليد من رأسها و قررت أن تتصل بليلى للاطمئنان على عمها و تحدثتا مطول مع بعضهما فهمت خلالها أمل بأن عمها ادخل المستشفى اليوم و أن كلام الطبيب لا يبعث على التفائل و هو الأمر الذي أحزنها كثيرا و عاتبت نفسها لردة فعلها تجاه وليد لاعجب من انه كان عصري معها بعد ماحصل معهم اليوم.
حاولت أمل أن تشغل نفسها في المنزل و العناية بابنها لكن تفكيرها يقودها مجددا الى حالة عمها و ندمها تجاه وليد.
وضعت رأسها على الوسادة في محاولة للنوم الا أنه جافاها حتى وقت متأخر.
أخذت تتصفح هاتفها و دون اي تفكير فتحت على صفحة المحادثات الخاصة بوليد
كتبت
" أنا آسفة "
و راسلتها
ليأتيها الرد مباشرة
" ماكان على التحدث معك بتلك الطريقة، لكنني خفت عليكي "
تأملت الكلمات التي أرسلها لا تنكر بأنه شعرت بنوع من السعادة لخوفه عليها الا انها شعرت بالأسف أيضا لأنها جعلته يقلق
" آسفة مرة أخرى "
ارسل
" لا اريدك أن تعتذري "
سألت
" ما الذي تريده اذا"
اجاب
" أن تكوني بخير "
ابتسمت بصدق ابتسامة لامسة أعماق قلبها
عاد و ارسل لها
" عدني بأنك ستعتنين بنفسك جيدا "
ردت
" أعدك"
ليرسل لها ايقونة ابتسامة، ارسلت مثلها هي الأخرى .
" هلا ارسلتي لي صورة لخالد "
كتبت
" انه نائم "
" اريد رؤيته و هو نائم "
نفذت طلبه و التقطت لخالد الصغير صورة و هو نائم و ارسلتها.
كتب لها
" قبليه نيابة عني "
" حسنا "
انها حديثه معها بان ارسا
" تصبحين على خير "
ردت
" و انت من أهل الخير "
نامت أمل لأول مرة منذ فترة و الابتسامة لاتزال على شفتيها.
بدأ العم رحلة العلاج الشاقة خارج البلد و بدأ المرض يستجيب لخطة العلاج المطبقة.
مضى شهر على عيش امل في منزل والدها رحمه الله لوحدها، لم تتخيل أنها ستشعر بالوحدة لكن على مايبدو حصل عكس ذلك. انها تفتقد الجميع ليلى، عمها و ليد و حتى سلمى. 
بعد أن ساعدت خالد على تناول غدائه و انهت هي طعامها وضعت له بعض الألعاب كي يلعب بها و تستطيع جمع الاطباق و غسلها ناسية بأنها تركت باب الصالة المؤدي للخارج مفتوحا.
بينما هي تغسل الأطباق انتبهت الى اصوات لعب صغيرها بالألعاب توقفت لتتذكر فجأة أمر الباب المفتوح، لتلقي ما بيدها و تركض مسرعة الى حيث كان يوجد صغيرها.
وقفت متسمرة مكانها من هول المفاجأة
" وليد!"
كان وليد يقف أمامها و هو يحمل الصغير بين ذراعيه.
" مرحبا يا أمل، لا يوجد الحمدلله على السلامة ؟"
الا ان السؤال أفلت من منها بدلا من ذلك
" متى عدت ؟"
قال و هو ينظر الى عينها المذهولتين
" للتو وصلت "
فاضت الدموع من عينيها، لتنهر نفسها في داخلها
" غبية لما اابكاء الآن "
ثم أخذت تمسح دموعها
اقترب منها وليد معاتبا بلطف
" لم كل هذه الدموع يا أمل "
قالت و هي تجهش بالبكاء دون أن تستكيع السيطرة على نفسها
" لا أدري "
في الحقيقة هي ادركت انها اشتاقت له كثيرا و افتقدته كثيرا حتى انها اثناء غيبه كانت حزينة جدا و لم تشعر بنفسها بخير من دونه.
هو أيضا اشتاق لها، طوال ابتعاده عنها لم يكن يشعر بالراحة و الاطمئنان فقد كان في غاية القلق عليها.
تنهد بعمق و هو يستسلم لمشاعره ز يرضخ لمطابه العاطفية و يمد يده نحوها و يجذبها ليلفها بذراعه يضمها الى صدره مقبلا رأسها يأخذ نفسا من عطرها متمتما
" الحمدلله انكما بخير "
اما هي فطوقت خصره بشده تطلب الأمان الذي افتقدته تبكي على صدره مم جعله يدرك بأنها هي ايضا لم تكن على ما يرام اثناء غيابه.



سامحوني 🥲 أتمنى هالجزئين يشفعون لي
بس صدقا حاولت اخلص الرواية لكن ماقدرت ما حبيت اكتبها بسرعه و ابخسها حقها
و نزلت هالجزئين عشانكم
لاتحرموني من دعمكم و تصويتكم
و انتظر رايكم و تعليقاتكم

لا حياة لي من دونك .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن