الجزء السادس عشر: أمل

81 5 5
                                    

السلام عليكم
اعتذر عن التاخير
اتمنى التصويت و التعليق كدعم لي

‎فجر اليوم التالي حل بهدوء، والسماء كانت تموج بالألوان الهادئة بين الأزرق والبرتقالي. أمل كانت تقف عند نافذة الغرفة، تراقب شروق الشمس. كانت أشعتها الأولى تتسلل برفق إلى الغرفة، تنعكس بخجل على وليد النائم بهدوء. ابتسمت وهي تراه ممددًا بجانبه، وجهه مرتاح، وكأنه أخيرًا وجد بعض السلام في أحلامه.

‎عيناه مغلقتان، وأشعة الشمس تلامس بشرته بهدوء، تبرز تفاصيل وجهه الرجولي المتين. شعرت بشيء عميق يتسلل إلى قلبها، إحساس من الامتنان والراحة، وكأن كل شيء في مكانه الصحيح الآن. كانت ترى فيه أكثر من مجرد رجل أحبته، كانت ترى الأمان، الحماية، والشريك الذي لم تكن تعلم أنها تحتاجه بهذا العمق.

‎اقتربت منه بخفة حتى لا توقظه، وجلست بجانبه، تمعن النظر في تفاصيل وجهه. أحست بتلك اللحظة بأنها نعمة لا تقدر بثمن، أن تستيقظ وتراه بجانبها. شعرت بالدفء يغمر قلبها، وأدركت أن هذا الرجل هو كل ما تريده في هذه الحياة.

‎مدت يدها بحذر، وأخذت تلامس شعره بأصابعها، تحاول أن تحفظ هذه اللحظة في ذاكرتها للأبد. كان وليد يبدو وكأنه طفل، ناعم وخفيف النوم، رغم كل قوته وصلابته عندما يكون مستيقظًا. همست لنفسها بصوت لا يكاد يُسمع: "يا إلهي، كم أحب هذا الرجل."

‎كانت هذه اللحظات كافية لتغمرها بالهدوء، وكأن كل مخاوفها وصراعاتها بدأت تتلاشى مع ضوء الصباح. تابعت تأمل وليد النائم، وأشعة الشمس تضيء شعره ووجهه، وأحست بالسلام يسري في روحها.

‎أمل كانت تعرف في أعماق قلبها أن هذه اللحظات في المزرعة قد تكون أشبه بفاصل زمني، مسافة قصيرة من الهدوء قبل أن تعود حياتهما إلى التعقيد بمجرد مغادرتهما. كانت تدرك أن ما بينهما لا يزال هشًا، وأن الكثير من التحديات تنتظرهما. لكن في هذه اللحظة، قررت أن تترك كل شيء خلفها.

‎استلقت بجانبه بهدوء، متقربة منه حتى تلامس أنفاسه بشرتها، تشعر بنبض قلبه القريب منها. أغمضت عينيها للحظات، محاولة أن تعيش هذه اللحظة بكل تفاصيلها. لا تفكر في الغد ولا في التحديات القادمة. فقط وليد، فقط هذه اللحظة التي تحوي كل الأمان والحب الذي تحتاجه.

‎شعرت بدفء جسده بجانبها، وراحته تسري فيها وكأنها تحميها من أي عواصف قادمة. كل ما أرادته في هذه اللحظة هو أن تشعر به، أن تتغلغل في هذا الشعور بالحب الذي طالما كانت تفتقده. لم يعد هناك مجال للتفكير في الغد، لأن هذه اللحظة أصبحت كل ما يهمها الآن.

‎تنفست بعمق وقررت أن تتبع قلبها. لن تهتم بالمستقبل القريب أو البعيد، ستعيش اللحظة بكل ما فيها من مشاعر وحب، وتترك كل شيء آخر للقدر.

لا حياة لي من دونك .... مكتملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن