لا تنسو التصويت و التعليق احبائي
ابتعدت أمل عن وليد وهي تحاول التظاهر بالخجل، قائلة بنبرة مترددة: "سأتفقد خالد." لكن وليد لم يسمح لها بالابتعاد، أمسك بكفها بلطف وهو يقول مطمئنًا: "إنه في نوم عميق، فقد لعب كثيرًا حتى تعب ونام."
ثم أضاف وهو يقودها برفق نحو غرفة الجلوس: "تعالي، دعينا نتحدث قليلاً."
حاولت التملص منه، تتجنب التورط في المزيد من اللحظات الحميمة، فقالت: "الفجر على وشك البزوغ، وأنت لديك عمل غدًا."
لكنه نظر إليها بعينيه اللتين كانتا تحملان الكثير من المشاعر، وكأنه يقرأ أفكارها، ثم قال بهدوء وبصدق: "لن أذهب للعمل غدًا، سأتفرغ لكم."
لم تستطع أمل إخفاء الابتسامة التي رسمتها السعادة على شفتيها، كان بريق عينيها المتحمستين يعبر عن مدى رضاها وسعادتها بهذا القرار. سارت خلفه برضا تام، مشدودة نحوه، حتى جلسا معًا على الأريكة الوارفة في غرفة الجلوس.
كانت اللحظة مشحونة بالهدوء والحنان، وكأن الزمن توقف ليتيح لهما فرصة للحديث عن كل ما يختبئ خلف الجدران العاطفية التي بنياها.
ظل وليد ممسكًا بيدها الغضّة في كفه، عينيه تشعّان بنظرة رجاء، وكأنه يطلب منها التفهّم حين قال بصوت منخفض: "أعلم أنني وعدتك بحل الأمور، لكن..."
قاطعت أمل كلماته بهدوء وهي تطرق بنظرتها إلى الأرض: "لا حاجة للتبرير يا وليد. أعلم أن أمك شخصية قوية وعنيدة، وأنها تمارس ضغوطها عليك، وأنت تحاول جاهدًا الحفاظ على مشاعرها وتختفي عنها."
ابتسم وليد ابتسامة شاحبة، شعر بأنه محظوظ بوجودها، رغم صغر سنها، إلا أنها كانت تتحلى بالصبر والفهم العميق.
رفعت أمل عينيها إليه مجددًا، وقالت بلطف: "كل ما أطلبه هو ألا تبتعد عن خالد. لقد اعتاد على وجودك في حياته."
فجأة، سأله بصوت هادئ، دون أن تتوقعه: "وأنتِ؟"
تفاجأت أمل، همست بصوت خافت: "ماذا؟"
أوضح لها بنبرة دافئة: "ماذا عنكِ؟ ألا تشتاقين إلي؟"
ابتسمت أمل، ولكن بابتسامة تحمل في طياتها انكسارًا عميقًا. "بلى، أشتاق إليك... لكن هذا لا يهم بقدر ما يهمني أن تكون حاضرًا في حياة خالد. لا أريده أن يشعر بغيابك."
مدّ وليد يده ليعيد ترتيب خصلات شعرها التي تدلت حول وجهها بحنان، صوته كان دافئًا وحميميًا حين قال: "لكنني أهتم بكِ. عقلي يبقى مشغولًا بك بجنون. لا أريدكِ أن تشعري يومًا بأنني خذلتك أو أنني قد أتخلى عنك."
أنت تقرأ
لا حياة لي من دونك .... مكتملة
Romanceقررو مصيرها بدلا منها، جرفتها الحياة ضمن متاعب و مشقات تفوق قدرتها و سنها. تحاول المقاومة و ترفض أن تقع، تكابر و تعاند قلبها حتى تعيش بكرامة. ليدخل هو حياتها و قلبها و رغم صمودها امام حبه الا أنها تقع فريسة عشقه.