امسكها من كفها و قادها نحو الاريكة ليجلسا عليها بصمت ثم يستلقي واضعا رأسها على فخذها ويغمض عينيه دون ان يقول اية كلمة
استغلت أمل هذه الفرصة كي تمرر اصابعها مداعبة تموجات شعره التي لطالما اغرتهالم تشعر أمل بدمعتها اخيرا تسقط و لأول مرة منذ ان علمت بوفات عمها تركتها تنساب بصمت
هذه اخر مره
وعد
اخر مره ستبكي فيها
لن تبكي مرة اخرى ابدا فعمها شخص يستحق ان تذرف لاجله الدموع
اراحت ظهرها ورأسها على الكرسي و اغمضت عينيها هي الاخرى ليعم الصمت في المكان فترة لم تدرك فيها انهما غطا في نوم عميق الا حين استيقظت لتجد ان وليد قد غير و ضعيته و اصبح يجلس مثلها
ليكون اول ما تراه عينيها حين رفعت جفنيها هو وجه وليد القريب منها
ظلت ساكنه
ظاهريا
لان ذلك المتمرد بين ضلوعها يرفض الهدوء و السكون
بل ضل يضرب قفصها الصدري بقوه و كأن حرارة انفاس وليد التي تلفح و جنتيها قد وصلت اليه
نظرت الى شاشة الهاتف الموضوع امامها على الطاولة، الثانية و النصف لقد ظنت بانهما ناما لفترة طويلة!
عقلها يطلب منها النهوض و تفقد صغيرها الذي يرقد في الغرفة وحيدا
لكنها لم تفعل فبدلا من ذلك ظلت مخدرة مكانها على و ضعها
تتأمل الرموش الكثيفة، الحاجبان المسترخيان، الانف الممتد بجاذبية متناسقا مع الشفتين، و خصلات شعره المتبعثره تدعو اصابعها للعبث بها.
كان يتنفس بهدوء و انتظام
ابتسمت و هي تصغي الى انفاسه
متذكرة كلماته حين اخبرها بانه يحتاجها
سعدت كثيرا لانها تعني له شيئا
شيئا لا تعرف قدره او محله لكنها تعني له شيئا و هذا يكفيها
و بحركة متهورة قربت راسها بهدوء ناحيته تسدل جفنيها مستمتعة بقربه منها تستشعر حرارة انفاسه
تقرب انفها من شعره تشم عطره
متى غرقت في حبه الى هذا الحد ؟
بل متى اصبحت متيمة به؟
فتح عينيه فجأة لكن بهدوء لتلتقي بعينيها
جفلت فحتما ادرك بأنها كانت تتأمله، امسك بكفها يطلب منها
"لا تذهبي "
انعقد لسانها لم تستطع النطق باي شيء
اسند جبينه على جبينها و هو يهمس قائلا و كأنه يخاطب نفسه
" ما الذي تفعلينه بي يا أمل ؟"
اما هي فمتأكدة بأن خديها يفضحان مشاعرها الان
و كذلك انفاسها المتسارعة و ربما قرع طبول قلبها قد وصلت الى مسامع وليد.
تعلقت عينيها بعيناه دون ان تدرك لتغوص في اعماقها نظراته كانت تقول الكثير لكنها ليست متأكدة من انها تفهم شيئا مما تقوله
رفع كفه يرتب خصلات شعرها يحتضن جانب وجهها
كاد يقول شيئا الا أن بكاء الصغير منع ذلك و من فورها نهضت امل مستغلة الفرصة للخروج من هذا الموقف الذي جعل جسدها كله يشتعل
" سآتي معك، فقد اشتقت اليه كثيرا "
قالها و هو لا يزال يمسك بكفها
الا انها ردت
" قد لا يعود للنوم حين يراك "
ثم اسرعت متجهة نحو غرفتها تغلق الباب و تستند عليه تلتقط انفاسها و يدها على قلبها
هدأت من صغيرها و اخذته الى حضنها في حين هي من تحتاج الى أن تهدأ نفسها من كل هذه المشاعر المجهولة التي تجتاحها.
يا الاهي لم يحدث لها كل هذا؟
لم لا تستطيع مقاومة مشاعرها تجاه وليد؟
رغم انها تعلم بان لا مستقبل لها معه، و تعلم بان قلبه و عقله ملك لأخرى، وهذه الاخرى ليست اي واحدة، انها هند التي تسعى جاهدة لابعادها عن وليد.
هي تعلم كل هذا، و لا تطمع بأن يبادلها نفس الشعور، ولا تطمع ايضا بأن يكون لها مستقبل معه، هي فقط تحبه و هذا كل شيء.
أنت تقرأ
لا حياة لي من دونك .... مكتملة
Romanceقررو مصيرها بدلا منها، جرفتها الحياة ضمن متاعب و مشقات تفوق قدرتها و سنها. تحاول المقاومة و ترفض أن تقع، تكابر و تعاند قلبها حتى تعيش بكرامة. ليدخل هو حياتها و قلبها و رغم صمودها امام حبه الا أنها تقع فريسة عشقه.