الفصل الثاني: اليوم الأول في نايت ريفن

52 7 6
                                    

"أين اختفى الأمير كوفو؟!"

"لا أدري! ذهبتُ إلى غرفته ولم أجده!"

"يجب أن نجده بسرعة! سيقتلنا ليونا-ساما إن علم بالأمر!"

هكذا كان حال الخدم منذ الصباح، جميعهم مصابون بالهلع لأن كوفو لم يكن في غرفته ولا في أي مكان في القصر.

"اهدأوا جميعاً، أرجوكم. لا داعي للهلع."، قالتْ باد مع ابتسامتها الرقيقة المعتادة التي هدأَتْ من روع الخدم بعض الشيء، ولكنهم ما يزالون حائرين. ما الذي تقصده الشيطانة القديسة بكلامها؟ لم يحتاجوا للانتظار طويلاً، فقد جاءهم الجواب منها مباشرة، "إنه يقضي بعض الوقت مع ليونا وراغي إلى حين وصول العربة التي ستأخذه إلى كلية نايت ريفن."، قالت لهم وهي ما تزال تبتسم مما أراحهم من الهم والقلق ثم عادوا إلى عملهم. ذهبت باد إلى غرفتها ووقفتْ في الشرفة تنظر للأفق، 'آمل أنكم بخير يا رفاق.'، قالت في نفسها وهي تفكر في أصدقائها وعائلاتهم.

في هذه الأثناء، كان كوفو يركض في البراري مستمتعاً بالهواء النقي بينما كان ليونا يراقبه مستلقياً تحت أحد الأشجار. "أبي! هيا تعالَ اركض معي! الأمر ممتع!"، قال الشاب ذو الثماني عشرة سنة بحماس شديد بينما تثاءب والده الكسول ونظر إليه بعيون ناعسة، "ألن تتوقف عن هذا؟ أنتَ في الثامنة عشرة من عمركَ وما زلتَ تتصرف كطفل في الخامسة."، هذا الكلام جعل كوفو يعبس ويقفز عليه، ولكن دبَّ النشاط في ليونا فجأة وتفاداه ثم وقف على قدميه وقال: "أتريد قتال أبيكَ يا ولد؟"
"ليس تماماً. أريدكَ أن تتنشط قليلاً~"، قال كوفو مع ابتسامة شريرة ثم هجم على أبيه مجدداً، ولكنه ظل تفادى ضرباته وفي النهاية تسلل من خلفه وأوقعه أرضاً، تألم الأسد الهجين من أثر السقوط فهو لم يكن يتوقّع أن يكون والده بهذه القوة.

"هل اكتفيت؟"، سأل ليونا وهو يمد يده لابنه الذي أومأ له ثم أمسك يده ووقف وهو يضحك على نفسه، "لم أتخيل أنكَ بهذه القوة يا أبي!"، قال كوفو وهو ينظر بإعجاب لوالده الذي ابتسم وربّت على رأسه، ثم سمع الاثنان صوت حوافر تقترب وعرفا معنى ذلك، حان الوقت. توقفت العربة أمامهما وسار كوفو نحوها، وقبل أن يصعد إليها ركض عائداً نحو ليونا وعانقه بقوة، "سأشتاق إليك وإلى أمي، وتشكا، وعمي فارينا، والعم سكيبي وراغي-سان."، قالها وهو على وشك البكاء فتنهّد ليونا وعانقه قائلاً: "لا تتحدث وكأنكَ لن ترانا مجدداً. سنكون دائماً معك. وتذكّر، أياً كان ما ستصبحه بعد تخرجك، سأظل دائماً فخوراً بكَ، كوفو. وأنا واثق من أنه سيأتي يوم أباهي بكَ أمام تويستد وندرلاند كلها وأقول للجميع: هذا الفتى الرائع هو ابني."

دمعتْ عينا كوفو لسماع هذا الكلام، ثم تمالك نفسه، مسح دموعه ووعد أباه بأنه لن يخذله. في تلك اللحظة، جاء سكيبي مع باد، تشكا، فارينا وراغي وقاموا جميعاً بمعانقة كوفو:

تشكا: لقد كبرتَ بسرعة! لا أصدق أنكَ ستذهب! 😭

كوفو: تشكا، لقد صرتَ في الثامنة والعشرين. أرجوكَ لا تبكِ هكذا. 😅

Twisted Wonderland: New Generationحيث تعيش القصص. اكتشف الآن