16

34.1K 773 128
                                    


بينما أرفع رأسي لأنظر حولي بفرح في المكان الذي كان يبدو رائعًا بشكل لا يصدق، يتجلى أمامي منظر طبيعي ساحر، حيث تنسجم جمالية الطبيعة مع سحر التاريخ. ما أروعها من لحظة عندما تلامس عجلات السيارة الأرض المغطاة بالورود والشجيرات الخضراء، مختبئة خلفها قلعة مهيبة تعود تاريخها للقرن التاسع عشر.

تبدو القلعة كما لو أنها خرجت مباشرةً من صفحات الخيال، بما تحمله من جمال وسحر لا يُضاهى. وحينما ألقيت نظرة عن قرب، لم يبقَ لفمي سوى أن يبتسم بدهشة وإعجاب أمام هذا المشهد الخلاب. لم أكن أتوقع أن أجد قلعة بهذا الجمال والروعة، بل كانت أكثر شبهًا بالقلاع الأسطورية التي نراها في القصص الخيالية.

وفي الجزء السفلي، جعلت الجبال المغطاة بالثلوج تتراقص من حول القلعة، مزينة بنسيج من البياض يضفي عليها جاذبية خاصة. وليست هذه هي الختام، بل تضيف البحيرة الكبيرة التي تمتد أمام القلعة لمسة من الرومانسية والجمال، فكيف لا يتمنى الإنسان لو كان رسامًا ليخلد هذا المنظر الخلاب على قماشه.

وعندما توقفت السيارة عند مدخل القلعة، خرجت أنا فيكتور، وفور وصولنا، تقدم نحونا رجل كبير في السن، يرتدي بدلة سوداء ويحمل في ملامحه لمحات من غطرسة . قدم لنا التحية بلباقة وتواضع.

"سيد وسيدة ماركيز، مرحبًا بكم."

التفت إليّ وميل جسده قليلاً كنوع من التحية، ثم تحدث مع فيكتور."تم ترتيب كل شيء وفقًا لأوامركم، يا سيدي."

فيكتور: "عظيم، الآن يمكنك أن ترينا المكان، أنا وزوجتي."

صعدنا الدرج وسرعان ما وجدت نفسي في قاعة المدخل الأكثر جمالاً التي رأيتها على الإطلاق. الأرضية الرخامية ذات اللون الأسود والأبيض التي تبدو أنها أصلية من أنقى الرخام اليوناني، ممتدة على الأرض. نظرت إلى السقف الذي يحتوي على لوحات عصر النهضة لملائكة عارية، كان كل شيء كبيراً وجميلاً.

قادنا الرجل إلى الطابق العلوي وفتح بابًا مزدوجًا محفورًا بالكامل بتصميمات زخرفية مزينة برسوم من الذهب. كانت الغرفة التي دخلتها ساحرة، وكانت هناك أزهار في مزهريات زجاجية في كل مكان، وأثاث من الحرير مزخرف بالذهب، وطاولات صغيرة تعرض مجموعات متنوعة من الزينة. كان هناك أيضاً مدفأة كبيرة في الغرفة، مضاءة وتدفئة الغرفة ممتدة أمام الموقد.

"هذه هي غرفتك الخاصة يا سيد ماركيز، كما طلبت، يوجد في الجناح غرفة أخرى خاصة لتناول الوجبات ومطبخ به كل ما تحتاجه."

"عظيم! يمكنك طرد جميع الموظفين، لا أريد أي شخص هنا هذه الأيام، وأنت أيضًا."

"نعم سيدي، اسمح لي أن أغادر كما طلبت."

غادر الرجل وكنا وحدنا، اقترب فيكتور مني ووقف خلف ظهري، وساعدني على خلع معطفي وإلقائه على أحد الأرائك، ثم عانقني من الخلف وتحدث شفتيه قرب أذني.

Dark emotionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن