15

33.7K 836 119
                                    


يبدو لي أن المكان والزمان قد توقفا، وأصبحت الحركة بطيئة للغاية، كما لو أن الزمن قد تجمد والعالم حولي أصبح يتحرك ببطء شديد. لم أكن قادرًا على تحديد مدى ذلك البطء المرهق، لكن كل شيء كان يبدو وكأنه في حالة من التعليق، مما جعلني أشعر بالإرباك والتشتت.

كانت عيناي تتجول بلا هدف، ولكنها لم تتمكن من تجاوز الصندوق الزجاجي الذي تحوم حوله كل أفكاري وانتباهي. هناك، في داخله، كانت السيدة بيريز، تحاول بيأس الخروج، تضرب الزجاج بعنف وتصرخ بينما تحاول الإفلات والخروج من الصندوق .

رغم محاولاتها اليائسة للتحرر، لم تكن أصواتها تصل إلي، فكان الزجاج السميك يعمل كحاجز للصوت، مما جعل كل محاولتها بائت بالفشل. كان صدري ينبض بشدة، وكل خلية في جسمي كانت تعاني من عدم الراحة والتوتر، كما لو كانت تحذرني من الخطر القادم الذي يتربص بي.

في تلك اللحظة، لم أستطع التفكير في أي شيء سوى ما يدور في الصندوق الزجاجي، وما إذا كانت السيدة بيريز بخير أم لا. كنت مشغولًا تمامًا بمحاولة فهم ما يحدث، ولكنني كنت محاصرًا بالضبابية والغموض.

وفجأة، تحرك فيكتور باتجاه الصندوق الزجاجي، وهو يبدو غاضبًا ومتوترًا في الوقت نفسه، بينما تنطلق السيدة بيريز بصرخات مكتومة تبدو وكأنها توجه نداء استغاثة. أخذ فيكتور يتحدث بصوت مرتفع ومليئ بالغضب، معلنًا عن قراره بحقيقة صادمة للحضور المذعور.

"ها هي والدتك، رامون، على قيد الحياة. لن تبقى طويلاً وأنت تعرف لماذا. سأقتلك لأنك تجرأت على أن تطمع في ممتلكاتي، وهذا هو السبب الرئيسي إلى جعلني اتشوق إلى قتلك مع أمك العزيزة"

هذه الكلمات التي خرجت من فم فيكتور كانت كالصاعقة في أذني، وأصبحت كلما أنا عليه أكثر تأكيدًا لقناعاتي بأن هذا الرجل لا يملك رحمة .

رامون: "أنا لم أرد قتلها، إنت جعلتني أفعل ذلك."

فيكتور: "تعلم يا رامون، بما أنك كنت جيد في التدريب، كنت سوف تصبح جنديًا ممتازًا، لكنك لن تعيش طويلاً. لكنني لن أنهي حياتك بسرعة. أريدك أن تعاني، أريد أن أشاهد الدم يتدفق من جسدك كقطرات المطر."

نظر إلي وأشار مباشرة في عينيّ بغضب، وقال: "هذه المرأة تعود إلى ملكي منذ أن كانت في العاشرة من عمرها. لم يكن لدي رغبة جنسية فيها، لكن في اللحظة التي رأيتها فيها، كنت أتبع مصيرها، وأصبحت ملكي عندما بلغت الثامنة عشرة. لم أسمح لأحد أبدًا بالاقتراب منها بشهوة خلال انتظارها لكبر سنها. وكل من تجرأ على النظر إليها بشهوة وجد مصيره الموت. فهي ملكي وليست لأي شخص آخر."


كنت أتنفس بصعوبة وارتباك بعد كل ما قاله فيكتور للتو. بالنسبة لي، سماع هذا الكلام من فيكتور كان شيئًا جديدًا بالنسبة لي. لم أكن أعلم أبدًا أنه يعرفني منذ كنت في عمر العشر سنوات. لم أتذكر رؤيته من قبل، ولا حتى بين رجال أبي. حاولت عقلي بجد أن يسترجع شيئًا، ولكن دون جدوى. بالتأكيد، لا أستطيع تذكره، ولكني متأكد من أنني ربما رأيته في فترة من حياتي. أود أن أتذكر، لكن فيكتور لا يبدو أنه يرغب في مساعدتي على ذلك.

Dark emotionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن