في ذلك اللحظة المظلمة، حينما كانت اليأس يعتريني، كانت رغبتي الوحيدة أن يمتلكني أحد، يشعرني بأنني لست وحيدًا في هذا العالم المرير. أردت أن يكون هناك شخص يمد لي يديه، لا ليخرجني فقط من هذه الغرفة مخيفة ، ويجعلني ختبئني في حضن دافئ يعيد إليّ قليلاً من الأمان المفقود.
كان فيكتور يستغل ضعفي، لم يكن بإمكاني فتح عيني بسبب هذا الشعور المخيف والمقيد الذي يحيط بي. كل حركة صغيرة كانت ككسر خفيف في الزجاج، يتسلل الخوف منه ليزيدني رهبة. مشاعر الرهبة كانت تمنعني من الحركة، حتى أصبحت عاجزًا عن مقاومة الخوف الذي اندس إليّ وسط ذلك الظلام.
كانت الأرضية الزجاجية تتأرجح تحت وطأة تلك اللحظة الصعبة، تاركة وراءها آثاراً مفزعة من الصدوع. كل صدع كان مثل نداء صامت يؤكد وحشية اللحظة، وكلما تسارعت نبضات قلبي، زادت تلك الشروخ لتزيد من ألمي. كانت معاناتي تتسارع، وكأن كل حركة صغيرة تجلب معها موجة جديدة من الرهبة.
في تلك اللحظة، كنت أعيش في عالم لا يمكنني التحكم فيه، ولكن لحسن الحظ، أو ربما لسوء الحظ، كان هناك عنصر آخر يلعب دورًا في هذه الدراما، وهو رغم كل هذا الرعب، إلا أنني لم أجد نفسي قد شربت سوى كميات ضئيلة من الماء، مما أنقذني من الانغماس الكامل في جحيم هذه التجربة المريرة.
منذ طفولتي، عاشت روح الخوف من المرتفعات في قلبي، وذلك نتيجة إصابتي بالربو. لم تكن حياتي سوى سلسلة من القيود والتحفظات، حيث كنت محاطًا بعناية فائقة من والدي، وخاصة والدتي، اللذين حرموني من فرص التفاعل الاجتماعي والمغامرات الطفولية. لم يكن لي مجال لاستكشاف العالم خارج حدود غرفتي وساحات المدرسة.
تكوّنت لدي تحفظات ورهابات عديدة، بدأت من الأماكن المكتظة بالناس إلى رهبة المرتفعات، كل ذلك نتيجة تجربة الحياة القاسية. كانت سنوات الحصار الذاتي تلك تمثل جدارًا يحيط بي، مما حال دون اكتساب تجارب مهمة لتشكيل شخصيتي.
تأثرت حياتي بشكل كبير بالحرمان من لحظات الحرية والعفوية، مما أضعف ثقتي بالنفس وأثقل كاهلي بالخمول. كنت محدودة في التجارب، حيث لم يسمح لي والداي بتجاوز الحدود الضيقة للدراسة الأكاديمية. رغم ذلك، تمكنت من العثور على ملجأ في عالم الكتب، حيث كانت القراءة هي المجال الوحيد الذي سمحوا لي بمزيد من الحرية.
عندما نضجت، وبعد توصيات طبية، فُتحت أمامي بعض الأفق للاستمتاع بلحظات بسيطة في الحياة. ذهبت إلى الحديقة للاستمتاع بالهواء النقي، وأمضيت ساعات هناك مستمعة إلى أصوات الطيور وشمس النسمات.
رغم خوفي العميق من المرتفعات، استطعت أن أتحدى نفسي وأدخلت عناصر المغامرة إلى حياتي، سواء بالتسلق على الأماكن المرتفعة أو الركوب في الطائرة. لكنني لا أزال أكافح مع خيالي المظلم تحت الارتفاعات، ففكرة النظر إلى الأسفل تثير الذعر والرعب في قلبي، حيث ينتابني الدوار والهلع، مما يجعلني أعيش هذه اللحظات بحسرة ودموع.
أنت تقرأ
Dark emotion
Romance|| مـكـتملـة || "بين حب شيطان إلى ملاك: 'إنها رقصة مع الظلام، حيث يتجلى الجمال في كل لحظة ممنوعة.' وفي هذا الجو، تركض كاثرين ماركيز بين أضواء الليل، تحمل خوفها كثقل لكل خطوة، وكل نظرة تكون كالمصير. كفتاة جميلة كالملاك، فرت من غموض مدينة مدريد وخبايا...