جسدي يتأرجح بشكل لا يمكن السيطرة عليه في هذا البيئة الباردة التي تخترق عظامي. تتلون مفاصل أصابعي بألم يتسلل إليها، ويتصلب جسدي بسبب الضغط الذي أضعه على يدي، وفي هذه اللحظات تصطدم أسناني ببعضها البعض كتذكير لي ببرودة هذا المكان. غمرتني حالة من الفوضى في أفكاري، حيث يتعذر عليّ تنظيمها بسبب قسوة البيئة المحيطة. يتسارع تناثر أفكاري وتتلاطم كأمواج عاتية في بحر اللاوعي، لكنني بحاجة ملحة إلى استعادة التركيز وإعادة ترتيب هذا الفوضى الداخلية.
وقع الهدوء الثقيل في تلك الزاوية، حيث جلست بصمت وحيدًا، لا زالت ذاكرته مشدودة باللحظة التي غادر فيها فيكتور. عجزت عن اتخاذ الخطوة الأولى نحو الحركة، فالشجاعة هربت معه، والبرودة القارسة تعلو وجهي وتخترق ملابسي.
رفعت نظري بحذر، محاولًا البحث عن أي أثر يشير إلى وجوده. الأجواء تتسارع وتتشابك مع حواسي، وسط همس الرياح الباردة. في لحظة من الضعف، قررت أن يكون لي الرغبة في النهوض والبحث عن ملابسي قبل أن تسلبني البرودة حرارتي الأخيرة.
بعد مضي دقائق قليلة، أدركت تجمع ملابسي في وسط الغرفة، وبدا وكأن كل حركة تتحول إلى تحدي صعب. الألم اجتاح جسمي بأكمله، وكان يظهر حتى في ملامح وجهي أثناء محاولتي السير نحو ملابسي. جلست على الأرض، وبينما كنت أتحرك بتعب، قمت باستعادة بنطالي الجينز، دون الاهتمام بملابسي الداخلية. كان انشغالي الرئيسي هو إعادة الدفء إلى جسدي البارد، وسط ذلك الشعور الشديد بالألم الذي كان يتسلل في كل خيوط عضلاتي.
عندما مررت يدي المرتعشتين على وجهي، شعرت بموجة من الألم تتسلل إلى كل خلية في وجهي الذي أصبح مسرحًا للضرر. إحدى عيني تبرز بانتفاخها، كما أنني لم أستطع فتحها بشكل صحيح، وشفتاي مقطوعتين تعكسان وحشية اللحظة. الخدود توجعني بشدة، والألم ينتقل بين فخذيَّ بشكل مروع، يحفر في عمقي ويترك وراءه أثراً لا يمكن النسيان.
لم يمر وقت طويل على انطلاق اللحظات الصامتة والمظلمة في حياتي، حيث كنت غارقًا في لحظات اللاعدالة واليأس. كانت الساعات تمر كأنها سنوات، وقد شعرت بفراغ في معدتي يتسع مع كل دقيقة تمر. كان الجوع يلتهمني، يتلاشى في كل زاوية من جسدي، مثل الجياع الذين يتسللون في ليالي الظلام.
وكأن ذلك لم يكن كافيًا، بدأت أنوثتي تتحول إلى مصدر للألم، والرغبة في التبول تتسلل إلى وجداني بقوة. ورغم ذلك، كنت أتصدى لها بشدة، فكنت أعلم أن لا مجال للضعف في هذا الوقت الحرج.
أخذت لحظة للنظر حولي، رغبة في العثور على أي بصيص من الأمل أو أي مؤشر على أبواب إضافية للحمام، لكن كل محاولتي باءت بالفشل. كانت الضغوط تتزايد، وكنت في حاجة ماسة لاستخدام الحمام، فلم يكن بمقدوري تأجيلها أكثر.
أنت تقرأ
Dark emotion
Romance|| مـكـتملـة || "بين حب شيطان إلى ملاك: 'إنها رقصة مع الظلام، حيث يتجلى الجمال في كل لحظة ممنوعة.' وفي هذا الجو، تركض كاثرين ماركيز بين أضواء الليل، تحمل خوفها كثقل لكل خطوة، وكل نظرة تكون كالمصير. كفتاة جميلة كالملاك، فرت من غموض مدينة مدريد وخبايا...