كان كل شبر من جسدي يشعر بالتوتر الشديد، وكأن كل خلية فيه تنتظر بتوتر شديد. لم تكن العضلات تتحرك بأي شكل، بينما ثبتت نظرته الباردة على عيني. رغبت في التحدث، في المسألة الكبيرة التي لم يتم الكشف عنها بعد، لكنني لم أستطع سوى البقاء هادئًا، وتركت الرعب يسيطر على أفكاري وتحركاتي. تبدو الدقائق الطويلة التي قضيناها في هذه الحالة كأنها ساعات، حتى أنه بدأ يخفف قليلاً من تعبيره الجامد. وبلا تردد، جلس بجواري، مما زاد من حالة التوتر التي كنت أشعر بها. كانت أنفاسي تتوقف تقريبًا، فهل كان هذا سيئًا؟
"هل هذا هاتفك؟"، سأل وأشار إلى الهاتف الذي كان بيدي. رفعت نظري إلى يده وأدركت أنه كان يتحدث عن هاتفي الخلوي. لم أكن أتذكر أنني قد تركته في الخزانة. سرعان ما ابتلعت ريقي وأجبت بحذر، "نعم، إنه هاتفي".
"أدركت أنكِ قمتِ بزيارة الخزانة اليوم.. هل كنتِ تبحثين عن شيء معين؟"، سأل بتعجب طفيف. لم يكن بيدي خيار سوى الاعتراف بالحقيقة أو المحاولة الفاشلة للكذب. "لا... لقد ذهبت فقط لتخزين قميصك، ولكن يبدو أنني نسيت هاتفي هناك".
صوتي كان يفضحني دائمًا عند محاولة الكذب، وهذا المرة لم يكن استثناءًا. "ها، إذًا! لقد تركته هناك"، قال بابتسامة خفيفة.
"شكرًا لك، هل يمكنك تمرير هاتفي؟"، سألت بانزعاج وتسارع.
"عندما أمسكتُ هاتفي، شعرتُ بارتجاف يدي، وبينما كنتُ ألتقطُ الهاتف، لم أستطعُ إلا أن ألاحظَ فيكتور يُراقبني، ويبدو عليه التأمل في حركات يدي المرتجفة وجسدي الذي يرتجف بكل مكان. كان لدي الفرصة لأخبره بكل ما فعلته وسبب كل هذا الارتجاف، ولكنني ترددت، خوفي من ردة فعله كان أقوى من شجاعتي للكشف عن كل شيء، خصوصاً ما يتعلق برامون. الوضع أصبح فوضى عارمة، ولم أعد أدري ماذا ينبغي عليّ فعله. لقد كذبت بالفعل على الجميع، والآن أجد نفسي في حاجة ملحة للكذب أكثر فأكثر، وكلما زادت الأمور تعقيداً. في هذه اللحظة، أشعر برغبة شديدة في الابتعاد عن كل شيء، قد تكون فكرة الهروب مع رامون هو الحل الوحيد. كان هذا الخيار مطروحاً للنقاش من قبل، لكنني الآن أجد نفسي مستعدة لتحمل مخاطره وتبنيه كخطوة جريئة...
شعرت بالدهشة عندما اقترب مني، وأمسك وجهي بيديه، محاولاً جعلي أنظر إليه بتركيز. كان يظهر على وجهه تعبيرٌ مريب من التفكير والغضب في نفس الوقت.
"هل تشعرين بالخوف؟ وإن كان الأمر كذلك، لماذا؟"
"أنتِ تجعليني خائفة بنظرتك هذه..."
"هل هذا هو السبب الحقيقي وراء ارتجاف جسدك بأكمله؟" سأل بترتيب، بينما كان يلمس شعري برفق ويتحدث بصوتٍ مليء بالغضب المكبوت.
أنت تقرأ
Dark emotion
Romance|| مـكـتملـة || "بين حب شيطان إلى ملاك: 'إنها رقصة مع الظلام، حيث يتجلى الجمال في كل لحظة ممنوعة.' وفي هذا الجو، تركض كاثرين ماركيز بين أضواء الليل، تحمل خوفها كثقل لكل خطوة، وكل نظرة تكون كالمصير. كفتاة جميلة كالملاك، فرت من غموض مدينة مدريد وخبايا...