9

44.7K 1K 206
                                    

شعرت بالذعر يتسلل إلى كياني، فعيناي اتسعتا من وطأة الخوف، ونفسي تأخذها تنهيدات قصيرة، وفي تلك اللحظة، ابتلعت ريقي بتوتر مصاحب لألم يتسلل إلى حلقي.

فيكتور، الذي كان يقف أمامي، نظر إلي بعيون تشتعل بلهيب الحقد، وبدا وكأن بصره يذوب بشدة أجزاءً من بشرتي. كانت كاريت الحمراء تجتاح شراييني بسرعة، مما جعل قلبي ينبض بشكل متسارع.

حاولت جاهدًا أن أهدئه، وأظهر له أن السيدة بيريز ورمون ليسوا مسؤولين عن التوتر الذي يسكن بيننا. أعترف بالدين لهما على حفاوة استقبالهما والمساعدة الغير مشروطة التي قدماها لي. أنا، في هذه اللحظة، أضع حياتهما في خطر بسبب وضعي الراهن، ولذا فإن التوسط لصالحهما يبدو أمرًا عادلًا، حتى ولو كان ذلك يتطلب تحمل جسدي للكسر.

أعتزم بكل جدية المحاولة، وهذا هو أقل ما يمكنني فعله تجاه السيدة بيريز ورمون، اللذين سخروا لي عطفهما بدون أن يطلبوا شيئًا مقابل ذلك.

مع امتلاكي للشجاعة الصغيرة التي تداخلت في وجداني، قررت أن أجمع كل ما بوسعي من قوة لمواجهة اللحظة المروعة. استنشقت أعماقًا من الهواء، وأطلقت صرخة بأقصى قوتي:

"من فضلك، فيكتور، اسمعني. لا تحمل اللوم على تلك العائلة، حتى أنهم لا يعرفون حتى اسمي الحقيقي. كانت لقائي بالصدفة مع السيدة بيريز ورامون."

بغضب ملتهب، رد فيكتور: "أنتِ يا كاثرين!"

انتابتني التوتر وأنا أراقب عينيه التسعة بخوف عندما نهض من كرسيه. حاولت الرد، لكنني وجدت نفسي عاجزة عن النطق، حيث تعلقت الكلمات في حلقي مثل عقدة لا تفك. كان الخوف يتسلل بشكل لا يمكن تصديق حتى أظلت عيناي مظلمتين وغير واضحتين للحظة. شهدت لحظة تخذير حينما استل سلاحًا من خلف ظهره، وقلبي بدأ ينبض بشدة لدرجة توجع صدري، كأننا في طريق للنهاية...

عبر فيكتور المسافة الضئيلة بيننا بغضب، واقترب بحذر كأنه أسد منهك. لم أستطع النظر إليه، بل ثبتت نظرتي على جزء صغير من الطاولة، حاولت التنفس بصعوبة، وكان جسدي ينتظر بفارغ الصبر ما سيحمله لي المستقبل...

تأرجحت بين خيوط الرهبة واليأس في لحظات الاندفاع، حيث اشتدت حدة التوتر إلى أقصى درجاته. كانت رؤيتي لحياتي تتشوش مع نقص الأوكسجين في تلك الغرفة، وعندما وقع المسدس بحذر على رأسي، شعرت بالعجز عن سحب أنفاسي وضيق في صدري يتزايد. كأن الحياة والموت يخوضان معركة حتمية في هذه اللحظة، ولو لم يكن الطلق الناري سبب انقضائي، فإن ضيق التنفس كان يلوح في الأفق بوجهه البارد.

الرعب الذي أسرني لم يقتصر على تجميد الحركة، بل كان كشبكة متينة أُلقيت حولي، حيث توقفت حتى أدق تفاصيل حركتي. لم تتحرك أطرافي، وكفتي العاجزة لم تجد طريقها إلى جيبي للوصول إلى جهاز الاستتشاق، مما ألقى بظلال العجز الكامل على اللحظة.

Dark emotionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن