كانت خطواتي تتسارع في ممر المستشفى، وفي قلبي طُغيان لنبضاته السريعة. أدعوا لنفسي في صمت، مؤمنة أن كل شيء سيكون على ما يرام. وعندما وصلت إلى منطقة الانتظار، اندلعت مشاعري عند رؤية السيدة بيريز. تسارعت نحوها بينما همست:
"ما الذي حدث، سيدة بيريز؟"
ركضت نحوي بعجل، قائلة: "ميا، يبدو أن حالته سيئة حقاً."
"ما الذي حدث لرامون؟"
"تم اعتداء عليه وضربوه بوحشية، تركوه فاقداً للوعي."
"من فعل هذا ولماذا؟"
"لا أعلم، الشرطة قالت إنها تصفية حسابات، لكن رامون ليس له أعداء. أنتِ تعرفينه، إنه دائمًا لطيف مع الجميع، يعمل فقط وأحيانًا يخرج مع الأصدقاء."
"سيكون بخير، سيدة بيريز، أنا واثقة من ذلك."
أخذتها بحضن قوي، حاولت توجيه العزاء ومحاولة فهم السبب. كانت دموعها تنهمر وكأن قلبي يشعر بثقل لم أكن أستطيع تفسيره. بينما كنت أحتضنها، كانت تسأل:
"ميا، لماذا يفعلون هذا بابني؟"
كانت همسات السؤال تلك تملأ المكان، وبينما أحاول مواساتها، كنت أفكر في طبيعة الهجوم. لم تكن محاولة سرقة، ولم يتم الاستيلاء على أي ممتلكات، فكيف ولماذا؟ ظل ذلك السؤال يدور في رأسي، وأنا محاصرة بالشك والخوف.
"من سيفعل شيئًا كهذا لرامون؟ هل يمكن أن يكون...؟ لا! لا يمكن أن يكون، لا يمكن أن يكون!"، كررت في ذهني.
لم يكن هناك دافع للسرقة، ولم تختفي سيارته أو أي شيء آخر، فالهجوم لم يكن نتيجة لصوص. كان رامون دائمًا وديًا، ولم يكن لديه أعداء أو تهديدات. كانت أفكاري تتداول بين الاحتمالات، ولكنني رفضت فكرة أن يكون هو الهدف. لم أكن أرغب حتى في تصوّر ذلك.
لم أستطع النطق باسمه، حيث كانت المخاوف تغمرني بمجرد التفكير في ذلك. كان يمكن أن يكون تحذيرًا فقط، لكنه كان يعلم كيف يلعب بالخوف ويظهر الشر. كان ذلك الشخص المضطرب عقليًا، وكنت أعلم أنه قادر على فعل ذلك.
لم يكن بإمكاني تجاوز الصعوبة في بلع، وكانت اليقين يسكن قلبي بأن الشرطة ستُقدم رأيًا يُلمح إلى ارتباك بين رامون وشخص آخر أو شيء ما. هذا ما كان ينادي به قلبي في تلك اللحظات الصعبة.
"السيدة بيريز؟"، دعاها الطبيب، فركضت نحوه وتبعتها.
"كيف حال ابني؟"
"حالته مستقرة. ورغم خطورة الهجوم، لكن الأشخاص الذين هاجموه لم يكن لديهم نية لقتله. الضربات كانت محددة، تجنبت المناطق الحساسة، ولكن الأطراف العلوية والسفلية تعرضت للإصابة بشكل كبير. كانت كلتا الذراعين مكسورة، والساقين أيضًا، وكان هناك بعض الجروح بسيطة بوجهه. يُظهر الكل أنهم كانوا يرغبون في توجيه تحذير."
أنت تقرأ
Dark emotion
Romance|| مـكـتملـة || "بين حب شيطان إلى ملاك: 'إنها رقصة مع الظلام، حيث يتجلى الجمال في كل لحظة ممنوعة.' وفي هذا الجو، تركض كاثرين ماركيز بين أضواء الليل، تحمل خوفها كثقل لكل خطوة، وكل نظرة تكون كالمصير. كفتاة جميلة كالملاك، فرت من غموض مدينة مدريد وخبايا...
