وقف ياسين أشاردا مام البحر في هذا الليلة المظلمة لا أحد حوله فقط هو والبحر وذكرياته .....ولكنه مثل هذا البحر الذي امامه لا أحد يعرف ما يحويه داخله ....
فلاش باك
عاد ذات يوم من سفرية عمل مع ابيه وبالرغم من شعارات ابيه وقسوته عليه طوال اوقات عملهم الا انه بمجرد أن عاد للقصر نسي كل شئ واتجه لغرفة شيري ...
يتذكر كيف كانت نائمة بهدوء وجسدها الناعم الرقيق ملفوف في بيجاما الحريرية البيضاء وسط الأغنية وشعرها البني منسدل حولها كانت يراها ملاك نائم لا تعرف شيئا عن العالم حوله ولا عن حقيقة ابيهم وحقيقته لا تعرف سوي الحب والدفئ ...
جلس بجوارها واخذ يوقظها بهدوء يحتاج أن يتحدث معها وينهل من براءتها ويملي اذنه بصوتها العذب لينسي ما راي في سفره ...
تقلبت في نومها اثر لمسته وحين استيقظت صدمت بشده والقت نفسها في حضنه فاحتضنها بشدة فقالت :- ياسين اخيرا جيت وحشتني اوي
نظر في عيناها واخذ يبعد خصلات شعرها وقال :- قلب ياسين ....انتي كمان وحشتيني اوي
اعتدلت وقالت :- جبتلي مجموعة الانسيالات الفضة اللي قولتلك عليها
ابتسم علي برائتها وعفويتها التي لا تشبهه هو وأبيه وقال :- جبتلك كل اللي انتي عاوزاه ....بس ايه رايك نخليهم للصبح انا تعبان وعايز انام
شيري بمرح :- نام جنبي ..
ياسين :- انا اصلا جاي عشان انام جنبك ...واخذها في حضنه ونامو سويا ....
نامت هي مرة اخري بعد دقائق بينما هو ظل مستيقظا يفكر في عملهم وأبيه ابيه وقسوة ابيه عليه ....
مئات بل آلاف الذكريات كخناجر ملتهبة غرزت في قلبه منذ طفولته حتي مات قلبه تماما ولم يعد يشعر باي مشاعر انسانيه سوي الانتقام والغضب ....
في شقتها
كانت ريان في غرفتها المظلمة ممدة علي سريرها في دفء وتستعد للنوم بعد ان انتهت من مذاكرتها و تنظر للفراغ بتفكير ...تفكر في حياتها القادمة بأمل وحب لقد وافق ابيها علي موعد الزفاف واخيرا ستبدأ حياة جديدة مليئه بالحب والدفء والأحلام..بيت دافئ واطفال لطيفة ورجل يحبها ويحتويهم ويكون زوجها وابيها واخيها ويعوضها عن ابيها ....يعوضها عن سنوات الوحدة التي عاشتها مع امها طوال حياتها وهي تحلم بالعائلة ودفئها ...
اغمضت جفنيها وزفرت بهدوء ولكن لم تستطع أن أن تأخذ نفسهامرة اخري حين وضع كف خشن وغليظ علي نصف وجهها وكتم نفسها فانتفضت برعب ودفعت الغطاء بعدم تصديق كان احد كوابيس يحدث الان....فاتت ذراع قوية وقاسية انتشلتها من سريرها وكذلك من احلامها وحياتها .....
لم تتحمل انقطاع الهواء اكثر من دقائق حتي خارت قواها وسقطت بين ذراعي الرجل خلفها كعصفور صغير تكسرت جناحيه وسقط في شبكة الصياد ...
أنت تقرأ
الذئاب
Romanceفراشات صغيرة تعتقد أن العالم بستان ورود وقوس قزح وازهار الا أن خطو بأقدامهم بالخطأ أرض الذئاب ... مواعيد التنزيل الخميس والجمعة من كل أسبوع