الفصل السادس عشر

1.7K 95 29
                                    

عاد زين لبيته واوقف سيارته في الجراج بعد طريق سفر طويل قضاه وهي فاقدة وعيها في المقعد الخلفي ....تنهد بتعب فمازال امامه جولة اخري من الغضب والصراخ والبكاء ومواساة فتاة تتعذب بسببه ...

نزل من السيارة وحملها ...كانت تبدو كجثة هامدة فاقدة للروح ....صعد بها لأعلي ووضعها في غرفتها وازاح قيد يدها وفمها وغطاها ثم أغلق الضوء ونزل للاسفل ....

ذهب لمطبخه وهو يمشي بهدوء وبطء ...الشمس حارقة اليوم...اشعتها القوية تتسلل لبيته المظلم من نافذه المطبخ فتضيئة بلونها الذهبي الحارق ....وقف يعد فنجان من القهوة المرة واستند علي الحائط وهو ينتظرها تنضج ...

نظر بعيناه بعيدا ناحية النافذه وشرد ....

كان الجو مظلم والليل يحاوط المكان بسكون قاتل حين وصل بسيارته امام المنزل المهجور الذي وضع كمال فيه عائلته ....نزل من السيارة ومعه حقيبة صغيرة في يده ....وبخفة قاتل متسلل استطاع أن يفتح الباب المغلق وتسلل ٥ي الظلام للداخل الا أن وصل لغرفة نوم كمال وقمر ...

لن بنسي منظرهم وهما نائمان بهدوء ...صديق عمره وعدوه اللدود بلحيته الجديدة وشكله المختلف ينام وبجواره زوجته وهو علي وشك أن يفرقهم للأبد...

اقترب منهم ونظر لكمال عن قرب ...عيناه تتأقلم مع الظلام بقوة من كثرة ما عاش فيه فكان يري ملامح كمال بدقة مثلما يراها في النور ....ولكنه ذهب ناحية قمر لأنها هي التي ستصرخ وتفضحه ...

ذهب بجوارها وفجأة كمم فمها فاستيقظت منزعجة وحين فتحت عيناها واستوعب وجود رجل اخر همت لتصرخ واكن زين احكم قبضتها عليها ظلت تنظر لعيناه في الظلام وهمست برعب أسفل كفه زين .....

ابتلعت ريقها ...لا يعلم زين هل من الخوف ام من الرغبة فهو يعلم انها لطالما رغبت قربه .....استيقظ كمال علي حركة زوجته فقال برعب نصار !!

همس زين بحدة وقتامة:- لو عايز بنتك تعيش تقوم معايا بهدوء ....وانتي لو صوتك طلع ورحمة شيري لأدبحها قدامكم ....

اتسعت عينا كمال من الخوف علي زينة  وقال :- انا ...جاي ..انا جاي معاك 

القي قمر علي السرير وجذب كمال من لحيته وجره للخارج ....لطالما كانت بنيته الجسدية ضعيفة وجسده سمين ولا يستطيع الدفاع عن نفسه.....علي عكس زين وهذا ما كان يجعل قمر تكرهه ....

جذبه للخارج فاستغلت قمر غيابهم وقامت مسرعة ...هي تعلم أن زين لو قرر عدم قتل زينة فسيقتلهم هم مكانها وهاهو قد ساق كمال للخارج كخروف يضحي به ...

ففتحت النافذه وهربت قبل أن يقتلها !!! 

القاه زين أرضا وهو ينظر له في الظلام  .....رأي ضعفه وبكاءه المكتوم وخوفه من الموت فقال :- لو صوتك طلع وبنتك صحبت هتموت معاك ...انت اللي تقرر 

الذئابحيث تعيش القصص. اكتشف الآن