صغيرة فى عالم الأغنياء

الفصل التانى

الفصل الثانى

ما أوجع من الصراخ المكتوم ...

دلف جاسر إلى مكتبه ودلف خلفه مجموعته او رجاله وهو جلس أعصابه مشدوده كوتر كاد أن يتفتك ثم أصدر لهجة صعبة متكررة دائمًا تشبه لهجة طفل بعد موت أمه يسأل عنها بتكرار قائلاً :

_أى الدول اللى عليها الدور

كان يقصد الدول الذى يبحثوا فيها عن رودينا ، فهم كالنمر يبحث فى كل مكان عن وجود الفريسة بأمر من قائدهم الذى أرهقه العشق وسنوات الأنتظار

أجابه معتز بتلقائية وصوت مرهوب ومرتجف يحاول بل حلقه الجاف :

_دورنا عليها فى أوروبا كلها يا بص ...لأنها أقرب للبحر

أخرج من يب بنطاله ورقه مطويه وبدأ بفتحها أمام غضب جحيمى من جاسر وحاول أن يتقدم ليدافع عن حاله :

_د...دى الخريطة وطالما ملقناش حد أسمه رودينا فى تركيا وأوربا واليونان هتكون فى أنهى بلد ... أحنا حطينا صورتها فى كل مكان
وبقت تريند على السوشيال ميديا ...ت تخيل يبوص بيعملوا مسابقات تخمين تكون فى أنهى بلد

لم يشعر معتز إلا بلكمه مركزة جدًا ألقت به لأبعد مكان وخرجت الدماء تسيل من فمه وأنفه بفياضه وكان جاسر من فعل ذلك من غيظه وغله من نيران تفحمه و زلازيل صوتها مسموع من إنهيارة داخليًا شعر بدمائه تفور ومن شده غليانها لم يرى أمامه أحد بدأ يثور ويضرب فيهم وفى كل شيئ ويصيح :

_أغبيه ...أنتوا أغبيه هتجيبوها غصب عنكوا حتى لو فى أعماق البحر لازم ألاقيها

وهنا كان معتز دخل للغرفة ووجد هذا المشهد لم يكُ يتخيل أن العشق يعمى ويغشى بصر صديقه جاسر ، وسؤال غمغم عقله
هل من الممكن تهب الروح فى الجماد أم الهدوء فى الفهد ؟ ، هل العشق سيلهب من كان للثلج مثال أم هذا الشيئ يمكن أن يحدث ويهب الهوى على مفتقده وقاتله ، هل من الممكن أن يصبح الهوى عدو يذيق حلاوته السامه

أخرج معتز رجال جاسر جميعهم وحتى مساعده معتز وأغلق الغرفة عليهم يحاول تهدئه جاسر وهو يتحكم بذراعيه لكنه فوجئ  بلكمه عنيفه فى صدره وصوت جاسر الجهورى يقول :

_مراتى ضايعة رودينا لازم ترجع فاهم روح قول للكل ... وجهز جيوش لو هحتل كل دولة عشان ألاقيها هعمل ده

_ج ...جاسر رودينا مراتك وقعت فى البحر يعنى

قاطعه صوت تحذيرى مرعب :

_هحرمك من لسانك لو كملت ...رودينا عايشة فاهم ...جهز غواصين تانى عشان ندور

سحب معتز من هواء الغرفة الملئ بغضب جاسر نفس عميق وتنهد موافقًا وهو يهز رأسه :

_اللى تشوفه

لم يقدر أن يتحدث ويقول ما يضايقه وهو أن كل أسبوع يحضر غواصين ويبحثوا عن رودينا وتمثلت رودينا فى عقل معتز بأنها سلاح جندى فى عز حرب وحيد بها أو ماء فى حقيقى فى السراب وهنا أجرى معتز أتصال بفرقة الغطس المحترفة التى علمت مباشرةً عملها