الفصل الواحد والعشرون

3 1 0
                                    

كان إستقبال وصال في منزلِ عائلة كات إستقبالًا حارًا،
الجد مالك وإبنته "أم بيلا"و بيلا و أختيها و والد بيلا الذي لم يكن يصدق كل تلك الأشياءَ أبدًا و كان يُخفي ذلك حتى ظهر وصال الذي جعله يؤمن بكل ما يقوله مالك من "تخاريف رجل عجوز"كما كان يرى سابقًا،وما تقوله زوجته بكل إيمانٍ وثقةٍ.
كانت البداية في إتصالِ بيلا بوالدتِها وهي مع وصال وليندا في منزلِ كات المهجور و إعلامِها بكل التفاصيلِ،
لم ترضَ ليندا أن تذهب مع وصال إلى عائلةِ كات لسببٍ لم تكن تعلمه ولكنها أبت بشكلٍ قاطعٍ جعل وصال يتركها على راحتِها بينما ذهب هو مع بيلا إلى المنزلِ،
كان قلبه يخفق بشدة..لم يكن لقاءًا عاديًا بالنسبةِ له،
بل كان بمثابة عودة إلى الوطن أو رجوع طفلٍ تائهٍ لسنواتٍ إلى أحضانِ والدتِهِ!
دخل المنزل ليجد إمرآةُ تظهر في الخمسين من عمرِها إختلط شعرَها الأسود الناعم بشعرٍ أبيضٍ منثور في بدايةِ رأسِها،
إحتضنته بقوةٍ وبكت وهي تقولُ بسعادةٍ:
-أهلًا بالمنتظر،
أهلًا بمن طال غيابه،
أهلًا بمالك قلب كاترينا!

ضحك وصال وأغمض عينيه وإحتضنها بقوةٍ وقد دمعت عيناهُ،
تركته ومسحت دموعَها فوجد رجلًا "عرف فيما بعد أنه والد بيلا" صافحه ورحب به وكذلك تقدمت منه الشابتان وسلما عليه بحفاوةٍ..
و رغم سعادته و صدمته بما يحدث من أشياءٍ لم يتوقع حدوثها يومًا..توقف الزمان بالنسبة له عندما ظهر رجلٌ عجوزٌ يجلس على كرسي متحرك ويقترب نحوه!
في تلك اللحظة لم يتمالك وصال نفسه...كان يشعر أن تجرد من كلِ شيءٍ يخص الواقع.. شعر أنه بالفعلِ مالك!
طارت روحه وركض بجسدِهِ الذي لا يشعر به وإتجه نحو "مالك" ابن كاترينا جلس أمامه قرفصاء و إحتضنه سريعًا بكلِ ما أُوتي من قوةٍ،
كان يضحك مالك عاليًا وقال و هو يمسح على شعرِ وصال الذي على صوت بكائهِ:
-عدت يا مالك..أفنيتُ عمري وأفنت والدتي عمرها ونحن نتظرك..لِمَ تأخرت؟

نطق وصال بتقطعٍ:
-مشيئة الله يا مالك.

بكى مالك و إحتضن وجه وصال بكفيه وقال:
-كانت أمي تحبك كثيرًا..
تحبك حتى أكثر مني أنا إبنها!
كانت تنتظرك حتى ماتت يا وصال ولم تمل لحظةً من هذا الإنتظارِ.

أماء وصال مغمضَ العينين فأكمل مالك وهو يمسح دموعَ وصال:
-الشكر والحمد وكل الإمتناء لربي أنه أعطاني العمرَ لأراك قبل أن أموت..

قبّل وصال كفَ مالك وإحضنه بين يديه وقال:
-بل أنا المُمتنُ لربي أنه جمعني بكم،
عائلتي وعائلة حبيبتي..كات

ازدرد ريقَهُ بصعوبةٍ وأكمل وهو ينظرُ أرضًا:
-لم أكن أفهم شيئَا بشكلٍ جعل أيامي الماضية سوداء وكئيبة،
كنتُ مُضلل لا أدرك مشاعري ...لا أفهم من تلك التي ظهرت من العدم و إختفت كسرابٍ لم تترك خلفها أثرًا بل ولم يراها شخصًا سواي!
كان الأمرُ غريبًا يا مالك..لم أكن أفهم أي شيءٍ بمعنى الكلمةِ!

أماء مالك مُتفهمًا وهو يبتسم فإبتسم لم وصال بحنانٍ
قالت أم بيلا مُرحبةً وقد اقتربت لتمسح على شعرِ وصال:
-هيا لندخل يا وصال..أو مالك أفضل،
وقبل أي شيءٍ هيا لنتناول الغداء سويًا.

جُنوني الجميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن