-كان يومٌ رائعًا،
ربما عانيت من ضغطٍ بداخلي وضيقٍ بصدري كوني سأخرجُ لتجمعٍ ولملاقاةِ الآخرينِ وقد تعودتُُ على تحاشي البشر و التجمعات منذ سنين لكنني حقًا استمتعتُ كثيرًا.. وربما عرفت شخصيتهم عن قرب،
لوريس الغاضب دومًا و وصال اللطيف و أزورا الحسناء جميلة الوجهِ والاسمِ والشخصية، والتى بالفعلِ قادرةٌ على سرقِ القلبِ والعينِ بسهولةٍ لم أعهدها في بشريٍ من قبل!
لمةٌ لطيفةٌ مليئةٌ بالحبِ والضحكِ والمشاعر الصادقة،
و لكنني أعلم أنني من المستحيلِ أن اتقرب منهم واختلط معهم إلى حدٍ كبيرٍ يتخطى هذه الحدود الموضوعة الآن.. لكنني اسمتعتُ حقًا بالحديثِ معهم عن نفسي وعن قطتي و والدتي و حياتي!
تضايقت عندما علمت أنهم يشربون الخمرَ و هذا أكثر ما أكرهه في حياتي فلن انسى مهما مر الزمن ما الذي كان يفعله الخمر بوالدي؛
على حسب ما قالته أمي فكان يمثل له "ترياق الشر" وما إن يتجرعه حتى يتحول لوحشٍ يدمر كلَ شيءٍ.. يسبُ و يضربُ أمي و أي شخصٍ بلا سببٍ و يحطمُ أي شيءٍ أمامه بلا تفكيرٍ وكأنه يصبح شخصًا آخر!لا أريد تذكر ذلك الآن.. لا أريد أن أتذكر أي شيءٍ حزينٍ يُعكر مزاجي فقط أتمنى أن يُعاد اليوم،
" أتمنى أن يبتعد عننا والدي إلى الأبدِ ولا أقابله أبدًا.. أتمنى أن تعودي لي يا بيري..و أتمنى من كلِ قلبي الحياة الدائمة لأمي!"
وهكذا اختتمت نصَها اليومي الذي تختتمه بنفسِ الخاتمةِ كل يومٍ و كأنه دستور في مذاكراتِها فهي لا تملكُ شيئًا في الحياة أغلى من والدتِها وبيري ولا تملك شيئًا أبغض لقلبِها من والدِها.
ارتمت على السريرِ بإرهاقٍ بعدما تناولت عشاءَها مع والدتِها وأغمضت عينيها وهي تحتضن وسادتَها بحبٍ وقد أحست بسعادةٍ عارمةٍ في داخلِها. ------------------------------------------------------------
استيقظت في وقتٍ باكرٍ كعادتِها ولكن على غير العادةِ وجدت أمها لم تستيقظ بعد،
غسلت وجهَها و أمسكت بهاتفِها "بعدما اطمئنت أن والدتها بخيرٍ ولكن الوقت باكرٌ للغاية فحسب"
تفحصت الاشعارات وظلت تُقلب في ال"فيس بوك" بمللٍ حتى أُرسِلَ إشعارٌ غريبٌ أربكها حتى ألقت بالهاتفِ سريعًا وضمت كفيها إلى قلبِها من الفزعِ.
كان طلبَ صداقةٍ من شخصٍ يُدعى "وصال" وصديقٌ مشتركٌ أزورا فعلمت أنه هو.. ذلك الشاب اللطيف الذي أفزعها في البدايةِ ثم نال إعجابها!ترددت و فكرت مليًا قبلما تضغط بسرعةٍ خشيةً أن تتراجع على "رفض" ثم تركت الهاتفَ و نظرت أمامها في اللاشيءٍ و هي تتمنى أن تمرَ الساعات لتستيقظ والدتُها.
ضمت رجليها إلى صدرِها و أحاطتهما بذراعِها وقد استندت برأسِها على ركبتيها
ولم تمر دقائقُ حتى اتسعت عينيها من الصدمةِ عندما سمعت صوتَ إشعارٍ لرسالة على "ماسنجر"..أيُعقل؟
مسكت الهاتفَ و فتحته بتوترٍ لتجد طلبَ المُراسلةِ من وصال وقد كتب:
-أهلًا ليندا،
صباحُ الخيرِ
تعبتُ حتى وجدتُ حسابَكِ.. لِمَ لغيتي طلبَ الصداقةِ؟
أنت تقرأ
جُنوني الجميل
Romantizmأن يبعث أحدهم النورَ بداخلِكَ و يُحدثُ جلبةً في مشاعرِك.. أن يعشقك شخصٌ كما أنت.. بلا أي تزييف!