أمسكت قارورةَ العطرِ العتيقةِ و رشت منها على رصغِها وتنفست بعمقٍ وهى لا تفهم لِمَ هي سعيدةٌ و متحمسةٌ لهذا الحدِ؟
من الوهلةِ الأولى التى رأت بها وصال وقد شعرت بشيءٍ تحرك داخلها،
شعرت حينما نظر إليها وعينيه متأسفتين وكأنها تقف أمام بيري!
حتى أن لسانها قد لُجِم في هذه اللحظة عندما دققت و قفزت بيري إلى مخيلتِها،
شعرت وكأنه روحَ رفيقةِ عمرِها تجسدت أمامها في شخصيةٍ آخرى.. أما هو، فلِمَ انجذب لها لهذا الحدِ؟
هل تُذكّره بشخصٍ ما كما هو يُذكّرها؟
ولِمَ أصر منذ المرةِ الأولى أن يتحدثَ معها رغم أنه وضع نفسَهُ في موقفٍ لا يُحسد عليه ولا يتمنى أحد أن يوضع به!
ثمة شيءٌ خفيٌّ بينهما.تركت أحمرَ الشفاةِ الوردي و مشطت شعرَها وتركته مفرودًا على ظهرِها و إبتعدت عن المرآةِ قليلًا ليظهر كاملَ جسدِها.
بنطالٌ قماشيٌّ أسودُ اللونِ واسعٌ و قميصٌ أبيضٌ به نقوش خفيفة سوداء على كتفيه ونهايته بداخلِ البنطالِ و رفعت رجلَها ودارت ليظهر الحذاء النسائي الأسود.
بدت جميلةً للغايةِ، حتى أنها لم تُصدق عينيها..
نظرت إلى الساعةِ لتجدها السادسة ومعادهم في الثامنةِ عند الشاطيءِ القريبِ نسبيًا من بيتِها.
فتحت بابَ الغرفةِ وخرجت لتقف أمام أمها التى ما إن رأتها حتى صفقت و أطلقت صفيرةَ إعجابٍ فضحكت ليندا بخجلٍ و انحنت بمزاحٍ و كأنها على المسرحِ.-هل ملابسي متناسقة؟ وماذا عن مكياجي وشعري؟
"سألت ليندا بشغفٍ"
ابتسمت الأمُ وقالت:
-جميلةٌ مثل العادةِ و أجمل!ولكن لِمَ كل هذا الإهتمام؟ هل وقعتِ في حبِ شابٍ في الكليةِ من أول أسبوع؟
"سألت بخبثٍ وهي تُضيق عينيها"عقدت ليندا حاجبيها و قالت بصرامةٍ:
-ما الذي تقولينه يا أمي؟
إنه فقط شخصٌ لطيفٌ.. وأخبرتك من قبلِ عن علاقتي الروحية به و مدى تشابه روحه وطريقة حديثه ونظرة عينيه مع بيري!
أعتقد أنني سأقع في حبِهِ بالفعلِ.. ولكن كصديقٍ ليس إلا!كانت تستمع الأمُ إلى كلامِ ليندا بتركيزٍ وهي ترتشفُ الشاي و ما إن انتهت ليندا من وصلةِ عصبيتِها الغير مبررةِ حتى قالت الأمُ بسخريةٍ:
-و لِمَ انفعلتي و انفجرتي في وجهي هكذا و أنتِ تعلمين جيدًا أنني أمزح فقط؟نظرت لها ليندا بعدمِ فهمٍ و شيءٌ من الضياعِ قد ظهر في عينيها ولم تستطع أن تتحدثَ فأكملت الأم:
-أنا فقط أخاف عليكِ يا بنيتي..أنتِ صغيرةٌ لتفهمي البشرَ جيدًا بعد،
أخافُ عليكِ إنبهار البداياتِ و لعنة النهايات.. أخاف عليكِ من التعلقِ والإعجابِ والسهرِ والتفكيرِ والصعودِ إلى أعلى سماء ثم الهبوط فجأةً بطريقةٍ قاسيةٍ على قلبِِكِ الصغيرِ.كانت ليندا تنظر إلى أمِها بتركيزٍ شديدٍ و تحرك عينيها مع يدي أمِها وهي تشرحُ لها و هوى قلبَها أرضًا ما إن هوت يدُ الأمِ حتى وضعت كفَها على صدرِها بفزعٍ.
سرحت أمامها في الفراغِ وهي تفكرُ،
ما الذي تفعله؟
مهما كان لطيفًا معها و ذا عينين لامعتين فيبقى في النهايةِ شبًا لا نعرفه ولا يعرفنا!
من الممكنِ أن يكون إستغلاليًا يودُّ كسرَ قلبِها أو ما شبه.
أنت تقرأ
جُنوني الجميل
Roman d'amourأن يبعث أحدهم النورَ بداخلِكَ و يُحدثُ جلبةً في مشاعرِك.. أن يعشقك شخصٌ كما أنت.. بلا أي تزييف!