الفصل التاسع

8 2 0
                                    

لم يكن يومٌ عاديًا على ليندا،
اليوم الدراسي الأول لها منذ سنواتٍ و هي ليست وحيدةً!
كعادتِها جلست في الصفوفِ الأولى في المحاضرةِ لكن تلك المرة لم تكن وحدها،
كان وصال يجلس بجوارِها و يُنصت للأساتذةِ كما تفعل هي..
كانت سعيدةً للغاية حينما ذهب كلاهما و سلما على باقي الشلةِ و وقف معهم وصال لدقائقٍ كانت هي صامتةً فيها ثم وقف بجوارِها و إستند بذراعِهِ على كتفِها.... عاد لها هي!

-اذهب و كن مع أصدقائكَ!
"قالتها ليندا بحرجٍ"

-لا عليكِ، أودُّ أن أكونَ معكِ ليندا.
سئمتُ ثرثرتهم!

ضحكت حينها كثيرًا من طريقةِ كلامِهِ الطفولية و تكاد تجزم أنها لم تتوقف عن الضحكِ حتى نهايةِ اليومِ!

و مرت أيامٌ و أيامٌ و أسابيعٌ حتى أنهم أكملوا شهرين و هما صديقان و احتفلا سويًا بهذه المناسبة‌ِ السعيدةِ في السينيما حينما طلب هو منها أن يتنزها سويًا في هذا اليومِ بإلحاحٍ شديدٍ و لم يكن يخطر على بالِها أنه سيحتفل بهذه المناسبة‌..
كان يومٌ رائعًا لم تنساه ليندا أبدًا،
كان لطيفًا للغاية معها في ذلك اليومِ..بل أنه حنونٌ و لطيفٌ في كلِ يومٍ!

كانت تشعر بغصةٍ في حلقِها كلما نظرت له و تذكرت بيري،
كانت تقتنع أن مصادقتَها لأُناسٍ آخرين يعني أنها تخونها، و هذا الإقتناعُ كان مترسخًا فيها منذ كانت بيري معها!
كانت تخشى كثيرًا أن يحتلَ أحدهم مكانَ بيري في قلبِها منذ كانت صغيرةً؛ فإبتعدت عن كلِ البشرِ عدا أمها التى عوضتها كثيرًا عن فقدانِ بيري.
لذا فوصال بصفتِه جاء و أضاف النور‌َ لحياتِها.. أصبح يعني لها الكثيرُ.

تفكر كثيرًا في هذا الأمرِ وهي معه،
ماذا لو كانت نهايةوصداقتهم فراق؟
ما من شيءٍ دائمٍ في تلك الدنيا و العلاقات تنتهي لا محالة!
ماذا لو كان شخصًا غير لطيفٍ بتاتًا؟
ماذا لو كان شريرًا و يُخفي ذلك؟
ربما طريقةُ تفكيرِها الطفولية تلك تكونت نتيجةَ أنها كانت لا تتعامل مع بشرٍ منذ الكثيرِ من الوقتِ و لكن ما إن يُناديها وصال و يتحدث بطريقتِه الشغوفة الطفولية تلك تنسى كلَ شيءٍ تفكر فيه و تتجرد من شخصيتِها التى ترتعب من الهواءِ تلك و تعودُ لصديقِها اللطيف و حياتها التى أصبحت رائعةً منذ قدومِهِ..
تتذكر أنها في مرةٍ حينما كانا جالسين يأكلان البوظة على الشاطيءِ لفت له و نادته بجديةٍ و هو مشغولٌ عنها:
-وصال،
انظر لي سريعًا!

فُزِع حينها و صرخ:
-ما بكِ؟

-أحبك كثيرًا وصال.
"نطقت بها سريعًا و ضحكت"

أُنيرت المصابيحَ في عينيهِ و قال:
-حقًا؟
و أنا أحبك كثيرًا.. أكثر من أحلامي و نفسي وكلِ شيءٍ حتى البوظة.

أحست بمدى رقةِ روحِهِ وطفولتِهِ حينها و تشجعت لتُكمل:
-أضفت البهجةَ في حياتي،
جعلت مني شخصًا ثانيًا مختلفًا تمامًا..
إنك حقًا مصدر أمني و أملي..سأشكر الله دائمًا عليك مادام نورُ روحِكَ بداخلي يُضيئ روحي و قلبي!

جُنوني الجميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن