الفصل الرابع والعشرون

23 2 1
                                    

كانت المرة الأولى منذ فترةٍ ليست بالقليلةِ لدخول وصال منزلِ عائلة كات مرة آخرى،
أحس بألمٍ في صدرِهِ عندما رأى الحزن يخيم على المنزلِ...و زاد الألمُ عندما دخل ليرى العائلة ترحب به و مالك ليس معهم.
ولكن ما جعله يسعد حقًا هو أن كرسي مالك المتحرك مازال موجودًا في مكانِ مالك في غرفةِ الجلوسِ.

-يا لها من عائلة وفية ودافئة!
"قالها في نفسِهِ قبلما ترتمي بيلا في حضنِهِ بقوةٍ وتبكي"

ظل يُربطُ على رأسِها و ظهرِها وقال:
-اشتقتُ لكِ بيلا..
اشتقتُ لكم جميعًا!

دخل معهم إلى غرفةِ الجلوسِ و كالعادةِ جلس مع أم بيلا في الشرفةِ يرتشفان كوبين من القهوةِ،
كان يحكي لها عن كلِ شيءٍ..كان مفتقد النظرةَ الحنونة الدافئةَ من عينيها وعناقها اللطيف.
حكى عن ليندا، الإمتحانات والمذاكرة، حالته النفسية السيئة وحتى الطبيب النفسي رغم أنه كان سرًا بينه وبين ليندا...لكنه لم يُسيطر على نفسِهِ فهو كان يحتاج حنانَها بكلِ قوةٍ.
بينما كانا سويًا إذ جاءت بيلا تركض وهي تصرخُ فرحًا وقالت:
-أمي،
لقد جاءت أختي!
"شاين" هُنا!

صُدِمت الأم و قالت وهي تفزُ واقفةً:
-ماذا؟

خرجت الأم سريعًا من الشرفةِ وتبعتها بيلا بينما وقف وصال على وجهِهِ علامة إستفهام!
هناك فتاة آخرى في العائلةِ؟
لم يُخبرني أحدٌ!
إتجه إلى الصالةِ ببطءٍ ليجد فتاة ذات شعرٍ طويلٍ وهذا ما رآه منها ،
كانت الأم تحتضنها بشدةٍ بينما الفتيات من حولهما واقفات فرحات مُتحمسات للغاية!

إلتفت تلك الفتاة لوصال وقالت لوالدتِها بإستغرابٍ:
-من هذا الشاب؟

في تلك اللحظةِ لم يسمع وصال ردَ الأمِ ..رُبما صمت الجميعُ من حولِهِ!
ربما صُما أُذُناه،
شعر بقلبِهِ يسقط من قفصِهِ الصدري..
كانت تشبه كات حد اللعنة!!!
حتى في طريقةِ إلتفاتِها وحديثِها المليء بالثقة والهيبة!
الشعر والنظرة والجسد والعين واللون وحتى الصوت...كلُ شيءٍ!

-وصال!
"أفاق على صوتِها وهي تمدُ يدَها له لتُسلم عليه"

مدَّ يده بصعوبةٍ وقال بنبرةٍ مبحوحةٍ:
-أهلًا بكِ..شاين.

-أهلًا بك!
"ردت بإستغرابٍ ثم عادت لوالدتِها"

دخلوا جميعًا إلى غرفةِ الجلوسِ بينما وقف وصال في الصالةِ يراقبها وهو فاقدٌ للوعي تمامًا،
ظل ينظر لمكانِها الفارغ وهو يحاول أن يستوعب ما الذي يحدث!
ما هذا؟
أين أنا؟
هل أنا أحلم؟
من تلك التي سرقت وجه وصوت وجسد وشعر ومشية وهيبة كات؟
من تلك التي سرقت قلبي؟!

رأى بيلا تقتربُ منه فأفاق من شرودِهِ ونظر نحوها وعلى وجهِهِ شبحُ إبتسامةٍ،
وقفت بيلا أمامه وقالت:
-ماذا دهاك؟
كنت واقفًا كالأبلهِ بينما مدت هي يدَها طويلًا و كنا نُنادي عليك جميعًا!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 08, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جُنوني الجميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن