و كما يحدث يوميًا،
ليندا تستيقظ بتثاقلٍ بعدما انقطع نفسُ والدتها لتيقظها للمرة الألف تقف فى الصالةِ لتنظر إلى الساعة و يأكل الندم قلبَها لأنها لم تنم كفاية و سهرت حتى ساعة متأخرة و تدخل المطبخَ لتجد أمها تنظر لها غاضبةً فتُصالحها بقبلةٍ على جبهتِها و تفطران سويًا و تتجهز لتذهب إلى الكلية.آخر يوم في أول أسبوع في الكلية،
قضت الأسبوعَ الأول و هى تتحاشى أزورا و وصال و باقي المجموعة الصغيرة و إن تحدثت معهم فيكون سلامًا بسيطًا و تنسحب لأي حجة لتجلس وحيدةً في زوايةٍ منعزلةٍ وتقضي الوقتَ هكذا حتى تعود إلى منزلِها لترتمي بأحضانِ والدتِها وسريرِها و قطتها الصغيرة.كانت الساعة السابعة مساءًا و قد بدأ الليلُ في الحلولِ،
تجلس ليندا في غُرفتِها ترسم رسمةً لحديقةٍ صغيرةٍ،
بها زهورٌ و أشجارٌ و عربة البوظة و العديدُ من الأشياءِ التى توجد بأي حديقة، و في زاويةِ الورقة اليُمنى تجلس فتاتان على مقعدٍّ مُمسكتين بالبوظة.
ترسم بطريقةٍ طفوليةٍ فهي لا تُتقن الرسم عدا عند فتاةٍ من الفتاتين.ملامحُ بيري الجميلة لم تغيب عن رأسِها للحظةٍ.
شعرُها الأشقر القصير بخصلاتِهِ الملساءِ، عينيها الصغيرتين بلونِهما العسلي و بشرتُها البيضاء الوردية.
ترسمُها بإتقانٍ لا يُناسب باقي تفاصيل اللوحة التى تُبين أن الراسم لم يتجاوز الثامنة من عمرِهِ!ليست الرسمة الأولى التى تُتنقها لها ليندا لهذا الحدِ؛
فليندا لديها حوالى عشرون رسمةً لها، ما إن تحضر بيري في ذهنِها و تبدأ في رسمِها حتى يجري القلم في يدِها سابقًا إياها واصفًا بيري بكلِ دقةٍ و حبٍ.نظرت ليندا نظرةً أخيرةً للرسمةِ ثم نهضت لتضعها مع باقي الرسومات في الصندوقِ الذهبي الخاص بأي شيء يخص صديقتها المتوفية.
ما إن أغلقت الصندوق حتى سمعت صوتُ رنينِ هاتفِها،
تركت الصندوق على المكتبِ و ركضت نحو الهاتفِ لتجد المُتصل مجهول!زفرت بضيقٍ و تركت الهاتف جانبًا يرن وحده حتى تذكرت أنها أعطت رقمَها لأزورا صباحًا!
التقطت الهاتفَ سريعًا و ردت بتوترٍ
-ليندا؟
"سألها الصوتُ الأنثوي الذي علمت أنه صوت أزورا عندما دققت به جيدًا"-نعم،
أهلًا أزورا!
"قالت مُرحبةً"-أهلًا ليندا،
اشتقتُ لكِ!-لقد كنا سويًا في الصباحِ أزورا!
"أجابت ليندا مازحةً"-و أنا لن أتصل لأقولُ لكِ هذا يا فتاة!
في الحقيقةِ، اتصلتُ لأدعوكِ لقضاءِ عطلةِ نهايةِ الأُسبوعِ معنا.أجابت ليندا بتلعثمٍ:
-حقًا...أين ستقضونها؟-في منزلي.
"ردت سريعًا بنبرةٍ مُشجعةٍ"
أنت تقرأ
جُنوني الجميل
Storie d'amoreأن يبعث أحدهم النورَ بداخلِكَ و يُحدثُ جلبةً في مشاعرِك.. أن يعشقك شخصٌ كما أنت.. بلا أي تزييف!