الفصل الثامن

10 2 0
                                    

بدايةُ الأسبوعِ،
تتعمد الأمُ إحداثَ ضجيجًا في المطبخِ بينما هي تُعدُ الإفطارَ لعل تلك الجثة النائمة في غرفتِها تستيقظ كي لا تتأخر على الكليةِ.
و بعد الكثيرِ من المحاولاتِ استيقظت ليندا على صوتِ أمِها تُناديها بغضبٍ ونفاذِ صبرٍ كعادتهما الصباحية،
قامت من على فراشِها و قفزت إلى مكانِ نومِ قطتِها و قبّلتها وهي تأكلُ ثم اتجهت إلى الحمامِ وانتهت ودخلت  المطبخَ،
حيث توجد الأم الجميلة العابسة -كما تناديها ليندا كل صباحٍ-
و الفطورُ الساخنُ مع كوبيّنِ شايٍ بحليبٍ.

هذا الصباحُ لم يكن كأي صباحٍ بالنسبة لليندا،
نامت سعيدةً بالأمسِ و هي تشعر بروحِها تتراقص مع العصافيرِ و طوال الليلِ تتمحور أحلامَها حول "صديقها اللطيف الجديد" و مقابلةِ أمس و مقابلة اليومِ و العديد من تدخلات بيري و كلامها و نصائحها كالعادةِ.. أحلامٌ سعيدةٌ حقًا كما تمنى لها وصال ليلةَ أمسٍ!

كانت تتنقلُ في المنزلِ و هي تتراقص و تدورُ تارة و تقفز تارة آخرى و تُدندن و الابتسامة تعلو وجهَها ولم تفارقه منذ فتحت عينيها!

إحتضنت أمَها بحنانٍ و قبّلت جبهتَها و تنهدت و قالت:
-صباحك سكر أمي!

كانت تنظر لها أمها بدهشةٍ من هذا التحولِ المُفاجيءِ!
منذ متى و هي تستيقظ سعيدةً و إبتسامتها من الأذنِ اليمنى لليسرى هكذا؟
والتنهيدة و الاحتضان الغريب!

وضعت كفَها على جبهةِ ليندا و قالت تمازحها:
-هل حرارتكِ مرتفعة أم أصابكِ شيءٌ ما؟
أين ليندا؟

ضحكت ليندا و قالت وهي تشير إلى الأعلى:
-بين السحابِ!!

ضحكت الأمُ و قالت:
-صباحُ الخير طفلتي!
أتمنى أن تكوني سعيدةً للأبدِ هكذا!

ابتسمت ليندا و بدأت في تناولِ الإفطارِ بسرعةٍ و هى سارحةٌ في اللاشيءِ بعينين لامعتين،
كانت تراقبها أمها بنشوةٍ حتى انتهت و قامت لتُبدل ملابسَها على عجلةٍ من أمرِها.
انتهت سريعًا و وقفت تُمشط شعرَها و تضع القليلَ من المكياجِ على وجهِها فسمعت صوتَ طرقٍ على البابِ فقالت:
-ادخلي يا جميلتي.
فتحت أمها البابَ و دخلت وجلست على طرفِ السريرِ و ظلت تنظر لها عبر المرآةِ و هي تتجهز.

-هل تحدث معكِ بالأمسِ؟
"سألت الأمُ بإهتمامٍ"

تركت المشطَ من يدِها و أخفضت رأسَها و أمائت فضحكت الأمُ و تحدثت ليندا:
-كان كلامه لطيفًا للغايةِ كالعادة،
سعد بلقائي و شكرني كثيرًا و أخبرني أنه أحب شكلي و شعري أيضًا.. و أنه ممتنٌ لي!
كان يردُ عليا سريعًا و بإهتمامٍ كبيرٍ يا أمي،
و قلبي أقسم لي أن ثمةَ شيءٍ مختلف في هذا الشابِ.. يخص بيري.

-كيف كان ردك على كلامِهِ؟
"سألت الأمُ قبلما ترتشف من كوبِ الشايِ"

-أجبتُ بأنه صديقي ولا شكر بيننا، و أنني كنتُ أسعدَ منه،
و تحدثت معه عن بيري..
قصصتُ عليه كلَ شيءٍ و تعاطف معي كثيرًا و طار فرحًا حينما أخبرته عن إحساسي الأول بأنه يشبهها في التفكيرِ العظيمِ و الشكلِ قليلًا..
كان سعيدًا للغاية!

جُنوني الجميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن