دخلت من بابِ المنزلِ وعلى وجهِها ابتسامةٌ عريضةٌ.. تشعى بسرورٍ لم تعهده منذ سنواتٍ عديدةٍ!
كانت الأمُ تجلس في الصالةِ تُشاهد التلفازَ بعدمِ إهتمامٍ و نهضت بسرعةٍ ما إن رأت ليندا أمامها و سألت بشغفٍ:
-ماذا حدث؟
طارت ليندا نحو أمِها وقالت بعينين لامعتين:
-لطيفٌ للغاية!
ألطف وأجمل مما تخيلين!جلست ليندا على الأريكةِ وتبعتها أمها وتدلت ليندا بطريقةٍ طفوليةٍ واستندت برأسِها على ظهرِ الأريكةِ وظلت تهذي بكلماتٍ متفرقةٍ:
-يُشبهها،
شغفها و تفكيرها،
طريقة تحدثها ومشيتِها!
ودودٌ و لطيفٌ للغاية وذوقه رائع في كلِ شيءٍ!كانت أمها تُراقبها بسعادةٍ مُستندة بوجهِها على كفِها و تتأملها بينما هي في حالةِ انتشائها.
أغمضت ليندا عينيها وهي مازالت مُبتسمةً فكادت الأمُ أن تتحدث لتقطعَ الصمتَ و تفهم ماذا حدث فنطقت ليندا وهي بوضعيتِها:
-قال لي: انتبهي على نفسِكِ،
راقبني وأنا أعبر الطريقَ حتى وصلت إلى الجهةِ الآخرى،
وصل قبل الميعادِ بوقتٍ ليس قليلًا لكنه اعتذر حينما وجدني وصلتُ قبله!
ماذا أقول يا أمي؟
إنه حقًا روحُ بيري تجسدت في جسدِ ولدٍ!ضحكت الأمُ و قالت:
-فيما تكلمتما؟ وكيف كان ينظر إليكِ؟اعتدلت ليندا في جلستِها ونظرت إلى أمِها وبدأت في الحديثِ بجديةٍ:
-تكلمنا عن الكلية و عن أشياءٍ عامةٍ و أخبرني عن شيئين لطيفين للغاية!
أحببتُ حلمَهُ الصغير و أحببتُ وصفَه لمشاعرِهِ.. أحببت طريقةَ كلامِهِ و تفكيرِهِ المُذهل!-ما هما؟ "سألت الأمُ بإهتمامٍ"
-حلمُهُ وهو صغير.. كان يودُ أن يكونَ بحارًا حرًا تعصفه الرياح حيثما تريد و ترمي به الأمواج إلى أي مكانٍ تشاء!
تفكيرُهُ عفويٌ وجميل-و الشيء الآخر؟
"نطقت الأم حينما وحدت ليندا توقفت وتنهدت بعمقٍ"-أخبرني أنه في المرةِ الأولى التي رآني فيها شعر بأنه يريد أن يتحدث معي بأي طريقةٍ كانت،
و أنه ظن أننا...صمتت ليندا ونظرت إلى كفيها المتعانقين بإحراجٍ
،فقالت الأمُ بعدمِ فهم:
-أنكما ماذا؟-أننا تؤام روح!
"نطقت بها ليندا و غطت وجهَها بكفيها و نضهت مُسرعةً إلى غرفتِها."ارتمت على السريرِ و ظلت تصرخ صرخاتٍ مكتومةً..
لا تدري لِمَ تفعل كلَ هذا ولِمَ تشعر بهذا الكمِّ من المشاعرِ.. كل ما تدريه وتعرفه تمام المعرفة أنها سعيدةٌ للغاية.هدأت قليلًا و نهضت لتربط شعرَها الذي مازال حرًا طليقًا منذ كانت في الخارجِ واتجهت للدولابِ لتُبدّل ملابسَها سريعًا وما إن انتهت فالتقطت هاتفَها و لفت كتفيها بشالٍ خفيفٍ و فتحت الشرفةَ لتجلس و تُمارس عادتَها المفضلةَ،
جلست على الكرسي و نظرت للقمرِ تتأمله بإحراجٍ ولا تدري ماذا تقول.. تشعر به يراقبها.. شعورٌ مختلفٌ يحتلها اليوم من ناحيةِ كلِ شيءٍ.
شعرت بغصةٍ في حلقِها عندما تخيلت شيئًا ما و توقعت أن يحدث فقالت سريعًا:
-لا تغضبي مني، أحبكِ أكثر من أي شخصٍ مهما كان.
لا تشعري بالغيرةِ يا صديقتي إنكِ الأولى والأخيرة.. وتعلقي الشديد به ليس بسببٍ إلا أنه يشبهك قليلًا..أحبك كثيرًا بيري و أحب لطافته و تشابهه معكِ فقط!
قامت من على الكرسي و قبلما تدخل التفتت وقالت بحزمٍ:
-بوسةٌ لروحِكِ أيتها الجميلة الغيورة.
أنت تقرأ
جُنوني الجميل
Romanceأن يبعث أحدهم النورَ بداخلِكَ و يُحدثُ جلبةً في مشاعرِك.. أن يعشقك شخصٌ كما أنت.. بلا أي تزييف!