الفصل الثامن عشر

4 1 0
                                    

فتح وصال عينيه بثقلٍ ليجد ليندا تجلس بجوارِ رأسِهِ تُغطي وجهَها بكفيها وتبكي..

خرج صوته هزيلًا:
-ليندا..ما بكِ؟

-وصال!
هتفت بإسمِهِ وظهر وجهُها الذي احتل الفزع معالمَهُ

-أين نحن؟
ماذا دهاكِ لِمَ تبكين؟

هدأت وقالت:
-نحن في منزلِ كات..
أُصبت بإغماءٍ بسببِ بكائِكَ المتواصل ولم أكن أعلم ما الذي عليّا فعله فجلستُ أبكي بقلةِ حيلة!

إبتسم بتعبٍ و دار بعينيه في الغرفةِ..كان على السريرِ وهي بجوارِه فقامت وقالت:
-أنا خائفة لأننا بمفردِنا هنا والشارع خالي فالناس مازالوا نيام..إنها الثامنة تمامًا الآن!

-عودي إلى المنزلِ وإتركيني هنا.
"رد بصوتٍ هادئٍ وهو يدسُ رأسَهُ في الوسائدِ"

-هل جُننت؟
أنا لن أخرج من هنا وحدي..

-وأنا لن أغادر الآن..ربما لن أغادر أبدًا.
"رد بتأكيدٍ"

-إذن لنجلس سويًا هنا و للأبد.
"قالت وهي تجلس على كرسيٍّ في الغرفةِ كان أسفل النافذة مباشرةً"

-مجنونة..وأحبك هكذا!
"رد بإبتسامةٍ واسعةٍ وهو مغمضُ العينينِ"

صمتا قليلًا بينما كانت ليندا تُشاهد السماءَ الصافيةَ من النافذةِ
قال وصال كاسرًا هذا الصمت الموحش:
-تدرين يا ليندا؟
هذا الكرسي الذي تجلسين عليه الآن كانت تجلس عليه كات لتُراقبُ القمرَ و تكتب لي عباراتِ الغزلِ..هذا الكرسي كانت تحبه كثيرًا رغم أنه قديم للغاية،
أقدم قطعة موجودة في منزلِها.

إبتهج وجه ليندا وأخفضت نظرَها للكرسي لتتأمله فقالت بعد حوالي دقيقةٍ:
-أنا متوقة لأن أرى ما في هذا الصندوقِ الصغيرِ يا وصال ...هلا فتحناه الآن؟
ضحك وصال و قال:
-وأنا أيضًا فضولي و شوقي كادا أن يقتلاني!

قام من على السريرِ بإنهاكٍ و إتجه نحو الخزانةِ التي ما إن فتحها حتى وجد العديدُ والعديدُ من الصناديقِ ،و زجاجات النبيذِ الفارغة، قارورات عطر رجالية و فستان و بدلة بجوارِهِ.
أخرج وصال الفستان أولَ شيءٍ و فرده ليظهر فستانًا أنيقًا على الطرازِ الفيكتوري.
-ذوقها رائع..رائع ومبهر!
"نطقت ليندا بخفوتٍ وهي تتأمل الفستانَ بإعجابٍ"

-شكرً لكِ!
"أجاب بإبتسامةِ فخرٍ"

فعل الأمر ذاته مع البدلةِ الرجالية ولكن تلك المرة لم يتركها ويتجه إلى شيءٍ آخر؛
بل أخذها وإتجه للسريرِ وجلس و وضعها على رجليه،
ظل يتأملها بحزنٍ وهو يضغط عقلَهُ بقوةٍ حتى رأى كلَ شيءٍ أمامه و بدأ في التحدثِ وهو يرى نظرات ليندا المُستفهمة التي تراقبه بطرفِ عينيه:
-قبل زواجها بيومٍ وعندما علمت بأمرِ زواجِها الجبري من ابن عمِها توجهت إلى مدينتِها الجديدةِ وجئتُ بها إلى هنا...وسهرنا سويًا،
كنا مجانين ...وحزانى أيضًا..للغاية!
"نطق بنبرةٍ إحتلها الحزن والحسرة"

جُنوني الجميلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن