" رافـايـيل . . " ملاكٌ حارِّس

2.6K 108 114
                                    










 

 

 

 

إنهُ يوم مشمس، لقد إنتهى فصلُ الشتاء ونحن في قلب الربيع. ولكن لم تعد الفُصول، الطقس.. الشمس وتغريد العصافير على كُل شرفةٍ مهمًا بالنسبةِ لي.
لو لم يكنُ من أجلك، والدتي الحبيبة.. لما بقيتُ في هذا المكانِ دقيقةً إضافيةً واحِدة، لا بأس أستطيعُ أن أتحمّل ذلك، اعني وبالطبّع على الصعيد الجسدي.
سأُحاول البقاء هُنا من أجلِك فقط، من لديكِ سواي انا وخالتي ميـونغ ؟ أنا اعلم وانا آسِفٌ لأجلِنا.

" أيها الصعلوك! نظّف المواقِد والمداخن جميعها بعدما تنتهي من غسل الأغطية "

" اللعنةُ على صوتِك "
شتمتهُ بيني وبين نفسي كعادتي الدائِمة، هو ليس صوتًا بل صُراخًا أهوجًا أعتاد أن يصدح من بؤره جسدهِ العفن في زوايا النُزل الكئيب كل صباح.
أرفضُّ التصديق بأنني أعملُ في هذا النُزل منذ سنتان، لا أدري بالتحديدِّ ماهو مُسمى عملي لكني أقوم بِكلِ شيءٍ تقريبًا، التنظيف، الغسيل، المسح، الترتيب، الطهو، وحتى إنني اصبحتُ إسكافي مؤخرًا حتى أستطيع أن أحصل على بعض البقشيش من جيوب اولئك الرجال المتغطرسون حينما أُلمع احذيتهم الجلديةَ وأخيُطها.

أعتدتُ نمط الحياةَ هذا رُغمًا عني، في كُل صباحٍ وإن كان الحظَّ حليفي سأكون قد استيقظتُ لِتوّي وفي بعض الأحيان لا أستطيع النومَّ لأسباب عِدة. تسريب المياه في القبو حيث تهرب القطراتِ من الأنابيب بين الحينِ والآخر، وأُحب أن أفكر بذلك كونها تؤنس وحدتي في هذا المكان ولكنها باتت تُزعجني كثيرًا، إنها تسقط على جسدي، عيني وشعري وأستغرب من براعتها عُندما تُصيبُ فتحة أذني تمامًا! تلك القطرات اللطيفة...

هُناك حيثُ يتقلب مضجعي كثيرًا وكثيرًا، لا أستطيع النوم عندما أشعر بالألم الغريب في جميع انحاء جسدي، أيعقل إنني لا استطيع النوم لشدّةِ الألم؟ أمن المفترض أن يجعلني الألم متعبًا حتى انام ؟ ذلك غريب.
رُبما بسببِ خشب الأرضِية الذي نمى عليه العفن بشكلٍ مُضحك، لم يعد مريحًا كثيرًا.. كل هذا بسببكِ أيتها القطرات المُشاغِبة! لقد أفسدتي سريري.


لم يصمد الكثيرون هُنا لدى السّيد دومينيك، بعضهم من من سيطر عليه المرض وأصبح طريح الفراشِ، والآخر لا يستطيع تحمّل مشقة الأعمال وطبيعتها في هذا المكان، هم جميعهم ضعفاء مدّللون.
لم يبقى أحدًا سِواي والسّيدا جيلبيرت و روب، كلاهما كانا يعملان هُنا منذ مدّة طويلة جدًا قبل مجيئي.


أنتهيتُ من غسل الأغطيةِ وخرجتُ حتى أنشرها لتجف في الفناء الخلفي للنُزل، حيث أستطيع أن أسترق بعض اللمحاتِ من خيوطِ الشمسِّ خارِجًا. أخذني الأمر رِبما.. بضعة أشهر حتى أفهم هذا الحي وسُكانه جيدًا، أنهم ومهما حدث تملائهم حالة الغضّبِ والعجرفة الفارغة في اوقاتِ كثيرة خلال اليوم الواحِد وذلِك يعود لعدم رِضاهم بمكانتِهم الأجتماعية، هم ليسوا الفقراء الذين تقبلوا ذلِك، ولا الأغنياء الذين ولدوا كذلِك.

رقصة جنية السـكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن