ثلاثُ وقفـاتٍ وحـذاء

756 75 83
                                    

















هذا المكانُ أقرب إلى ديار الحُلم والخيال، مازال عقلي لا يصدّق جماليته.. كأنني أصبحتُ في روح فرنسا و قلبِّ باريس. ولكن أخبريني بِكلِّ صدقٍ، أعلم أنك ستفعلي لأني وفي نهاية المطاف لا مفرّ لي منك، هل قلبك حقًا بهذا الجمال؟

" حسنًا يمكنك المكوث في هذه الحُجرة الصغيرة أظن أنها تفي بالغرض مؤقتًا "

حُجرة صغيرة ؟ أُقسّم أنه لا يكفُ عن إضحاكي بأستطاعتي الركضُّ والوثب والتزحلّقُ في هذه الحجرة " الصغيرة "

كان هُناك ذاك السَريرُ ذو المرتبة المرتفعة و الضخمة وعليها وسادةٌ مُنتفخة أشعرُ بنعومتِها من قبل لا ألمسها لمسةً واحدة. وفقط! مجرّد النظر إليه كان يُصيبني شيءٍّ من الخدر والنُعاس... هُناك طاولة بمشغل اسطواناتٍ يحيطها كرسيـان وتقع خلفها نافَذةُ صغيرة بِستارٍ أخضر وطاولة أخرى للتزيين مع بضع مرايا تحيطها المصابيح المشتعلة.

الحجرة الصغيرة التي وكما وصفها هذا الرافاييل .. بدت حُجرة الأحلامِّ بالنسبة لي. لكني رغم ذلِك اتسائل هل هناك أحدٌ كي تلاعبه القطرات المتسربة غيري في نُزّلِ دومينيك الآن؟ تلك الحجرة.. او القبو الرّطب الذي هجرته. أيتها القطرات الصغيرة سامحيني لأني تركتُك وحدك في ذاكَ المكان الموحِش.

" أرجوك ألاتعر بالًا لفوضى المكان، كُنت استخدم هذه الغرفة مؤخرًا ولم أقم بترتيبها "

" لا أنها في ..."

" كان العرضُّ الأخير متعبًا جدًا و لم يكن هناك وقتٌ حتى ننام فيه لذلك كنت اقضي الليالي هُنا "

" في هذا المسرح لن تشعر بالوحدةِ أبدًا، دائمًا هنالك أصوات الراقصين عندما يتدربون و وربما.. ربما لن تستطيع النوم بسبب ذلك "

" لقد اعتدت النوم تحت ظروفٍ أسوأ من اصواتِ موسيقى وخطواتٍ راقصة"
ضحكتُ

" فلتضع ذلك في طيِّ النسيـان، أنت هُنا الآن"
تبّسم لي وربتَ على رأسي.. لقد كان هادئًِا

" عليّ الذّهابُ الآن حتى نستأنف التدريبات وفي الوقت الحاضر سأترُكك حتى تعتاد المكان، اذا احتجت إلى اي شيءٍ لا تتردد بالسؤال حسنًا ؟ "

أومئتُ له وخرجَ وظللتُ وحدي في هذه الحجرة ..

حدّقتُ في زاويا الحُجرة وجُدرانها التي اكتظت بالمُلصقـات الملوّنة وصورٍ على مايبدو إنها للراقصين هُنا، هُم جميلون وتعتليهم البسمة اللامِعة.. في أي حياةٍ يعيشون ؟ أعرفُ تمام المعرفة أنها " حياة "  ولِشدّة غرابتها لن أتمكن عيشها ..

رقصة جنية السـكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن