رقصة جنية السـكر

شجـاع

- سوبين -

‎في هذه المرحلة لم أعد قادر على تميـيز من يكون يونجون حقًّا، ما فعله ليس من شيمه. كان كالقُنبلة الحسّاسة التي تنتظر أي لمسّة حتى تنفـجر، إني احاول—جاهدًا أُحاول أن افهمه؛ ولكني عاجزٌ تمامًا وهو لا يمدُ يد العون ابدًا بل يزيد الحال تعقيدًا بصمته الدائم.

‎مالذي يحدثُ داخل رأسه؟ بماذا يفكر وكيف يرى الأمور ويفسرها ؟ لا شيء يُجيب على تحطيمه لخاتِم ‎كاي، مِسـكينٌ هو كان قد أراد أن يُبهجه فحسب ..
‎إني في كل مرةٍ أظن اني فهمتُه أعود ادراجي مخطئًا اكثر من ذي قبل. صعب التوقع، صعبُ المراس، صعبُ المراضاة !!!

أيـًا ماكان يمرُ بِه فلا يعطيه الأحقيّة بتحطيم أي شيء، أتمنى من كل قلبي أن يكون هناك عُذرٌ مُقنِع، شماعةٌ تكفي لتعليق سوء خُلِقه عليها، لقد تركني في موضع مُحرج للغاية مع كـاي فإني صِدقًا لا أعرِفُ كيفَ أُخفف الأمر عليه او بماذا سأتعذر بِه ؟ كم من الوقتِّ مـضى ولازلتُ أخطو خطواتٍ على أرضٍ غير ثابتة نحو يونجون بموجات غـضبه... جفاف كلماته وحِدّتِها، من يـكون يونجون الحقيـقي أصلًا ؟ أهو كتلة غضبٍ ... فحسب ؟ أيعقل ألا يكون هناك نورٌ في قـلبه ؟

" انا فقط لا أفهم لِماذا كان عليه أن يرميه في مُنتصف المكان بتلك الطريقة ... "
بنبرةٍ يملؤها اليأس تحدث يتأمل فُتات الحجر المتهالك في يـده

" إني اعتذر لك بالنيابةِ عنه، حقًّا ... أنا في صدمةٍ تامة مـِثلك تمامًا "
جلسـتُ على الأعتاب بجانبـه

" ليس خطؤك، لستُ غاضِبًا عليه إنما في ودّي أن أعرف فقط... لماذا ؟ "
أغلق كفيه على حُطامِ الخاتم وضمَّ ركبتيه نحو صـدره

" سأحاول الحديث مـعه عِندما تـروق الأمور... هوّن عليك يـا كاي "
ربـتُ عليه

" إن الأوضاع تزداد صعوبة هُنا وكم كنت أرجو أن تُنسيني فرنسا وعاصمتها ما هربتُ منه في النرويج "
لاحظتُ اختلاف نبـرته فـقد ازدادت حُزنًا غيـر عادي

" مـاذا تقصـد ؟ هل أنت بـخير ؟ "
نظرتُ إليه

" سنبقى نحمل معنا أنفسنا أينما ذهبنا"
هـمس وعيناه مغمورة بالدموعِ ولحظتها سألتُ نفسي، يستحيل أن يكون هذا من أجل الخاتم فقط ... هناك خطبٌ ما وتذكرتُ
" أنت تُرددها "
لقد قال شيئًا مثل هذا  في ليلة العرض