جـمشت

524 54 93
                                    

- يونجون -



 

   
هل النومُ من زارني أو انني من زرتهُ وغفوت على أعاتبه راجيًا رشفـةً واحِدة إن كان يُرتشـف أصلاً ؟ لم أستطع النومَ أبدًا ورغم مُضي اليوم الطويـل والثقيل... وحتى بسبب الهشاشه التي حلّت بي، لم أستطع.

وكّلتُ أمري إلى رافاييل ووافـقتُ على دوري الجديـد رغم إني لم أكن أفقه فيهِ شيئًا، لم أرغب أن ابقى عبئًا ... إن عبئي الجسدي يكفيني لهذا الحدّ.

أمضينا النهار معًا وأخذ يعلّمني كل ما يجب علي معرفِته عندما نبدأ التدريبات لبُحيرة البجع قريبًا ... لقد قمتُ بتدوين كُل شيءٍ ولن أترك مجالًا لأي خطأ، إن مُهمتي الآن تحملُ من المسؤوليةِ ما لا يقلُّ عن كوني راقصًا في السّابق... إني الآن المسؤول عن خروج الراقصين بأنفسهم على المسـرح.

رغم هذا، شيءٌ بي بقيَّ يشعرُ بالمرارة...

لن أخفي ذلك، إني أحسدُ سـوبين بشدّة لذهابه إلى سانت كاليه وإن كانت لا تعني لهُ شيئًا فهي تعني الكُل لي. أحسدُ قدمه لأنها ستطئ على أرضها...عينه لأنها ستراها وحتى أنفه المستديـر أحسده، سيحظى بالنسيم النقي المميـز هُناك.

وفوق كُل شيءٍ فأن سانت كاليه لاتعني الكثـير لو لم يكن يقطنها شخصٌ واحد. شحصٌ جعلني أُحبّها رغم فقرها وأنعزالها... أمي.
فأني أحسدهُ الأكثر لأنه سيـراها، أتوقُ إليها من كُل قلـبي ولكن ... ماذا سأكون إن ذهبتُ بهذا الشكل المثير للشفقـة ؟ إني حتمًا أُدين لوالدتي بالأحترام وأنها لوقاحةٌ مني أن أُحطّم صورتي بنفسي—داخل عقـلها.
فهي إن رأتني جليسٌ هذا الكـرسي... لن تستطع أن تمحي هذه الصورة البشعة مطلقًا. لا أقدر على فعل شيءٍ مُدّمرٍ كهذا لها.

تقلّب مضجعي كثيرًا ولا أعلم إن كان ذاك حقيقيًا ولكني شعرتُ بكهرباءٍ عصبية في أطراف قدمي ... أرجوكِّ أيتها القدم الحمقاء الا تتلاعبي بِي، فكلانا يحنُّ إلى الركضِّ في حقول سانت كاليه ومروجها ولا يحقُّ لك أن تؤرقي منامي أكثر.

لقد كنت غافيًا أو نِصفُ غافيًا عندما سمعتُ الباب يُفتح على مهله وفزعتُ فورًا

" أوه .. آسف إني! سأعود صباحًا .. "
لقد كان سُوبين

" لستُ نائمًا "
فركتُ عيني وأعتدلتُ بجلوسي بالقدر الذي أستطعت، لقد كان قلبي يخفق بسرعة بسبب نهوضي من نومي المتوتر.
" لم يتبقى الكثير حتى يحين الشروق على أي حال، تفضّل "
ودخل الأصهب يحملّ بعض الأشياء معه، لقد وضعها على السرير بقُربي وعندئذ جلس على الكرسي بجانبي.

رقصة جنية السـكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن