مصيـري الأخير

448 47 54
                                    

- يونجون -










انها مرتي الأولى التي أحضرُ فيها عُرسًا فكل شيء بدى جميلًا ومتلألئلًا وكِلا العروسين ظهرا في منتهى السعادة والسرور، الزهور والورود تُزين كل طاولةٍ ومَمر ورغم برودة الجو الا ان سعادتي كانت مدفئة أصيلة حطبها جميع الأوقات السيئة التي ظننتُ إني لن أنجو منها...

ألتقيتُ بالطبيب تشارل قبل بدء المراسم ولقد كان إنسانًا عطوفًا وأستطيع الجزم أنه بالفعل متفاني في عمله ... إن طريقة حديثه هادئة للغاية مما دفعتني لأن أتركُ قبضة أعصابي المشتدّة، حمل وجههُ تعبيرًا بشوشًا رُغم تلك الندبة التي قَسمت خده
اتفقنا سويًّا بأنه سيزورني مساء الغدِ حتى ييدأ ما جاء لأجله وتصرفتُ مع نفسي ألا أيأس ويصيبني الذُعر مهما كانت النتيجة ... لا أستطيعُ هذا وسُوبين بِجانبي هُنا ولقد وعدتهُ قبل أن أوعد نفسي

بدأت المراسم وكُنا نجلسُ جنبًا إلى جنب ومع محاولاتي في التملص من لمساتهِ إلا انهُ كان يتشبثُ بأصابعي ويـدي مرةً بعد مرة حتى استسلمتُ وتركتهُ يفعل مايشاء... كان فائق الوسامة ليلتها وتركت طريقة تصفيفه الجديدة لشعرهِ طبقةً من السِّحر الإضافية على جماله، إن قلبي لا يعرف معنى النبضات المجنونة الا عندما أكون قريبًا منه ولا أستطيع بل لا أريد مقاومة نهر الحُب هذا أبدًا ...

" والآن أعلنكما زوجًا وزوجـة ! تهانينا ! "
وإنطلقت أصوات التصفيق العالية مع صواريخ الألعاب النارية التي أنارت السماء كالمصابيح ...لقد كان مشهدًا رقيقًا تحت كل هذه الألوان التي انعكست على ملامـح سُوبين و رأيت ضِحكته البلهاء ونقش خده و لقد كان يُقهقه ويستمر بترديد " أنظر يونجون! أنظر! " مع إني كُنت أنظر بالفعلِ—أنظرُ إليه

ابتدأ الأحتفال وأنطلقت أصوات الموسيـقى وشارع الجميع في الرقص والشرب والضحك، لقد كانت أفراحهم مُعديةٍ بشكلٍ لا يُمكن صدّه، تحرّك سوبين ودفع كُرسيي حتى نذهب ونُقدم التهاني الخاصة للعريسان اللطيفان... إن خالتي ميونغ بدت في منتهى الأناقةِ والجمال مرتديةً ثوبها الأبيض بِجانب أطيب قلبٍ قد غُرس قطٍ في جسد—رافاييل الذي شذب لحيته وشاربيه حتى صار أكثر نعومةً وشبابًا... إنها أول مرةٍ أرى فيها رافاييل بهذا المظهر والحُلة وكم كانت تلائمه كثيرًا

" تـهانينا يا عزيزاي وإني لأوصيكَ حق وصايةٍ أن تعتني جيدًّا بأختي الصُغرى "
قالت والِدتي الحبيبة

" لا عليـك فلن يُضنيك لها شوقٌ ولن يؤرق عينيكِ عليها قلق فنحنُ الآن عائلة واحِدة وكل مايفصلنا هو صعود ونزول الدرج! "
أبتسم رافاييل يرتشف شراب زِفافهِ

رقصة جنية السـكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن