كـالحب المشتـعل

495 53 36
                                    

- يونجون -






هذا الوقتُ هنا هو بُرهانٌ أن تدريباتي أجدت نفعًا وأني أتممتُ عملي كما يجب، لكم مُرتاحٌ هو قـلبي..إن القدرة على خـلق الجمال تكفيني وتعيدُ ترتيب نظري الشائك اتجاه الحياة ومكائدها.

بقدر ما كُنت أرغب بالرقصِّ على بحيرة البجع بقدر ما أنا مرتاحٌ بالأداء الذي شاهدتهُ، أفهم انها رقصةٌ ملحمية ودرامية وأستطيع تصنيفها من أصعب الرقصات، ومع هذا فقد تمت بأكثر شكلٍ فنّي يمكنها أن تكـونه لذا... انا راضٍ رغم مُرورة الرغبةِ.

أهداني رافاييل هذه السُترة وأخبرني أن ارتديها خصيصًا لأمسية اليوم، إن ملمسها ناعم جدًا وأعتقد أنها صارت أكثر جمالًا بزهور سوبيـن... أشعرُ بأني وأخيرًا أستطيع على الأقل فهمه ومشاركته بإحساسٍ ما، هو لايزالُ ذاك الشابُ الوقح في لقاءنا الأول...الذي تفلتُ كلماته منه ومع هذا تظلُ نواياه صافية، لقد أفضى لي الكثير مما في قلبه على والِده وأعلم أنه قرأ الصدمة على وجهـي، ظننتُ دومًا منذ اللحظة الأولى أن أباه وأمه شخصان في منتهى الروعة وفكرة رقصة في مسرح فرنسا هي دلالٌ باذخ من كليهما ... لأكتشف أن من أوائل المعارضين له، هو والده.

بادلتهُ الحديث أيضًا بمعرفتي أنه على دراية بتصرفات الذي لا أطيق تسميته بِوالد...مازلت أظن في نهاية اليوم أن سوبين يمتلك حظًّا جيّدًا، على الأقل هناك إخوته الذين يحبونه كثيـرًا، علاقتهم سويًّا من أدفئ الأشياء التي سمعتُ بها ورأيتها.

إني مازلت أتمنى لو أنه اعتذر لي بالشكلِ الصحيح ... فقط، كلماته مازال يؤلم وقعها عندما تمرُ في بالي، وبحقٍ كرهتُ مدى هشاشتي لها.

سمعتُ بسيرة الطبيب تشـارل وحاصرتني وخزاتٌ في قلبي، لا أريد أي بصيصِ أملٍ يؤلمني وأُفضّل أن اتقبّل قدري كما هو ... لا أطيق العيشَ على احتماليةٍ إما ستجعلني أطير فرحًا أو تقصُ ما تبقى من أجنحتي وريشـي. أفهم انهم يرغبون بالمساعدة وإني لأُقدر هذا ولكن، لم يكن عليه ذكر الأمر في اجتماعٍ من المفترض أن يكون سعيد.

حينما قضينا الوقتَ في صالة رافاييل—الجميلة جدًّا، أصرّ الأصهب على تشغيل ألڤيس وبِتُ أعتقد ان الموضوع قد تحول من حب فنانٍ مفضّل إلى مضايقاتٍ شخصيّة! وحتى ليلُ المكان وهدوءِ طلّته لاتتناسب مع صوت ألڤيس وموسيقاه! أتمنى لو بإستطاعتي أن أشغل ديبوسـي... لكنه قد اختار اسطوانته الأولى بالفِعل.

" بربك الا تعبس بهذا الشكل، أكل هذا من أجل أغنية؟! "
وضع الأسطوانة على المشغل

" مالخطب إني لستُ عابِسًا فهذه طبيعةُ ملامحي، فلتفعل مايحلو لك"
تحركتُ بالكرسي إلى جانب المشغل وكتفت ذراعي مستسلمًا لأقدار ألڤيس المزعجة.
لقد كانت أغنية تدعى ( الحبُ المشتعـل ) وأنطلقت الأنغام صادحة في الصالة مما جذب أنتباه الجميع وبدخول كاي الذي كان يضحكُ بإستعجابٍ شديد... لقد كان يمسح يداه وقميصهُ المبلل جزئيًا وكان يخطو نحونا متشوشًا

رقصة جنية السـكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن